القصة الكاملة للأزمة "المعمودية".. "الأرثوذكسية": "الحل في الميرون"..و"الكاثوليكية": "البابا تواضروس يُحبنا"

أقباط وكنائس

اسقفا المنيا
اسقفا المنيا


الكاثوليكية: مجلس الكنائس العالمي يؤمن بوحدانية الكهنوت والمعمودية.. ومصر لاتحتاج لمثل تلك الخطابات

 

الأرثوذكسية: لا تنازل عن استخدام "الميرون" في طقوس المعمودية

 

تسببت تصريحات صحفية للأنبا مكاريوس أسقف عام كنائس المنيا وأبو قرقاص للأقباط الارثوذكس، في حالة من الجدل في الشارع الكنسي، لاسيما بعد أن أعلن الأسقف العام رفض عدد كبير من أعضاء المجمع المقدس، للبروتوكول الموقع بين قيادات الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية حول قبول معمودية الكاثوليك من عدمه.

 

الأزمة

أكد الأنبا مكاريوس، أن السبب في رفض الأثوذكس لمعمودية الكاثوليك هو وجود خلافات عقائدية بين الكنيستين، مؤكدًا أن تعاليم الإنجيل في الفصل الرابع من رسالة القديس بولس الى أهل أفسس تنص تشترط وجود "رب واحد" وهو ما يؤمن به الكنيستين، و"ايمان واحد" وهو ما يعتبر بند غير كامل بسبب وجود خلافات عقائدة، ويُشترط إتمامه قبيل أن يجمع بين الكنيستين "معمودية واحدة"، طبقًا للنص الإنجيلي "رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ".

أوضح أسقف المنيا أن السبب الثاني يكمن في عدم اعتراف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بكهنوت القساوسة الكاثوليك، بسبب وجود حرومات مُتبادلة بين كرسي روما ونظيره الأسكندرية منذ مجمع خلقدونية، الأمر الذي ينتج عنه بُطلان أي شعائر تتم على يد القس الكاثوليكي من وجهة نظر الكنيسة الأرثوذكسية، وتذم تلك الشعائر طقوس المعمودية، في إشارة إلى أن الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية وفدتا إلى مصر في القرن الـ19 مع الاستعمار.

    

رد الفعل الكاثوليكي

أثارت تصريحات الأنبا مكاريوس حفيظة نظيره الكاثوليكي الأنبا بطرس فهيم مطران الكاثوليك بالمنيا، والذي أعرب عن استياؤه من تلك التصريحات، مكتفيًا في تعليقه على الامر بكلمة "شكرًا، بينما وصف التصريحات عدد من قساوسة الكنيسة الكاثوليكية بـ"المملوءة مغالطات تاريخية".

لم يقف الأمر عند ذلك بل قام عدد من رعايا الكنيسة الكاثوليكية بمصر، بالتطاول اللفظي على أسقف الارثوذكس عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، مما دفع مطرانهم بطرس فهيم للاعتذار عن أي إهانة أو تجريح أو تطاول أو تجاوز لاي يليق، قد تلفظ به أي كاثوليكي- بحسب تعبيره.

 

الأرثوذكسية: نكن المحبة للكاثوليك

قال الأنبا مكاريوس في بيان رسمي له، إنه يتفهم حالة الغضب التي انتابت بعض الكاثوليك الذين تجاوزوا فى التعبير عن غضبهم تجاه، عقب تصريحاته حول عدم الإعتراف بمعمودية الكاثوليك، والتي وصفها بأنها ليست رأيًا شخصيًا له،  بل أنها عقائد وإيمانيات وثوابت لا تراجع فيها، مؤكدًا على محبته  للأنبا بطرس، ولأفراد الشعب الكاثوليكي، لافتًا إلى أنه يربطه بهم محبة كبيرة.

 

الكاثوليكية لـ"الفجر": الوضع مُحزن

علق الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية بمصر على الأزمة، قائلاً إن الوضع محزن، ومصر والمسيحين لا يحتاجوا في هذا الوقت لتلك النوعية من الخطابات.

وأضاف "جريش" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن اتفاقية "ليما" التابعة لمجلس الكنائس العالمي، تؤمن بـ 3 أشياء أساسية وهم "الكهنوت، والتناول، والمعمودية بين الكنائس وبعضهم البعض"، مؤكدًا أن الخلاف حول المعمودية لم يذكر في التاريخ القبطي الأرثوذكسي حتى رحيل البابا شنودة الثالث- بحسب تعبيره.

أوضح الأب رفيق أن الكنيسة الكاثوليكية تحترم الكنيسة الأرثوذكسية وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، الذي يكن كل محبة وود للشعب الكاثوليكي- بحسب قوله، مضيفًا: "ولكن حتى الآن لم نعرف ما الأسباب التي دعت الأنبا مكاريوس للتصريح بذلك في هذا التوقيت".

وأشار الأب رفيق، إلى أن الخلاف لم يكن بين الطائفتين، ولا بين الأنبا بطرس والأنبا مكاريوس، وعن حل الأزمة قال: "إن إذا حسنت النوايا يمكن التوحيد".

 

الأرثوذكسية لـ"الفجر": الاختلاف يكمن في الميرون

قال القمص عبد المسيح بسيط، أستاذ اللاهوت الدفاعي، وراعي كنيسة العذراء مريم الآثرية بمسطرد، إنه ليس من المستحيل الوصول لحل طالما تتطرق المجامع المقدسة لمثل هذه الأزمات، ولكن الخلاف يظل قائمًا بسبب أن الأرثوذكس يستخدمون زيت الميرون فى المعمودية، وهو مخلوط من مجموعه زيوت عطرية حسب الكتاب المقدس، ويقوم المجمع المقدس بالصلاة عليها ومن ثم يتحول إلى سر حلول الروح القدس، أما الكاثوليك فلا يستخدمون زيت الميرون وهنا الاختلاف بين العموديتين.

وأوضح القمص عبد المسيح  فى تصريحات خاصة لـ" الفجر "، أنه من الصعب التوحيد بين المعموديتين إلا في حالة واحدة وهي  أن الأرثوذكسية تستغني عن الميرون أو قبول الطائفة الكاثوليكية للميرون، ونحن من المستحيل كطائفة أرثوذكسية أن نتنازل عن الميرون.

وتابع القمص عبد المسيح، إن من يتطاولون على الأنبا مكاريوس لا بد أن يتفهموا أنه شق عقائدي إيماني أرثوذكسى.