في مغازلة الصمت.. هادي بو عياش: أحببت حاسة السمع لدى "جود" ولا أمثل لظمأ الجوائز (حوار)

الفجر الفني

هادي بو عياش
هادي بو عياش


تعرفت على فيليب عرقتنجي عن طريق الفيسبوك

هناك تشابه بيني وبين شخصية جود فهو ابن الجبل ويقدر حاسة السمع

المشاهد الحميمية جزء من الممثل المحترف وكان لابد من تجربتها

ليس لدي عطش تجاه التمثيل فتركيزي الأكبر على الإخراج

أتمنى عمل إنتاج مشترك بين مصر ولبنان على مستوى عالي

 

"بغيابك ياحبيبي لا صوت ولا صدى" جملة تحمل الكثير من المعاني، فالصمت أسمى حالات الحب، يحمل العاشقين معه ثم يتركهم في بحر هائج لتصطدم بهم الأمواج يمينا ويسارا، تبحث عيناهم عن سبل النجاة وسط زخم الحياة، فتلمس أرواحهم السكينة عندما يفسحون لها المجال لكي تتصالح مع أجسادهم وعقولهم.


"جود" أو هادي بو عياش، تحمل عيناه العديد من الأسرار ، في ابتسامته صمت من نوع آخر وكأنه يبحث عن مسكن لروحه ولايدرك أنها بداخله، حين يهتدي قلبه للموسيقى تسبح أوتاره في السماء ليغوص في بحر العشق مع ألم الحنين فتذوب عيناه في ضوء الشمس كقطعتين من السحب تصطدمان لينهمر المطر ويقول وداعا "فمن لا يركض إلى فتنة العشق يمشي طريقا لا شئ فيه حي"...

 

هادي بو عياش نجم الفيلم اللبناني "اسمعي" الذي أثار ضجة كبيرة ويناقش الحب كأحد أقوى أشكال المقاومة والبقاء على قيد الحياة كما فاز بجائزة جمعية نقاد السينما بمهرجان الإسكندرية السينماائي كان لـ"الفجر الفني" معه هذا اللقاء..

  

 

كيف تعرفت على المخرج فيليب عرقتنجي؟

أولا أنا مخرج أفلام وثائقية، وكنت أعمل بالتمثيل على المسرح وبالإعلانات، تعرفت على فيليب على "فيسبوك" على الأغلب أعجبه شكلي، تحدثنا والتقينا واكتشف أنه هناك الكثير من التشابه بيني وبين شخصية جود.

 

 

وما الذي جذبك بشخصية جود فور قراءتك للسيناريو؟

جذبني في شخصية جود أنه يعمل مهندس صوت شخص يُقدر حاسة السمع ومثله يكن مختلف كليًا عن كل من حوله لأننا بمجتمع لانعرف كيف تستقبل حواسنا معلومات فواجبنا كبشر أن نقدر هذه النعم الكبيرة من الله، فلا نرى أو نسمع أشياء مروعة، الكثير من التفاصيل التي تحتاج إلى وعي وفلسفة.

 

هادي ابن الجبل وجود أيضًا هل هذا تشابه آخر؟

نعم فنحن بالجبل نعيش على البساطة لايوجد لدينا تصنع، نعيش مع الطبيعة

 

كأول تجربة لك في عالم السينما لم تتردد في تمثيل مشاهد حميمية؟

مثلما تحدثتي أول تجربة، فكان لابد أن أختبر كل الأشياء مشاهد حميمية أو عنف، وهذا جزء من الممثل المحترف، وبالفعل كان صعبًا للغاية أن تقوم بمشهد حميمي في فيلم بمجتمع شرقي، كانت مشكلة بالنسبة لي ولعائلتي، فكرت كثيرًا ما هي ردة الفعل، حتى إتخذت القرار أن أعيش مع شخصية جود.

 

وكيف عملت على الشخصية خاصًة أنك تبدو على الشاشة طبيعي ؟

لقد عملت كثيرًا على الشخصية، كي أبدو طبيعيًا وأخذت دورات تمثيلية، الموضوع في غاية الصعوبة أن تعمل وسط هذا العدد من حولك، وسط تغيير الإضاءة وزوايا الكاميرا وتكرار المشهد أكثر من مرة فتضطر أن تكرر نفس المشاعر كل هذا يحتاج إلى طاقة ومجهود كبير يتم بذله.

 

السينما اللبنانية لم تكن منتشرة بهذا القدر برأيك ماهي نقطة التحول؟

وسط المشاكل السياسية التي تعيشها لبنان والبلدان المجاورة كان المنفذ الوحيد لنا كفنانين أن نجمع 300 مشاهد بغرفة واحدة ليحضروا، هذا يعطي أمل وفكرة، فلبنان ساحة واسعة لكي تختبر وتصور ومادة دسمة بالحضارة والطبيعة.

 

ما نوعية الأدوار التي عُرضت عليك بعد "اسمعي" وهل هي في نفس القالب؟

أنا أعمل في الإخراج، وهذا يعطيني فرصة حتى لا أتسرع بناحية التمثيل، بالفعل عُرض علي مسلسلات وأفلام ولكن رفضتهم، لكي أحافظ على نفس المستوى ،فكل إنسان لديه مسيرته بالحياة والأدوار التي سيلعبها، لذلك أنا أؤمن بأن الدور الذي سألعبه سأكون مقتنع به كليًا من الداخل، فهناك الكثير من الممثلين ولكن الدور دائمًا يذهب لشخص واحد لأنه هو وحده من يستطيع لعبه.

 

معنى هذا أنك لست متعطشًا تجاه التمثيل؟

نعم ليس لدي العطش لكي أحصل على دور فأربح به جوائز، لأن الفن والسينما مسئولية كبيرة  فمشاركة حياتك الشخصية مع الجمهور شئ صعب للغاية.

 

وما رأيك بالسينما المصرية؟

أشاهد الكثير من الأفلام المصرية وخاصًة الأبيض والأسود، هذه أول زيارة لي بمصر، وأتمنى عمل إنتاج مشترك بمستوى عالي بين مصر ولبنان.

 

تريد أن تفتح المجال للتواصل بين الجمهور المصري واللبناني؟

بالطبع، وأنا مندهش للغاية كيف لاتصل الأفلام العربية إلى مصر، لابد من وجود مجلس تعاون ليطبق هذه الفكرة، فعندما تزيد جمهور مصر على لبنان سيرتاح المنتجين، بعيدًا عن توسيع المدراك والانفتاح الثقافي بين البلدين، وسهولة التواصل والتعارف.