بمشاركة "السيسي".. التفاصيل الكاملة لجلسة "صدام الحضارات" بمنتدى شباب العالم

أخبار مصر

منتدى شباب العالم
منتدى شباب العالم


أكد الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي بجلسة "اختلاف الحضارات.. صدام أم تكامل"، أن الانفتاح بين الحضارات لم يعد اختيارا كما كان في الماضي ولكن أصبح أمرا حتميا، من أجل تحقيق التقارب بين الشعوب.

جاء ذلك بالجلسة الافتتاحية بمنتدى شباب العالم الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي حضرها عدد من الوزراء المصريين ورؤساء الوفود الأجانب، والمشاركون من شباب مصر والعالم.

وأعرب بن طلال عن وجهة نظره بضرورة أن تكون هناك حضارة إنسانية واحدة تجمع بين البشر وتمكن الإنسان من أن يكون عضوا فاعلا في المجتمع الدولي، مشيرا إلى دور الشباب في تحقيق هذا التوافق الحضاري والمواطنة العالمية.

 وقال إن الثقافات تتصارع ولكن الإنسان المتحضر لا يلجأ للعنف لفرض ثقافته، ونحن نتحدث عن الدمج الحضاري وليس الاندماج كما قال الرئيس السنغالي الراحل سنجور، وأن نعمل معا في تطوير العوامل المشتركة الخلاقة بين البشر، ودعم معظم الجوامع التي تجمع بين البشر وأن يعمل القانون من أجل الجميع، وبذلك يمكن مواجهة ما يقال عن صدام الحضارات.

وأضاف الأمير الحسن: إننا نتحدث عن نظام إنساني عالمي جديد، الإنسان في مواجهة الكوارث الطبيعية ومواجهة الكوارث التي من صنع الإنسان مثل الحروب، ووجدنا أن الحركة الإنسانية العالمية تتأثر بدور الإعلام في التقريب بين الثقافات، مشيرا إلى أن بعض الدول نجحت في تحقيق التقارب الثقافي بين مواطنيها عن طريق التشارك في المجاري المائية.

كما دعا إلى مشاركة العالم في تحسين حياة اللاجئين، مشيرا إلى ٨٠ % من اللاجئين في العالم من المسلمين، ودعا أيضا إلى تأسيس صندوق عالمي للزكاة؛ لتحسن أوضاع الفقراء بغض النظر عن أو الديانة، مع الالتزام بتشغيل الشباب باعتبار ذلك عملا إنسانيا.

ومن جانبه قال العالم الأثري الدكتور زاهي حواس، إن الحضارة الفرعونية كانت تتسم بالتسامح، وإذا تحدثنا عن الحضارات يجب أن نتحدث عن عظمة الحضارة المصرية، وكيف أن كل الحضارات المجاورة انبثقت منها، والحفائر الجديدة أكدت أن الحضارة المصرية تعود إلى خمسة آلاف سنة، كما أنها لم تكن دموية، وبناء الهرم يشير إلى أن الحضارة الفرعونية كانت سلمية، وعلى مدار الخمسة آلاف عام الأخيرة كان الصراع الحضاري حافزا للتقدم.

وأضاف: أما عن مصر فإن الوضع فيها كان مختلفا عن الصراع الحضاري، حيث لم تنظر إلى أحد من جيرانها كمنافس ولذلك تركزت عقيدة للجيش من القدم حتى الآن في الحفاظ على حدود الدولة، وهوية شعبها، وتشير المخطوطات القديمة أن الجيش المصري قديما قضى على بؤرة إرهابية مع عدم التعرض للمدنيين، ولم تعوق الصحاري في تفاعل الحضارة الفرعونية مع حضارات جيرانها، وكانت مصر وقتها صِمَام أمن لجيرانها، بينما اشتد الصراع بين حضارات الشرق القديم.


وقال شبلي تلحمي الأستاذ بمركز أنور السادات للسلام والتنمية، إن صراع الحضارات فكرة خطرة وتؤدي إلى التطرف ولها علاقة بالهوية وكيفية الدفاع عنها، فمثلا المصري عربي وأفريقي ومسلم ومسيحي، فما هو الدافع الذي يجعل الفرد يرجح إحدى هذه العناصر على الاخرى ويعطيها الأولوية، كما أن صراعات داخل الحضارة نفسها وهي أشد عنفا مثلما يحدث في الولايات المتحدة التي تبدو كدولة واحدة ولكنها مقسمة بعمق، مثلما ما حدث مع قرار ترامب بحظر دخول مواطني ست دولة إسلامية، حيث أيده البعض وعارضه آخرون، وأشار إلى أن استطلاعات الرأي داخل أمريكا تشير إلى أن الأفراد الذين لا يعلمون شيئا عن المسلمين يكونون أشد عداء لهم، والذين يعرفونهم بعض الشيء يكونون أقل عداء والذين يعرفونهم تتكون لديهم مشاعر إيجابية إزائهم، أي أنه عندما تعلم شيئا عن الآخر يزيل الحوافز التي تعوق التفاهم.

وأشار فانيا أودوم فيشي وزير الشباب والرياضة الصربي، إلى اهتمام بلاده بدعم الشباب وتوفير الرعاية له، وتبني مواهب الشباب وإتاحة الفرص لها للتفتح والنمو، كما إنها تعمل على حمايته من التطرف والإرهاب، وهي تعارض العنصرية وكراهية الآخر، وبذلك يمكن التفاهم بين الحضارات.

وتحدث عن تجربته الشخصية، حيث تولى الوزارة رغم صغر سنه بالعمل الدائم ونصح الشباب بالتمسك دائما بالحلم والأمل حتى يحقق أهدافه في الحياة.

وتحدث مصطفى الفقي حول ما إذا كان هناك كود أخلاقي تقوم عليه الحضارات، وقال إنها تقوم على القيم الأخلاقية وتعريفها بأنها مرتبطة بسلوك الإنسان العادي الذي تنعكس على حياته الشخصي، وقال إن الغرب صدر إلينا فكرتين متناقضتين تماما هي العولمة وصراع الحضارات.


وأشار إلى أن نظرية الصراع أسهمت بشكل ما في تغذية الإرهاب، وقدم التحية للرئيس السيسي الذي دعا في الاحتفالية بافتتاح المنتدى مساء أمس إلى إرساء قاعدة قانونية عالمية تؤكد أن مكافحة الإرهاب هو حق من حقوق الإنسان.

وأضاف أن الامتزاج والتداخل والتفاعل هو سمة حضارية، وحدث ذلك في الصين والهند بل في منطقة الخليج حيث يكون هناك تأثيرات ثقافية متبادلة مع دول الجوار، وقال إن الأمير تشارلز تحدث عن الحضارة الإسلامية بعد إعجابه بالعمارة الإسلامية، ومع انتخاب بطرس غالي قال مذيع بقناة تليفزيونية غربية، إنه تم انتخاب عربي وليس مصري و ومصري وليس مسلم وأفريقي وليس أسود، بما يعني أن الغرب يسعى إلى وضع حواجز دينية وقومية بين الشعوب، وأشار إلى أنه يوجد في مصر تسعة معابد يهودية في مصر ولم يقذفها أحد بحجر في حرب ٥٦ أو ٧٣ لأننا شعب متحضر.  

وأشار أحد المتحدثين إلى نظرية صدام الحضارات، وقال إن هناك أكاديميين فندوا هذه النظرية، حيث أن حياة كل منا أصبحت في العصر الحديث مرتبطة بحياة الشعوب الأخرى، مما يستدعي فكرة التكامل بين جميع سكان العالم، وأشار إلى قيام الشباب من مختلف دول العالم في الحفل الافتتاحي للمنتدى أمس بعرض أعلام بلادهم ولافتات عنها أمام كاميرات التليفزيون، مع الهتاف والتصفيق عندما تظهر على الشاشة باعتبار ذلك نوعا من التواصل الفطري والعفوي لأحداث نوع من المرح والضحك بين الشباب بغض النظر عن جنسياتهم.