التعاون العسكري يتصدر.. تاريخ حافل للعلاقات المصرية الفرنسية في عهد "السيسي"

تقارير وحوارات

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي



بالتزامن مع إعلان مؤسسة الرئاسة عن زيارة مرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، للعاصمة الفرنسية "باريس"، للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي المشترك، فإن عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهد علاقات متميزة على كافة المجالات مع فرنسا.
 
زيارة مرتقبة لـ"السيسي" في فرنسا
يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي، العاصمة الفرنسية "باريس"، خلال الأيام المقبلة؛ للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في سبيل دعم علاقات التعاون بين مصر وفرنسا في كل المجالات.
 
وتأتي الزيارة المرتقبة للرئيس، إلى فرنسا، لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي المشترك، فضلًا عن بحث تعزيز العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
 
ومن المقرر أن تشهد اللقاءات بين "السيسي" ونظيره الفرنسي، بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وخاصة التعاون الاقتصادي والتجاري بجانب دفع العلاقات الإيجابية البناءة وتحقيق المزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي بما يحقق صالح البلدين، خاصة في ظل ما تحظى به الدولتان من إمكانيات اقتصادية هائلة ودعم الاستثمار في مصر.
 
زيارات متبادلة
لم تكن تلك الزيارة المرتقبة التي يقوم بها "السيسي"، إلى باريس، هي الأولى من نوعها، بل سبقها العديد من الزيارات المتبادلة للمسئولين في الدولتين، فقد كان هناك زيارتان رئاسيتان في 2015، حيث زار الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مصر، مع وزير الدفاع جان إيف لود، لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئيس الفرنسي، وتم استعراض سبل تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين.
 
وفي نوفمبر من العام نفسه زار الرئيس السيسي فرنسا لحضور مؤتمر قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ، والتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند علي هامش تلك القمة.
 
كما جرت 13 زيارة وزارية بين مصر وفرنسا، شملت زيارات لرئيسي الحكومة في الجانبين، ووزيري الخارجية، ووزيري الدفاع وغيرهم من الوزراء، لبحث التعاون في المجلات المختلفة.
 
اتفاقيات موقعة
كما وقع "السيسي"، ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند بقصر الإليزيه، العديد من الاتفاقيات، بدأت في 26 نوفمبر عام 2014، بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات تعاون بين مصر وفرنسا.
ووقع الاتفاقيات الثلاث وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس، إضافة إلى وزير المالية ميشيل سابان، حيث تشمل الاتفاقية الأولى إعلان نوايا حول الشراكة الفرنسية المصرية تتعلق بمترو أنفاق القاهرة.
 
أما الاتفاقية الثانية مع الوكالة الفرنسية للتنمية وتهدف إلى توصيل الغاز الطبيعي للمنازل في عدة محافظات بقيمة 70 مليون يورو، والاتفاقية الثالثة وهي أيضًا مع الوكالة الفرنسية للتنمية، تهدف إلى دعم التوظيف عبر تمويل الشركات الصغيرة في المناطق الأكثر فقرًا بقيمة 80 مليون يورو.
 
وفي 2015 وقع "السيسي"، على خطاب للنوايا حول الأمن والدفاع بين وزارتي الدفاع  المصرية والفرنسية وبالإضافة إلى عقد شراء حاملتيّ المروحيات من طراز "ميسترال"، وفي فبراير من العام ذاته، حضر الرئيس السيسي مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح بين الجانبين المصري والفرنسي والتي قامت بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" لمصر.
 
التعاون العسكري
كما يتخذ التعاون العسكري جانبًا مهمًا من العلاقات بين مصر وفرنسا، حيث يتواصل بين الجانبين حوار رفيع المستوي حول الأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب، وهناك تعاون معلوماتي وعلي مستوي التدريب في هذا المجال.
وأوضحت بيانات السفارة الفرنسية في القاهرة أن هناك أكثر من 70 نشاط تعاون (تدريب- أجهزة- حوار استراتيجي) في الخطة السنوية للتعاون في مجال الدفاع بين مصر وفرنسا، وأنه من المقرر أن يتم إنشاء لجنة عسكرية عليا في 2017 يرأسها رئيسًا أركان الجيشين المصري والفرنسي.
وقد شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة عقد عدد كبير من الصفقات العسكرية بين البلدين، خصوصًا فيما يخص القوات الجوية والقوات البحرية.
 
العلاقات الاقتصادية
كما تطورت العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا، في عهد "السيسي"، حيث كشفت السفارة الفرنسية في القاهرة، أن هناك نحو 150 شركة فرنسية تعمل في مصر، وتوظف ما يقرب من 33 ألف شخص، وإجمالي تعاقدات الوكالة الفرنسية للتنمية يبلغ حوالي مليار يويو، تتركز في مجالات الطاقة والنقل الحضري.
 
التعاون الثقافي
ترتبط مصر وفرنسا، بعلاقات ثقافية مميزة، بعضوية عدد من المنظمات الدولية، تأتي علي رأسها منظمة الفرانكفونية التي كان الراحل الدكتور بطرس بطرس غالي أول أمين عام لها، وذلك نظرًا لحجم دارسي اللغة الفرنسية في مصر، فهناك أكثر من 2500 طالب في 13 شعبة فرنسية يدرسون داخل 5 جامعات في مصر، كما أن هناك 14 ألف دارس في المعهد الفرنسي بمصر، بالإضافة إلى 7 آلاف تلميذ بـ11 مدرسة فرنسية معترف بها، وألفي طالب مصري يدرسون في فرنسا حاليًا، من بينهم 65 حاصلون على منح دراسية.