ربيع جودة يكتب: كلاب الواحات

خلف المتاريس يحمل سلاحه وشارته.. ويصارع التعب في سبيل الواجب.. عينه لا تنكفئ.. واطرافه تكاد تتجمد..

يضمها الي فمه يبحث في جوفه عن هواء دافئ ليسكن برد أصابعه ..  حتي اذا امسك بسلاحه مرة أخري عادت متجمدة كما كانت..

تغطي رأسه هموم من خلفه.. ينتظرون عودته اليهم.. يحضر الفتات وينشر الفرحة في جنبات البيت.. فيحمل صغيره.. ويلهو بطفلته.. حتي يصارعه النوم.. ليصحو هرعا.. قبل ان يغزو الصبح الاسطح والجدران.. ليقف تارة اخري في صفوف الحراسة.. راض بحياته قانع بعمله..

لكن وفي غفلة من ايمان.. وموات للقلوب.. وانعدام للضمائر.. تناله كفوف الغدر من حيث لا يدري  لتطوي احلامه وشبابه.. وتوئد فرحته.

وكلما ازداد الحذر وازدادت الحيطه.. ازداد العدو كفرا وخيانه.. فيطلق فيهم نيران سخطه وشظايا كرهه.. لا تبالي تلك الشظايا بأجساد من تعبر.. ولا تعلم أنها اجساد طاهرة.. عفت عن العيش الحرام.. وعكفت علي السهر في سبيل الله..

واني لسائلهم.. اليس اولي بتلك الشظايا.. أعداء حقيقيون يقتلون الاطفال.. وينتهكون الحرمات؟؟؟ اليس أولي بتلك الشظايا من يحرمون الاذان.. ويغتصبون الاراضي والوديان؟؟ أتضعونها في ركاب من يحرسكم من بطش القوم..

ويسهرون علي أمنكم وأمتكم؟؟؟

ضابط بأحلام أهله فيه.. وجندي يرقب مستقبله البسيط.. يصيرون أشلاءا لمجرد قرار من ارهابي مختل.. وما يزيد الجرح جرحا.. ان لهم نافذه يعلنون منها مسؤوليتهم عن الجرم.. أي اجساد تلك التي خلت منها  العقول والقلوب.. واي ضمائر عمياء تلك التي لا تري الا  كرها.

من يحمل تلك الطفله التي تبحث عن بدلة ابيها في سرادق العزاء.. من يطفئ قلب تلك الام التي استلمت اشلاء ولدها  لتحيله الي التراب.. من يلهم تلك الزوجة التي سقطت ورقة شبابها حسرة علي العائل ورفيق الدرب ؟؟

انها الوقاحة.. حين تغزو في ارضك زاعما ان في هذا جهادك .. وتلك قضيتك .. وما أنت الا فاسد مفسد.. مات ضميره.. واستبان كفره..

وانه لشرف لنا ان تتوالي سرادقات العزاء.. فداءا لهذا الوطن وحمية لهذا الدين.. وعما قريب ستشدو أغانينا التي توجعكم اكثر من طلقاتنا يا كلاب الواحات..