أحمد شوبير يكتب: بالعقل والمنطق والقلب "الخطيب" رئيسا للنادي الأهلي

الفجر الرياضي



لا يستطيع أن يتكلم عن الأهلى إلا من عاش بين جدرانه وتربى فى أحضانه وتعلم معنى الأهلى وعرف كيف يُدار النادى الأهلى ولا يستطيع أن يتكلم عن الأهلى إلا من لعب باسمه وعاش لحظات الفوز وما أكثرها وأعظمها واحتفل مع أبنائه أعضاء وجماهير بهذه الانتصارات والبطولات ونام سعيدا لأنه استطاع أن يرسم البهجة والبسمة على وجوه وشفاه معظم المصريين، ولا يستطيع أن يتكلم عن الأهلى إلا من جرب أيضا لحظات الحزن والألم لخسارة بطولة أو مباراة وعرف كم تعانى جماهيره العريضة فى حالة الهزيمة لذلك أصر من انهزم أن يعيد الفرحة والابتسامة سريعا إلى قلوب الأهلاوية فى كل مكان، ولا يستطيع أن يتكلم عن الأهلى إلا من عاش بين عماله وموظفيه وإدارييه وعرف أحلامهم وآمالهم ومشاكلهم وساهم فى حلها ومحاولة توفير حياة كريمة لهم ولا يستطيع أن يتكلم عن النادى الأهلى شخص له مصالح ومغانم مع قلعة عظيمة كانت محصنة طوال وجودها ضد كل من يفكر أن يستغل هذا الكيان لأهداف شخصية أو مغانم ومكاسب لم تكن موجودة أبدا داخل جدران أهم وأكبر قلعة رياضية فى الشرق الأوسط بأكمله بل فى العالم أجمع فى قلوب عشاقه ومحبيه عبر أنحاء العالم، ذلك أصاب بالدهشة - والتى تصل إلى حد الذهول - من بعض ممن يتطوعون بإعطاء النصائح وهم أصلا لا ينتمون إلى الأهلى ولا يعرفون عنه شيئا وأنا هنا لا أقصد شخصا بعينه فكل الزملاء لهم منى كل الاحترام ولكن لابد وأن يعرف بعضهم مبادئ وقيم وتقاليد النادى الأهلى العريق والتى يحاول البعض الآن أن يشكك فيها وللأسف الشديد أن من بين هؤلاء مسئولون كبار فى النادى خرجوا علينا أخيرا يطلبون منا تعريف معنى تقاليد الأهلى وهذه مصيبة كبرى وخرج علينا آخر يناقض كلامه وتصريحاته عن سوء إدارات الأهلى السابقة وعن الخطايا والأخطاء وأنهم لم يقدموا شيئا يذكر وأن المجلس الحالى هو صانع إنجازات وبطولات الأهلى على مر التاريخ وأن الانتصارات والألقاب لم تعرف طريقها إلى الأهلى إلا مع المجلس الحالى! بل يخرج علينا آخر ليعلن أن الأهلى على مدى 60 سنة لم يشهد أبدا أى إنجازات إلا فى السنوات الأربع الأخيرة! كل هذه الخرافات والضرب فى ثوابت الأهلى العظيمة كفيلة بالقضاء تماما على آخر ما تبقى لنا من رموز الرياضة فى مصر وهو النادى الأهلى ورموزه العظيمة.. الأهلى بما قدمه لمصر من أبطال فى مختلف اللعبات، الأهلى بما أحرزه لمصر من بطولات أصبحت حديث العالم أجمع حتى وصل إلى النادى الأكثر تتويجا فى العالم، الأهلى بما أفرزه لمصر من شخصيات أصبحت رموزا إدارية ورياضية قلما يجود الزمان بمثلها.. الأهلى بثوابته الرائعة وقيمته والتى جعلته فوق جميع أعضائه وأبطاله حتى أصبح يُضرب به المثل فى الانتماء والولاء، الأهلى الذى كان وسيظل إن شاء الله سندا قويا لمصر الوطن فى كل وقت، الأهلى القيمة الاقتصادية العظيمة بجوار الأصل وهى القيمة الرياضية.. لذلك كان عجيبا أن يشكك البعض فى الأسطورة محمود الخطيب وقدرته على قيادة دفة القيادة فى مكان عاش فيه حوالى خمسين سنة من الحب والإخلاص والانتماء لهذا النادى فخرج معجونا بطين هذا الصرح الكبير عارفا بمبادئه وأخلاقياته محافظا على تراثه بل ومعلما للأجيال كيف يكون الانتماء للأهلى وكيف يكون القتال للفوز بالبطولات لإسعاد الجماهير وكيف تكون المشاعر الحقيقية تجاه الأعضاء والعمال والموظفين وما هى الطريقة المناسبة لإدارة ناد بحجم ووزن النادى الأهلى وكيف تكون الإدارة الجماعية الناجحة والتى حققت نجاحا خرافيا جعلت الأهلى النادى الأقوى والأعظم ببطولاته وإنجازاته ولا أعرف كيف يتناسى من يهاجمون محمود الخطيب أنه كان واحدا من أعظم كباتن الأهلى وكان نعم القدوة والمثل الأعلى للجميع ولا ينسى أحد أن هذا اللاعب الفذ لم يحصل إلا على عدد محدود جدا من الإنذارات على مدى عمره فى الملاعب لذلك تعلم منه الجميع معنى الأخلاق والاحترام ولا أعرف أيضا كيف يتناسى من يهاجمون الخطيب أنه فور اعتزاله ترشح لعضوية مجلس إدارة الأهلى ليحصد أعلى الأصوات ويصبح عضوا بارزا فى مجلس إدارة الأهلى فى عهد صالح سليم ثم ابتعد قليلا ليعود مرة أخرى ليساهم فى بناء صرح من الإنجازات لا يستطيع أبدا أحد أن يحقق مثله لأنه جمع بين الإنجازات الرياضية ليتربع الأهلى على عرش أندية العالم كرويا من حيث الألقاب ويسيطر تماما على كل اللعبات والبطولات فى مصر بالتوازى مع نهضة إنشائية تخطت كل الحدود من تطوير وبناء وإنجازات والعقل والقلب والمنطق مع الخطيب الذى لم يحول انتخابات النادى الأهلى إلى انتخابات مجلس نواب بحيث يضع إعلاناته فى الطرق والشوارع بل إنها تخطت إلى محافظات أخرى ولا أفهم حتى الآن ما علاقة محافظة الإسكندرية بانتخابات الأهلى وما هذا البذخ اللامعقول فى الحملات الإعلانية من أجل تولى رئاسة ناد رياضى اشتهر دائما بهدوء حملاته وتغليب مصالح أعضائه ولاعبيه على المصالح الشخصية وما معنى أن تكون هناك إعلانات فى الطرق الزراعية والصحراوية من أجل انتخاب رئيس للنادى الأهلى!

العقل والمنطق والقلب يقولون إن الخطيب هو ابن النادى الأهلى لاعبا وإداريا وعضوا لمجلس إدارته وأمينا لصندوقه ونائبا لرئيسه ورئيسا لمكتبه التنفيذى وعارفا بكل بواطن الأمور داخل النادى الأهلى ونجما لامعا أعطى للأهلى كل قطرة عرق بل وصلت حتى إلى دمائه التى نزفت على الملاعب من أجل النادى الأهلى وإحرازه البطولات. العقل والمنطق والقلب يقولون إن من كان نموذجا رائعا للاعب الخلوق والإدارى المنضبط لهو الأحق برئاسة الأهلى بالعقل والمنطق والقلب، الخطيب كاد يفقد بصره لإصراره على المشاركة فى مباراة إفريقية للأهلى ووقتها حذره الأطباء من أن المشاركة ولمس الكرة بالرأس قد يهددانه بفقد بصره لكنه عاند وشارك بل سجل 3 أهداف أحدها هدف بالرأس وخرج من الملعب إلى المستشفى مستسلما لعملية جراحية جديدة.. العقل والمنطق والقلب يقولون إن من حافظ على الأهلى أيام ما يسمى بالثورة ورفض أبدا دخوله فى مخالفات أو أحزاب أو تيارات وجاهد ضد التيار الجارف وظل نادى الوطنية الأول يستحق أن يكون وبجدارة رئيسا للنادى الأهلى لأنه خير من يحافظ عليه بالعقل والمنطق والقلب، الأهلى فى حاجة إلى رئيس قوى يخشاه اللاعبون والمدربون ومسئولو اتحاد الكرة وتعمل له الوزارة واللجنة الأوليمبية ألف حساب عندما يتحدث عن حقوق النادى الأهلى بدلا مما نراه الآن من استهانة وتجاوزات فى حق أكبر ناد فى مصر والشرق الأوسط. نعم الخطيب رئيسا للأهلى ليس فقط لأننا نحبه وليس فقط لأنه كان لاعبا موهوبا وإنسانا محترما ولكن لأنه أهلاوى صميم وإدارى ناجح وشخصية مرموقة.. وفى النهاية لأنه ابن الأهلى.. محمود الخطيب.