نص أول حوار لرئيس الوزراء اللبناني المُستقيل "الحريرى" من الرياض

عربي ودولي

الحريري
الحريري


أجري رئيس الوزراء اللبناني المسقيل سعد الحريري في أول حوار له عقب تقديم استقالته من الرياض، مع الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان، حيث إتصل "الحريرى" بها، وأخبرها عما إذا كانت تود إجراء مقابلة تلفزيونية، فأجابت بالموافقة ، فتقرر إجرائها مساء أمس الأحد، من الرياض.

أكد "الحريري"، أنه تقدم باستقالته لمصلحة لبنان بعدما رأى ما يحصل في المنطقة"، مشيراً إلى "المخاطر الاقليمية التي تعرض لبنان لعقوبات أمريكية وعربية"، متسائلًا عن المصلحة في ذلك.

وأعرب في مقابلة تلفزيونية لقناة المستقبل، عن افتخاره بـ"التسوية التي قام بها"، مؤكدًا بأنه لن يتراجع عنها، ومشددًا على "التزام لبنان بالنأي بالنفس"، قائلًا: "أنا لست ضد حزب الله بالمعنى السياسي، ولكن ليس من حق حزب الله تخريب لبنان".

وردًا على سؤال حول ما إذا كان أسيرا أو تحت الإقامة الجبرية، قال: "الجميع يعرف علاقتي مع السعودية، مع الذين توفوا، وخاصة مع الملك سلمان، ومع ولي العهد، هناك أمور نختلف ونتفق عليها، ولكن هناك معطيات اكتشفتها هنا، ومنها أننا ذاهبون إلى مكان وعلينا إنقاذ البلد، أنا لا يمهني إذا مت ولكن يمهني البلد، مهمتي الأساسية الحفاظ على البلد".

وأكد على استقالته، مشيرًا إلى إجراءات دستورية عليه القيام بها، ومعلنًا بأنه سيعود "قريبًا جدًا".

وعن طريقة تقديم استقالته، قال إنها "ليست وفق الطرق المتبعة"، مؤكدًا بأنه هو من كتب بيان الاستقالة، موضحًا أنه أراد من خلالها "القيام بصدمة إيجابية".

ونفى أان ينجر إلى علاقات مع النظام السوري"، لافتا إلى أن كل ما قام به في السنتين الماضيتين "كان على حسابه".

وأردف: "ما زلت مهددًا من النظام السوري وتنظيم داعش الإرهابي، وهناك خروقات حولي في مجال الأمن، وعندما أعود سأعمل على دراسة تأمين أمني بالتنسيق مع الجيش وقوى الأمن".

وكرر الإعلان عن قرب عودته إلى لبنان، وقال: "من واجبي أن أحمي السني والشيعي والدرزي والمسيحي، وقبل ذلك تأمين أمني الشخصي، وأكد أنه لن يسمح "بقيام حروب إقليمية في لبنان لحسابات إقليمية".

وتحدث عن "سعودية جديدة في السعودية"، محملًا إيران مسؤولية التدخل في الشؤون العربية بالرغم من أن السعودية تطلب أفضل العلاقات مع إيران".

كما أكد أنه سيقدم تضحيات من أجل البلد ولكن بغير شروط"، مشيرًا إلى "الخسارة الشعبية التي لحقت به جراء التسوية التي قام بها"، ومُصرًا على "التمسك بالتسوية ولكن ليس على حساب النأي بالنفس".

ورأى أن "مصلحة لبنان العليا ليست في تخريب علاقات لبنان مع كل العالم".

وشكر "كل اللبنانيين وكل الأطراف السياسية على موقفهم واجماعهم حول سعد الحريري"، وقال: "ليس لأن سعد الحريري أفلاطون ولكن لأن لبنان أولا".

وردًا على سؤال عن علاقته بالرئيس اللبناني العماد ميشال عون، قال: "الرئيس عون اكثر إنسان متمسك بالدستور، وكلنا تحت سقف الدستور، وحق الرئيس عون الدستوري أن أقدم استقالتي له أولًا، وهذا حق وعرف، ولذلك يحق له أن يطلب أن تكون استقالتي أمامه".

أضاف: "أنا فخور بهذه العلاقة معه، وعندما أعود إلى لبنان سأتحاور معه في كل الأمور"، وأردف: "علينا تصويب الأمور سويًا مع الرئيس في ما يتعلق بالنأي بالنفس".

ونفى أن يكون قد طلب منه أي أحد موقفا حول النأي بالنفس، وقال إنه "على اللبنانيين فعل ذلك"، مكررًا نفيه "أن تكون السعودية قد طلبت منه ذلك".

ونفى وجود تهديد في كلام مستشار الأمام خامنئي علي أكبر ولايتي له، وقال: "تحدثنا بصراحة حول تدخل إيران في البلاد العربية".

أضاف: "أنا مع الشيعة ومع حزب الله وأنا أمثل الكل، وأقول لهم مصلحتنا أن نتوحد من أجل لبنان وليس من أجل هذا المحور أو ذاك".

وردًا على سؤال حول تحرير لبنان بمساعدة إيران، قال: "كل اللبنانيين كانوا مع المقاومة وضد إسرائيل، وكان هناك مساعدات من السعودية للبنان يوم عدوان إسرائيل عليه في العام 2006، النأي بالنفس لم يتم إحترامه، وهناك ما يقارب الـ400 ألف لبناني يعملون في دول الخليج، فماذا سيكون مصيرهم في حال لم نعتمد سياسة النأي بالنفس".

وأعلن أنه سيعود إلى لبنان ليؤكد على استقالته، وأنه سيعمد بعدها إلى "الدخول بالحوار مع كل الأطراف على أساس النأي بالنفس، وعلى أـساس الحوار الإيجابي والعلاقات الإيجابية مع كل العرب".

عن زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة، قال إنها "كانت في إطار خدمة لبنان ولحمايته من أية تداعيات"، نافيًا أن يكون لقاءه مع حاكم الإمارات الشيخ محمد بن زايد متوترًا، ومعتبرا أنه "أخ وصديق والعلاقة معه مميزة".

وإلى اللبنانيين، قال: "مصلحة لبنان الأولى والأخيرة هي مصلحة لبنان، وعلى اللبنانيين تفهم خطوة استقالتي".

وعن علاقته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال: "يحسدونني على هذه العلاقة فيروجون أنها سيئة، علاقتي معه ممتازة وأكثر من ودية، وأنا أعتبره أكثر من أخ، وهو يعتبرني أخا له وعلاقتي به مميزة، وأعتبر أن الإعتقالات التي طالت أمراء ووزراء في السعودية هي شأن داخلي، وأتمنى القيام بالشيء نفسه في لبنان للقضاء على الفاسدين".

ورأى أن "الفساد في لبنان يجب أن يعالج بنفس الطريقة التي عولج بها في السعودية".

وأكد أنه يرفض "التدخل في شؤون السعودية ومصر والخليج"، قائلًا: أن "القضاء في السعودية لا يتدخل أحد في عمله، عكس ما يحصل أحيانا في لبنان". 

وأعاد التأكيد على أنه سيعود إلى لبنان "خلال يومين أو ثلاثة أيام"، مشيدًا برئيس الجمهورية، وواصفًا إياه بـ"المحب"، وقال: "العلاقة التي بدأت معه كانت علاقة صدق، وأقول له إنشاء الله إني راجع، ونتفق على مصلحة البلد، وأنا أعرف أن الرئيس عون يريد لبنان مستقلا ومجوهرا اقتصاديا، ولكن علينا التركيز على النأي بالنفس".

وشدد على أنه لا يريد الإختلاف ورأى أن "مصلحة لبنان العليا ليست في تخريب علاقات لبنان مع كل العالم".

وشكر "كل اللبنانيين وكل الاطراف السياسية على موقفهم وإجماعهم حول سعد الحريري"، وقال: "ليس لأن سعد الحريري أفلاطون ولكن لأن لبنان أولا.

وردًا على سؤال عن علاقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قال: "الرئيس عون أكثر إنسان متمسك بالدستور، وكلنا تحت سقف الدستور، وحق الرئيس "عون" الدستوري أن أقدم استقالتي له أولا، وهذا حق وعرف، ولذلك يحق له أن يطلب أن تكون استقالتي أمامه".

وأعلن أنه سيعود إلى لبنان ليؤكد على استقالته، وأنه سيعمد بعدها إلى "الدخول بالحوار مع كل الأطراف على أساس النأي بالنفس، وعلى أساس الحوار الإيجابي والعلاقات الإيجابية مع كل العرب".

عن زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة، قال إنها "كانت في إطار خدمة لبنان ولحمايته من أية تداعيات"، نافيا أن يكون لقاءه مع حاكم الإمارات الشيخ محمد بن زايد متوترا، ومعتبرا أنه "أخ وصديق والعلاقة معه مميزة".

ورأى أن "الفساد في لبنان يجب أن يعالج بنفس الطريقة التي عولج بها في السعودية".

وشدد على أنه لا يريد الإختلاف مع إيران "ولكن لا يجب أن يضعونا في محاور تضرنا"، وتوجه إلى "تيار المستقبل" قائلًا: أنه سيعود قريبًا.

وتعليقا على تحركات حصلت في الشارع، تمنى أن يكون "تحركا حضاريا وهادئا، وألا يحصل اي إحتكاك مع أحد"، مطالبا بـ"عدم إطلاق الرصاص"، وقال: "نحن مع المفرقعات بس".

وشكر مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان على "الحكمة التي أبداها في هذه المرحلة"، وركز على "دور السعودية في دعم إستقرار لبنان، ومثلها بريطانيا وغيرها من الدول"، متسائلا "هل سمع أحد منهم أنني من محورهم"؟ 
وأضاف: "هناك ملفات نختلف فيها معهم لكن في الأساسيات لا نختلف"، وكرر القول: "صدقوني لا أريد مصلحة سعد الحريري، بل أريد الحفاظ على مصلحة لبنان".

وحول سلاح "حزب الله" قال: "مطلوب حوار حوله، ويجب أن يكون حول جوانب إقليمية، ولكنني أقول أن حزب الله ليس شأن لبنانيا فقط، وإنما إقليميا، لذلك أنا أشدد على مسألة الحوار".

وأشاد بالملك سلمان، قائلا: "الله يحفظه"، وبولي العهد محمد بن سلمان "لأنه يقول ويفعل".

وسئل عن المطلب السعودي في لبنان، وهل هو متعلق بـ"حزب الله"، فأجاب: "هل كان للسعودية موقف من حزب الله قبل حرب اليمن"؟ وتوقف أمام "المسألة الأمنية المستجدة في هذا الموضوع"، متهما "حزب الله" بـ"التدخل بشؤون اليمن"، وواصفا العلاقة بين السعودية وأمريكا بأنها "علاقات بين دول، تماما كما يحصل بين باقي الدول".

واعتبر أن "سياسة النأي بالنفس تكفي لبنان في حال اعتمدها"، لافتا إلى أن "العقوبات على حزب الله حصلت في عهد أوباما"، نافيا "أن تكون مرتبطة بهعد ترامب". 

وذكر أنه "نتيجة الحوار مع حزب الله حافظت على استقرار في البلد"، مستبعدًا "موافقته على عدم النأي بالنفس"، ومقدما له نصيحة بأن "يتخلى عن بعض المواقع".

ورفض الكشف عن بعض "الأسرار" إلى حين عودته إلى لبنان والتحدث حولها مع الرئيس عون، ووصف كلامه بـ"الايجابي" في مسألة الحوار حول سلاح حزب الله".

وردا على سؤال حول الأشخاص الذين يتواصل معهم، أجاب أنه يتواصل "بشكل عادي"، وأنه يعيش "حالة تأمل ولا يريد التشويش على أحد"، كما لا يريد "الكشف عن اجتماعات" يعقدها لانه عقد "اجتماعات كثيرة"، وطالب العرب بـ"إقامة علاقات مميزة بين بعضهم البعض".

وكرر تأكيده أنه سيعود إلى لبنان وسيعمل "ولكن على أساس تسوية تقوم على النأي بالنفس فلم نعد نحتمل عدم وضوح في هذه المسالة، وهذا الأمر يتعلق ايضا بحزب الله".

واختتم: "سعد الحريري راجع، وكل ما اتطلع إليه هو مصلحة لبنان، وعلينا الحفاظ على تصالحنا مع العرب وخلال يومين أو ثلاثة سأكون في بيروت".