"التوحيد اللبناني": استقالة الحريري ليست منفصلة عما يجري في السعودية

السعودية

الملك سلمان والحريري
الملك سلمان والحريري


قال وئام وهاب، الوزير السابق ورئيس حزب التوحيد اللبناني، إن استقالة رئيس الحكومة سعد الدين الحريري ليست منفصلة عما يجري داخل المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، والتي لن تكون كما كانت من قبل، وذلك لأن السعودية على أبواب مرحلة جديدة.

 

وهاب قال، في حديث لـ"سبوتنيك"، إنه منذ اللحظة الأولى، لم تكن استقالة الرئيس الحريري في وضع طبيعي، إذ أنه لم يقل فيها ما هو مقتنع به، مشيرا إلى أنها أضحت مسألة دولية.

الوزير السابق أكد على أن ما يقوله رئيس الجمهورية، ميشال عون، يعكس موقف لبنان كما أنه يمهد لتحرك لبناني للضغط باتجاه عودة الرئيس الحريري.

 

وأضاف وهاب: "لبنان تصرف وكأن الاستقالة لم تكن، حتى مجيء الرئيس الحريري إلى بيروت، وكل القيادات السياسية المعنية تصرفوا بطريقة مسؤولة، مؤكدين على أن الاستقالة غير قائمة".

 

وتابع رئيس حزب التوحيد اللبناني حديثه، قائلا:  "إذا أتى الرئيس الحريري إلى بيروت وأصر على الاستقالة وهذا هو الأرجح، ندخل في فترة تصريف الأعمال وقد تستمر حتى الانتخابات النيابية، ونخشى أن يساهم هذا الأمر في زعزعة الاستقرار في لبنان وخاصة أن الوضع في لبنان دقيق للغاية".

 

وأضاف: "لدينا مليوني سوري و 500 ألف فلسطيني، حدودنا البحرية مفتوحة مع أوروبا، فإذا وصلنا إلى دولة فاشلة وغير قادرة على ممارسة سلطاتها سيكون الأمر مدمر على مستوى كل المنطقة، وقد يمتد هذا الضرر إلى أوروبا بشكل أساسي، لذلك يجب التحرك لحماية لبنان، وتأمين غطاء دولي".

 

وهاب يرى أن الموقف الأمريكي  ما زال ملتبساً وهذه هي المشكلة الحقيقية، موضحا أن "الموقف الأمريكي لم يتجاوز سقف مساعد وزير الخارجية حتى الآن، وهذا أمر يثير الكثير من القلق".

 

وأشار إلى أن السبب وراء احتجاز الرئيس الحريري ربما يكون انزعاج المملكة من الموقف اللبناني غير الضاغط على "حزب الله"، أو انزعاجها من الدور الذي لعبه الحزب في سوريا وفي مناطق أخرى، مؤكدا على أن "هذا الأمر ساهم في صمود سوريا".

 

وحول مستقبل العلاقة الرسمية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، قال وهاب: "ستمر بمرحلة صعبة جداً، خاصة وأن المملكة تضع الرئيس عون في صف محور معين، على  الرغم من أن الرئيس عون قام بأول زيارة عند انتخابه إلى المملكة، ولكنه غير قادر على الإخلال بالتوازنات الداخلية، والمطلوب منه أن يحفظ كل الناس، وهناك حزب يمثل أكثر من نصف اللبنانيين ولا يستطيع الرئيس عون تجاهل هذا الواقع".

 

الوزير السابق أكد على أنه "كان هناك قرارا بحماية لبنان. لأن لبنان مطلوب أن يكون قادرا على استيعاب النازحين السوريين حتى لا يكون محطة للذهاب إلى أمكنة أخرى في أوروبا، التي لم تعد تستطيع أن تستوعب هذا العدد".

 

"الآن لبنان لم يعد ضمن دائرة الحماية الكاملة، الآن هناك كباش بين فريقين إقليميين حول لبنان هناك من يحاول إدخاله في كل نزاعات المنطقة، وهناك من يحاول منعه من الدخول في النزاعات، ولكن السؤال أين الموقف الأمريكي من ذلك؟".

 

وعن الوضع الأمني، قال وهاب: "الوضع الأمني مفتوح على مستوى كل المنطقة، والقيادات السنية والشيعية بالمواقف التي اتخذتها استطاعت أن تمنع الفتنة، ولكن هل تستطيع أن تمنع الفتنة باستمرار؟ أم أن تمنعها إلى حين، ولكن هناك وعي لبناني سني وشيعي".

 

واختتم وهاب حديثه، قائلاً: "سيتحرك لبنان وسيصعد وسيأخذ أشكالا أخرى، والرئيس الحريري قد يعود، ولكن ليست هنا مشكلة أن يعود ويتمسك باستقالته وهذا هو الشرط، وستنشأ أزمة سياسية في لبنان وهذه الأزمة بدأت ملامحها وسنشهد في الأيام المقبلة تصاعد لهذه الأزمة".