وقت القرار.. هل ستعلن كتالونيا استقلالها عن إسبانيا؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


يواجه رئيس كتالونيا قرارا حاسما يمكن أن يحدد مسار الحركة الانفصالية في المنطقة للخروج من إسبانيا.

وذكر موقع "CTV NEWS"، أن الحكومة الإسبانية كانت قد أعطت رئيس إقليم كاتالونيا ومهندس عملية الاستقلال كارلس بيغديمونت حتى صباح يوم الاثنين لتوضيح ما إذا كان قد أعلن أو لم يعلن استقلاله في وقت سابق من هذا الاسبوع.

وقال بويغديمونت أمام النواب الكتلان يوم الثلاثاء، إنه "قبل" ولاية الاستقلال استنادا إلى نتائج الاستفتاء المتنازع عليه ولكنه يريد من البرلمان تأجيل تنفيذه "لبضعة أسابيع" لإعطاء فرصة أخيرة لفتح مفاوضات مع إسبانيا.

وأشار موقع "CTV NEWS"، إلى أنه إذا رد بويغديمونت بـ"نعم" على مدريد يوم الاثنين، بعد ذلك تعطيه الحكومة الإسبانية حتى يوم الخميس للتراجع عن الحكم، وإلا يمكن تعليق الحكم الذاتي الواسع لكتالونيا مؤقتا.

ولكن إذا رد بويغديمونت بـ"لا"، فإنه من المحتمل أن يواجه تمرد من المتشددين داخل المخيم الانفصالي الذي يمكن أن يطيح بحكومته ويجبر الانتخابات الإقليمية لكتالونيا.

وقد أعلن اليسار المتطرف لحزب الوحدة الشعبية، يوم السبت أنه سيسحب دعمه الرئيسي من حكومة بويغديمونت إذا فشلت في تقديم بيان حازم بشأن إعلان الاستقلال والوفاء بهذا الوعد في البرلمان الإقليمي.

وأضاف الموقع، لم يعط بويغديمونت أي تلميحات حول ما سيكون جوابه عندما تحدث لفترة وجيزة يوم الاحد، في نصب تذكاري تقليدي لزعيم كتالوني سابق لويز كومبانيز الذي أُعدم في 1940 من قبل قوات الدكتاتور الجنرال فرانسيسكو فرانكو.

وقال بويغديمونت بعد وضع ترتيبات الزهور في الموقع حيث تم اطلاق النار على الشركة وعلى قبره في برشلونة، "في مكان مثل هذا وفي يوم من هذا القبيل، تريد حكومتي التأكيد مجددا على إلتزامها بالسلام ... والديمقراطية قبل القرارات التي يجب اتخاذها".

وفي سياق متصل، أوضح الموقع، أن المعتدلين في الكتلة الانفصالية تدعم محاولة بويغديمونت للحديث مع مدريد، على الرغم من رفضها المتكرر حتى في النظر في إمكانية تقسيم كتالونيا بعيدا.

ويؤيد الاتحاد الأوروبي إسبانيا الموحدة ولم يعرب أي بلد أجنبي عن تأييده للإنفصاليين في كتالونيا، وهذا يعني أن إعلان الاستقلال لن يحتمل إلا أن يحصل على رد قوي من السلطات الإسبانية.

كما يتعرض بويغديمونت لضغوط شديدة من قادة الأعمال الذين يشعرون بالقلق ونحو نصف سكان كتالونيا البالغ عددهم 7.5 مليون نسمة والذين أظهرت استطلاعات الرأي في السنوات الأخيرة أنهم لا يريدون مغادرة إسبانيا.

وادعى بويغديمونت أنه كان لديه تفويض بإعلان كتالونيا المستقلة بعد تصويت "نعم" الساحق في استفتاء أجري في الأول من أكتوبر الماضي على أن المحكمة العليا في إسبانيا علقت على أساس أنه من المحتمل أن تكون غير دستورية. وينص دستور إسبانيا على أن مسائل السيادة الوطنية هي اختصاص البرلمان الإسباني. وقاطعت الأطراف ضد الانفصال التصويت على أساس أنه غير قانوني ويفتقر إلى الضمانات الأساسية مثل مجلس انتخابي مستقل.

ولم يصوت سوى 43% من الناخبين المؤهلين للتصويت في إطار حملة للشرطة الإسبانية، قال مسؤولون كتالونيون إنهم أصيبوا بمئاتهم. وأظهرت أشرطة فيديو لضباط الشرطة دفعهم وضربهم المدنيين. وقالت السلطات الإسبانية إن رد الشرطة كان متناسبا وإن مئات الضباط أصيبوا أيضا في أعمال العنف.

طمت تام بالمقارنة مع الإنفصاليين المنظمين تنظيما جيدا، أقامت القوات الموالية للنقابات مسيرات كبيرة في برشلونة خلال الاسبوع الماضي.

وكما أورد "CTV NEWS"، أدت الأزمة السياسية إلى هجرة الأعمال والبنوك من المنطقة الشمالية الشرقية المزدهرة. وقد نقل المئات مقراتهم إلى أجزاء أخرى من إسبانيا لتجنب الخروج من السوق الأوروبية المشتركة.

ونشرت صحيفة "لا فانغوارديا" في برشلونة، اليوم الاحد، افتتاحية تحث بويغديمونت على الكف عن سعيه إلى إقامة جمهورية كتالونية.

وقالت لا فانجارديا: "قد يكون الاستقلال هو الرغبة رقم 1 لكثير من الناس، ولكنه لا يبرر تدهور الاقتصاد، بل حتى الصراع الذي يقسم الكتلانيين".