صحف الخليج تكشف حصاد 6 أشهر مقاطعة لقطر.. وتؤكد: الدوحة في مأزق

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


تناولت الصحف الخليجية اليوم الأحد عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما نقلته صحيفة "الخليج" عن النواب الأمريكيون حين أكدوا أن قطر في مأزق وعليها مراجعة سلوكياتها، وكذلك ما أكدته صحيفة "عكاظ" بأن مساعي أمير قطر تميم لإنقاذ الحوثي تفشل برفض الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.


قطر في مأزق وعليها مراجعة سلوكياتها
نشرت صحيفة "الخليج" تقريرًا عن مؤامرات قطر قائلة:"بمؤامرات لا تعرف خطاً للنهاية، وعناد لا يثمر إلا المزيد من الخسائر، تواصل قطر الراعي الأول للإرهاب في الشرق الأوسط تحركاتها المشبوهة في إيواء وتمويل الكيانات والتنظيمات الإرهابية، رافضة الانصياع للمطالب العربية ال13، والتي قدمتها دول الرباعي العربي الذي يضم الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، والتي تم تقديمها لنظام تميم بن حمد قبل نصف عام".

ومن فساد المونديال والرشى، وصولاً إلى إيواء ورعاية التنظيمات الإرهابية لضرب استقرار الدول العربية، وقال جاي هومنيك كبير الباحثين بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية: "بلا شك إن لقطر تاريخا طويلا في دعم الإرهاب كجزء من استراتيجية اعتادتها لشراء بعض الأصدقاء للحفاظ على توازن القوى مع السعودية"، مشيراً إلى أن للمقاطعة نتائج سيئة للدوحة ظهرت جلياً في مجالات وقطاعات عدة.

وأضاف هومنيك: "قطر بعد نصف عام أدركت أنها في مأزق وضعت نفسها فيه وتحاول الخروج منه الآن بعد أن أضاعت هزيمتها في "اليونيسكو" ما تبقى لها من أمل، وليس أمامها سوى الانصياع لمطالب الدول العربية ووقف تمويل الإرهاب".

وأكد الباحث الأمريكي في تصريحاته أن نظام تميم بن حمد يواجه أزمة حقيقية بعدما توالت عملية الكشف عن الدور الذي تلعبه قطر في دعم وتمويل الكيانات والتنظيمات الإرهابية في العديد من الدول ومن بينها دول غربية.

فيما أكد عدد من أعضاء الكونجرس أن قطر عليها مراجعة سياساتها المحرضة على الإرهاب تجاه الدول العربية، حيث قال عضو الكونجرس براد شيرمان النائب الجمهوري عن كاليفورنيا ورئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب، "قطر الآن في مأزق والعالم لن يغمض عينيه عن حقيقة تمويلها للإرهاب، وعليها تقديم الكثير من التفسيرات بعد مقاطعة الدول العربية لها"، وأضاف شيرمان، أنا لا أعتقد أن الزيارات الدبلوماسية لواشنطن التي تلجأ لها قطر ستحل الموقف، والحل أن تنفذ معظم ما طالبت به الدول المجاورة، والبداية ألا تقدم ملاذاً للتنظيمات المتطرفة.

وعن موقف الكونجرس قال: "عقدنا جلسة استماع قدم خلالها عضوان بالكونجرس تقريرا كاملا بالأدلة يوضح علاقة قطر بالإرهاب، وكان على الدوحة الانتباه"، أما جيم ماكجفرن النائب الديمقراطي عن ماساشوسيتس، ورئيس لجنة لانتوس لحقوق الإنسان، فقال: "يعاب على قطر دورها في عدم الاستقرار بالمنطقة، ودعمها للجماعات المسلحة ونحن نقف ضد أي دولة تساعد على نشر الفوضى ويجب أن تعمل جميع الأطراف لكي تصل الدول العربية لنقطة اتفاق فنحن لا نريد خلق صراع آخر في المنطقة"، وأضاف أن تصريحات البيت الأبيض متضاربة بشأن الدوحة ولا نستطيع التكهن بمواقف أمريكية حيال الأزمة.

أما فرينش هيل العضو الجمهوري بالكونجرس عن "أركنساس"، فقال إنه لا بد من أن تقود مجموعة معينة المحادثات مع الدوحة، ولا أحد ينكر أنها تؤجج الصراعات بالمنطقة. وعن تحرك الكونجرس قال هيل، الخارجية الأمريكية منوط بها هذه المواقف، وعلق على اتفاق وزير الخارجية ريكس تيلرسون مع الدوحة قائلا "هذا الاتفاق الخاص بمكافحة الإرهاب لا يعني توقف دور الولايات المتحدة ودعمها للموقف العربي، والإدارة الأمريكية تأمل أن يكون هذا الاتفاق وسيلة لوقف تدفقات التمويل إلى الجماعات الإرهابية".


وأضاف كرس سميث رئيس لجنة إفريقيا بالكونجرس، أنه يتم بين الحين والآخر عقد جلسات استماع بشأن قطر، وأشار إلى أنه لا بد من الوقوف يداً واحدة في وجه أي دولة تدعم العنف لأن هذا لا يضر المنطقة العربية فحسب بل العالم كله، مشيرا إلى أن أمريكا لن تترك الدوحة تتمادى في دعمها للإرهاب.


مساعي تميم لإنقاذ الحوثي تفشل برفض صالح
كما نشرت صحيفة "عكاظ" تقريرًا بعنوان "سكين الغدر القطري تتثلّم" قائلة :"في خندقها الذي تحب، ظهرت قطر في المشهد اليمني من جديد، بعد طردها من التحالف العربي لمساندة الشرعية اليمنية، الذي تقوده السعودية، في يونيو الماضي، للتوسط بين طرفي الانقلاب في صنعاء، بيد أن مصادر إعلامية أكدت رفض الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الوساطة القطرية".

وأغلق صالح الباب أمام مساعي التوسط التي كان يقودها أمير قطر تميم بن حمد لإنقاذ ميليشيات الحوثي المدعومة من طهران، بحسب سكاي نيوز. وتعود المحاولات القطرية بأذهان اليمنيين إلى وساطات قادتها الدوحة بين الحكومة اليمنية السابقة وميليشيات الحوثي؛ إذ يتهم اليمنيون القطريين بتمويل وتسليح الحوثيين تحت غطاء العمل الخيري والإغاثي، وقدم فريق الوساطة القطري دعماً لوجستياً كبيراً للحوثيين.

ولعبت الدوحة "أدواراً قذرة" بحسب مراقبين يمنيين، وعمد ما بات يعرف بـ"تنظيم الحمدين" على دعم الأضداد في اليمن، وتشير مصادر متطابقة إلى وصول مبالغ ضخمة إلى الحوثيين عام 2009 من قطر تحت غطاء مؤسسة قطر الخيرية، كما كان التمويل القطري لجماعات "إخوانية" في اليمن بلا حدود، ويتهم عسكريون يمنيون الدوحة بإمداد الحوثيين بمواقع حيوية لقوات الشرعية والتحالف العربي المساند لها، ويؤكد العسكريون اتهامات التحالف لقطر بالتواطؤ مع الحوثيين، ويحملون النظام القطري مسؤولية استشهاد عدد من الجنود اليمنيين.


حصاد قطر لأشـواك سياستها العدائية
وبرزت صحيفة "الإمارات اليوم" التقرير الذي أصدر "مركز المزماة للدراسات والبحوث" حول الأزمة القطرية، أكد فيه أنه بعد مضي أكثر من ستة أشهر على الأزمة مع قطر، بدأت الأخيرة تحصد أشواك سياساتها العدائية تجاه الدول العربية، لاسيما الخليجية، بفعل تأثير المقاطعة التي جاءت كردة فعل عربية على سياسات قطر التخريبية، ودعمها للإرهاب وأدوات زعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة، ما وضع الاقتصاد القطري في مهب الريح، وزاد من عزلة الدوحة عربياً وعالمياً، وكشف بالوثائق والأدلة المثبتة تورط نظام الحمدين في دعم الإرهاب وتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال المركز في تقريره إن النظام القطري تكهن أن عمر الأزمة والمقاطعة لن يطول، وأن أطرافاً محايدة ستضع حلولاً للأزمة تخرج قطر من مأزقها، فكانت حسابات قطر خاطئة، واستقوائها بقوى إقليمية طامعة، واعتمادها على المال السياسي والرشى في دعم مواقفها، هي الأسلحة التي انتحر بها النظام القطري.

وأوضح التقرير أن الحصاد القطري كان عبارة عن خسائر اقتصادية كبيرة، وهروب الاستثمارات الأجنبية والمحلية بالجملة، وفقدان ثقة المجتمع الدولي بالسياسة والاقتصاد القطريين، وانهيار العقار والطيران والصندوق السيادي، وتزايد الدعوات الدولية بسحب مونديال 2022 من قطر، وارتهان القرار القطري بيد إيران و"الإخوان"، وهبوط الإعلام القطري، وزيادة كراهية الشعوب العربية والمجتمع الدولي للنظام القطري، وكل ذلك يمثل الأشواك التي حصدها النظام القطري حتى الآن، جراء إصراره على مواقفه وسياساته التخريبية، ودعمه الجماعات الإرهابية.

وأضاف التقرير أن المؤشرات الراهنة تؤكد أن نهاية هذا العام ستمثل بداية لانهيار النظام القطري، في ظل تصاعد حدة المشكلات السياسية والاقتصادية التي أخذت في الآونة الأخيرة تتفاقم بشكل متسارع، وأدت إلى إصابة السياسة والاقتصاد القطري باضطراب كبير بسبب مقاطعة الدول العربية لها، ما دفع بعض رموز المعارضة القطرية، رغم قيام السلطات بسحب الجنسيات من بعضهم، إلى إدراك حالة الخطورة التي وصلت إليها البلاد بفعل سياسات النظام، وسارعت إلى انتشال البلاد بتعزيز قدراتها وتوسيع نفوذها في الداخل القطري والخارج، من أجل تغيير "نظام الحمدين"، ما جعل قوى إقليمية وعالمية تدعم هذا التوجه، بهدف إنقاذ قطر من براثن النظام الإيراني وتنظيم الإخوان.

كما أوضح التقرير أن النظام القطري استخدم، حتى الآن، كميات هائلة من الغاز الطبيعي، وأهدر الاحتياطات الانتمائية الكبيرة، كمحاولة للمحافظة على الاقتصاد أكبر فترة ممكنة، والمشكلة الأكبر لقطر حالياً هي استمرار المقاطعة لها، حيث إنه من غير المرجح، وفي ظل تزايد الأعباء الاقتصادية والنفقات المالية، أن يصمد الاقتصاد القطري لأكثر من بضعة أشهر أخرى، لاسيما أن الدوحة تواجه حالياً عجزاً مالياً متفاقماً.