"الفجر" تفتح الملف لأول مرة.. التحرش في الأرياف "سري جدًا" (تحقيق)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

  • فتيات تعرضن للتحرش بالقرى.. والسرية حكمت الموقف 
  • مدربة أنوثة: التحرش يحدث في النجوع بـ"طريقة مستخبية"
  • خبير نفسي: الخوف من الفضيحة يقف أمام إعلان حالات التحرش بالأرياف
  • استشاري علاقات أسرية: هذا هو الفرق بين التحرش في الريف والمدن


 

دائمًا يقال أن التحرش يسيطر على المدن، إلا أن الحقيقة غير ذلك تمامًا حيث تنتشر ظاهرة التحرش في الأرياف ولكن بشكل سري، نظرًا لطبيعة العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الريفي على عكس مجتمع المدينة، الذي يشهد تحررًا بشكل أكبر.

 

فكرة سيطرة التحرش على المدن، نابعة من كثرة الشكاوي التي تقدم ضد المتحرشين للجهات المتخصصة، وذلك مقارنة بإنعدام تلك الشكاوى في الريف، بسبب عدم جراءة الفتاة الريفية على تقديم شكوى ضد المتحرش.

 

تحرش شقيق الصديقة.. ولم استطع الإفصاح

"أماني.ط"، فتاة ريفية، تروي قصتها مع التحرش، قائلة إنها اعتادت على زيارة صديقة لها خلال السنوات الماضية في منزلها، حتى أصبح هناك ألفة بينها وبين المقيمين في المنزل، خاصة شقيق صديقتها الذي يكبرها بسنوات معدودة.

 

وتابعت: "في يوم من الأيام ذهبت لصديقتي كعادتي في منزلها، فجلس معانا شقيقها، ومع مرور الوقت قامت صديقتي لتحضير الطعام، فطلب شقيقها أن أجلس بالقرب منه وبالفعل تحركت للتقرب إليه لأعرف ماذا يريد، إلا أنه انتفض فجأة وتحرش بي ومسك بمعظم جسدي في دقائق معدودة حتى استطاعت أن أفلت منه".

 

وعن رد فعلها بعد ذلك الموقف قال الفتاة الريفية: "لحد دلوقتي محدش يعرف اللي أخو صحبتي عملوا فيا لأن إحنا في بلدنا مش عندنا الحرية اللي نتكلم فيها عن حاجة زي دي.. ففضلت إني معملش فضيحه ليا ولا ليه واسكت.. وامتنعت عن ذهاب لمنزل صحبتي فترة وبعدين رجعت وبقيت أروح من وقت للتاني عشان محدش يلاحظ انقطاعي ويسأل مبرحش ليه".

 

تحرش باسم الجيرة.. والمصير "السكوت"

"إلهام.ع"، إمراة ريفية متزوجة، تسرد قصتها مع التحرش مؤكدة أنها تعرضت للتحرش من قبل أحد الشباب في الشارع التي تزوجت فيه حديثًا، بعد أن دخلت منزله لطلب بعض الأشياء.

 

وتقول السيدة الريفية: "عندنا في الأرياف عادي ندخل بيوت بعض لأن فيه ود بين الجيران، وفي يوم من الأيام دخلت عند ست جارتنا أطلب منها شوية حاجات ناقصة في بيتي.. بصيت لاقيت ابنها بيتحرش بيا.. وستر ربنا انه سمع رجلين امه جايه وسكت".

 

وعن رد فعلها بعد الحادثة، قالت: "كنت صعب أتكلم أو أقول لجوزي لأني كده هشوشر على نفسي، وممكن تطلع عليا سمعة وحشة كمان رغم إن أنا الضحية".

 

التحرش في الأرياف.. "سري جدًا"

الدكتورة أسماء مراد الفخراني، استشاري العلاقات الأسرية ومدربة الأنوثة، قالت إن التحرش يحدث في الأرياف والنجوع والأقاليم ولكن "بطريقة مستخبية"، فيمكن أن يتحرش شخص بفتاة في أماكن غير مرئية مثل السلالم ولا تتحدث الفتاة عن الواقعة.

 

وعن أسباب انتشار التحرش، تقول "الفخراني"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن السبب الرئيسي في ذلك هو انتشار الفقر وصعوبة الحالة الاقتصادية التي لا تمكن الشاب من الزواج فيلجأ لسرقة المتعة بالتحرش، متابعة: "عشان نواجه التحرش لازم نبدأ بالتربية الصحيحة للفتاة والشاب.. ونعلمهم على إحترام بعضهم البعض، وكذلك زيادة الوازع الديني لدى الشباب بغض البصر وما شابه ذلك".

 

التحرش في الأرياف يصل للإغتصاب

وفي السياق ذاته، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن هناك تحرش في الأرياف قد يصل إلى الإغتصاب في بعض الأحيان، إلا أن هناك صعوبة في إعلان ذلك بسبب القيم والعادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الريفي.

 

وعن أسباب عدم إعلان حالات التحرش في الأرياف، يقول "فرويز" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إن أهالي الأرياف دائمًا يخشون الفضيحة، لذا من الصعب إعلان آية حالات تحرش، كما أن المواطنين في الأرياف أغلبهم يعرفون بعضهم البعض فيحدث إحراج في إعلان مثل تلك الحالات بسبب صلة القرابة أو الجيرة.

 

أما عن سبل مواجهة التحرش، يضيف استشاري الطب النفسي، أنه يمكن مواجهة الظاهرة بالاستعانة بوسائل الإعلام التي يجب أن تلعب دورًا في رفع الثقافة لدى المواطنين، وتوعيتهم بضرورة الإبلاغ عن حالات التحرش.

 

إحصائيات حول التحرش في الريف والحضر

الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية، كشف أن 72% من الفتيات التي يتحرشن بهن "محجبات" بين الريف والحضر، و64% من المصريات يتحرش بهن مرة يوميًا، و33% يتعرضن للتحرش ولكن على فترات متباعدة، و11% يتحعرض للتحرش مرة أسبوعية، وهناك 70% من الشابات تعرضت للتحرش من خلال الإنترنت، ولكن لا يوجد أرقام محددة عن نسب التحرش في كل محافظة.

 

وعن الفرق بين التحرش في الريف والمدن، يقول استشاري العلاقات الأسرية لـ"الفجر"، أن التحرش في الريف يكون أقل من المدن ولكنه موجود، وذلك بسبب أن التقاليد الريفية تمنع المرأة من العمل والخروج من المنزل وذلك يحد من تعرضها للتحرش على عكس المدن فهناك تحرر في الفكر بشكل أكبر فتخرج سيدات في وسائل المواصلات فيحدث لهن التحرش، وكذلك هناك رقابة في الأرياف على الأبناء اكثر من المدن، كما أن الاختلاط محدود في الأرياف.

 

وتابع: "في المجتمع الريفي يحدث تحرش ولكن لا يتم تحرير محاضر بسبب طبيعة المجتمع الريفي فهو مجتمع صغير، وكذلك الفهم الخاطىء لأن البنت اللى بيتم التحرش بيها هى المخطئة وهى اللى بتتفضح.. ولكن فى القاهرة البنت أدرى بحقوقها مع إنتشار الجمعيات والمنظمات الحقوقية وزيادة نسب التعلم والثقافة بين فتيات المدن أكثر من الريف".

 

وسرد الدكتور أحمد علام الحلول الممكنة لمواجهة ظاهرة التحرش، وذلك من خلال وجود قوانين رادعة ضد التحرش بأليات تنفيذ فعالة، حتى يخشى المتحرش من إقدامه على تلك الخطوة، ولابد أن يكون هناك جراءة من الفتاة في فضح المتحرش ولا تخشى من نظرة المجتمع، ولابد أن يكون هناك رقابة على المواد التي تقدم في الإعلام، فضلًا عن التربية السليمة.