قبل إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.. "فتح": سنلجأ لمجلس الأمن.. و"نتنياهو" يرد

تقارير وحوارات

صور ارشيفية
صور ارشيفية


قبل ساعات من إعلان إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، أكدت حركة التحرير الوطني "فتح" أنها ستعتزم تقديم شكوى ضد أمريكا في مجلس الأمن الدولي بشأن تلك القضية بالإضافة إلى ما أشار إليه البرلمان الأردني بأن بنقل سفارة واشنطن سيكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

 

 شكوى ضد أمريكا في مجلس الأمن

أكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، ناصر القدوة، اليوم، أن الموقف الأمريكي من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ينطوي عليه العديد من المواقف الخطيرة والمهمة، ويستدعي رد فعل قويا وواضحا من الجانب الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي، وأن أي موقف يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل مرفوض وغير مقبول ويستدعي رد فعل حازما.

 

وقال القدوة، خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية في رام الله: إنه من المتوقع أن تعلن الإدارة الأمريكية اليوم نقل السفارة من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وأن تعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، مشيرا إلى أن القانون الذي أقره الكونجرس الأمريكي عام 1995 بشأن نقل السفارة الأمريكية دخل حيز التنفيذ قبل يومين، موضحا أن الإدارة الأمريكية أعلمت الرئيس محمود عباس وعددا من الزعماء العرب بقرارها نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

واعتبر القدوة أن موقف ترامب موقف مغاير للإدارات الأمريكية المتعاقبة، ويشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي، كما يعد انتهاكا للاتفاقيات الدولية التي كانت الولايات المتحدة الأمريكية طرفا فيها، وتدميرا للاسس التي قامات عليها عملية السلام ولأي آفاق مستقبلية، كما يعتبر هجوما على الحقوق الوطنية الفلسطينية، خاصة حقه في إقامة دولته، وهجوما على حقوق المسيحيين والمسلمين في مدينة القدس المحتلة.

 

واستعرض موقف حركة فتح الذي ينص على رفض الموقف الأمريكي وضرورة شرح الموقف بصورة تفصيلية في هذا المجال، للمجتمع الدولي وللامتين العربية والإسلامية، وعدم التعاطي مع التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في مدينة القدس المحتلة ومقاطعته، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطنية في واشنطن، والعمل على أساس أن الولايات المتحدة الأمريكية أنهت دورها كراع لعملية السلام ولم تعد وسيطا، وضرورة تقديم شكوى ضد الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي، والتحرك في مجلس الأمن والجمعية العام للامم المتحدة لرفض القرار الأمريكي بشأن نقل السفارة، والالتزام بأحكام وقرارات مجلس الأمن، وكذلك ضرورة العمل لتبني الموقف الفلسطني من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكافة الهيئات السياسية الصديقة.

 

اجتماعات الجامعة العربية لن تنقذ القدس

كما أكد أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، أن اجتماعات الجامعة العربية لن تفيد في موضوع نقل السفارة الأمريكية للقدس.

 

وقال الجار الله في تغريدة على تويتر: "نحن نكذب على بعضنا، حتى الدول الإسلامية مواقفها ليست واضحة ومصالحها مع العالم ومع إسرائيل أهم من القدس، حتى أصحاب القضية مواقفهم متشرذمة، وللبيت رب يحميه".

 

انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط

واعتبر مجلس النواب الأردني، توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، يشكل ضربة للحق العربي الفلسطيني غير القابل للتصرف في المدينة المقدسة.

 

وحذر مجلس النواب الأردني في بيان أصدره اليوم الأربعاء، من تداعيات هذه الخطوة وخطورتها على المنطقة والإقليم وربما العالم بأسره، فالقدس تشكل رمزية تسكن قلوب ووجدان وعقيدة مليارات المسلمين والمسيحيين، ولا يمكن القفز عن أحلام وتطلعات الشعب الفلسطيني بقرار يمنح الاحتلال مجددًا بغير حق أرضًا مقدسة، مثلما مُنِح بغير حق ما سُمي وطنًا قوميًا لليهود في أرض فلسطين قبل (100) عام عبر وعد بلفور المشؤوم.

 

ورأى في القرار مدعاة لإحداث تطورات خطيرة في الشارع العربي عموما والفلسطيني خصوصا، ويؤجج مشاعرنا جميعا، وهو ما نحذر من تداعياته على المدى القريب، ودعا المجتمع الدولي إلى الإنصات لتحذيراته من هكذا قرار خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وقال النواب الأردني في بيانه: إن لهذه الخطوة، انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وستقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية، وتؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين.

 

ووجه الدعوة إلى البرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد اجتماعات طارئة لاتخاذ موقف جامع لثني الإدارة الأمريكية عن توجهها.

 

وأكد المجلس أنه سيرسل برقيات عاجلة للبرلمانات الدولية الشقيقة والصديقة لتوضيح خطورة القرار وتداعياته الخطيرة على المنطقة برمتها، وحثهم لممارسة الضغوط على إداراتهم السياسية أملًا في استثمار نفوذهم ومراكزهم للتواصل مع الإدارة الأمريكية وجميع الدول ذات التأثير الفاعل لثني الإدارة الأمريكية عن اتخاذ هكذا قرار يشكل خطورة على مستقبل السلام في المنطقة.

 

الهوية التاريخية في إسرائيل تحظى باعتراف مهم اليوم

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في أول تعليق على القرار الأمريكي الوشيك حول القدس: "الهوية التاريخية الوطنية في إسرائيل تحظى باعتراف هام اليوم".

 

وقال نتنياهو في شريط مصور عبر صفحته في "فيس بوك": "هويتنا التاريخية الوطنية تتلقى تعبيرات هامة كل يوم، وخصوصا اليوم"،.