غدًا.. اليونسكو تحيي اليوم العالمي للمعلمين

عربي ودولي

اليونسكو
اليونسكو



تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" غدا الخميس، اليوم العالمي للمعلمين 2017 تحت شعار "تعزيز حرية التدريس، وتمكين المعلمين"، ويسلط الاحتفال هذا العام علي الأهداف التي أعقبت اعتماد أهداف التنمية المستدامة الجديدة في سبتمبر 2015، منها تمكين المعلمين التي أعيد تأكيدها كأولوية قصوى في جميع استراتيجيات التعليم والتنمية.

ويتزامن الاحتفال هذا العام مع الذكرى الـ 20 لاعتماد المؤتمر العام لليونسكو عام 1997 ، لتوصية اليونسكو بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي، وكثيرا ما يغفل موظفو التدريس في مؤسسات التعليم العالي في المناقشات المتعلقة بوضع المدرسين مثل التعليم في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي، والابتدائي، والإعدادي، والثانوي.

واحتفالا بالذكرى الـ 20 لتوصية عام 1997، سيعقد مؤتمر دولي في مقر اليونسكو بباريس، حيث سيجمع بين المعلمين والمدربين وصانعي السياسات والباحثين وغيرهم من أصحاب المصلحة في مجال التعليم للاحتفال بالتعليم والحرية الأكاديمية، وتسليط الضوء على مساهمة المعلمين، من مرحلة ما قبل الابتدائية وحتى التعليم العالي، والمستقبل المستدام لمهنة التدريس، وكذلك مناقشة مسألة الجودة في التعليم العالي وما يعنيه ذلك بالنسبة للتعليم الجيد على جميع مستويات التعليم في ضوء تحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة بشأن التعليم الشامل والجيد للجميع، وأيضاَ عرض ومناقشة التقدم والتحديات المستمرة في التعليم العالي مثل الاستقلال المؤسسي، والحرية الأكاديمية، والتطوير المهني لموظفي التعليم العالي، ووفقاً لمعهد اليونسكو للإحصاء، فإن العالم بحاجة إلى 69 مليون معلماً إذا ما أردنا تعميم التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2030.

وكانت اليونسكو قد اعتمدت في عام 1994 يوم 5 أكتوبر يوماً عالمياً للمعلمين وذلك احتفالاً بالخطوة الكبيرة التي اتخذت لصالح المعلمين يوم 5 أكتوبر عام 1966، عند اعتماد التوصية المشتركة بين اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن حالة المعلمين خلال مؤتمر حكومي دولي خاص عقدته اليونسكو في باريس، وذلك بالتعاون مع منظمة العمل الدولية.

ويعد المعلمون والمسائل المتعلقة بتدريبهم وتوظيفهم واستبقائهم ومكانتهم وظروف عملهم من الأولويات القصوى بالنسبة إلى اليونسكو، وتعتبر إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، أن المعلمين هم الأكثر تأثيراً والأقوى فعالية فيما يتعلق بتحقيق الإنصاف في التعليم وتحسين الانتفاع به وضمان جودته.

وتعاني منطقة أفريقيا جنوب الصحراء من أكبر نقص في عدد المعلمين حيث أنها في حاجة إلى 17 مليون معلم في المرحلتين الابتدائية والثانوية بحلول عام 2030، كما أن أعداد الطلاب تتزايد تزايداً سريعاً في هذه المنطقة التي تشهد صعوبات كثيرة لمواكبة الزيادة على الطلب ، حيث أفاد معهد اليونسكو للإحصاء أن 70% من دول المنطقة تعاني من نقص حاد في عدد معلمي المرحلة الابتدائية، في حين أن 90% من هذه الدول تفتقر بشدة لمعلمي المرحلة الثانوية.

وتشهد مناطق جنوب آسيا ثاني أكبر عجز في عدد المعلمين لا سيما في المرحلة الثانوية، حيث أن نسبة الشباب الملتحقين بالمدارس الثانوية في المنطقة لا تتجاوز 65% في حين أن نسبة عدد الطلاب إلى عدد المعلمين وصلت إلى 29 طالباً لكل معلم واحد فقط (وفقاً لتقديرات نشرت عام 2014) ، وتعد هذه النسبة أعلى بكثير من المعدل العالمي الذي وصل إلى 18 طالباً لكل معلم. 

وعليه فإن مناطق جنوب آسيا بحاجة إلى 15 مليون معلم إضافي بحلول عام 2030، وتحتاج المرحلة الثانوية الأغلبية العظمى من هؤلاء المعلمين (11 مليون معلم). أما المناطق الأخرى في العالم، فتواجه تحديات خاصة، فعلى سبيل المثال، دمرت الحرب في سوريا والعراق أجزاء كبيرة من نظميهما التعليميين ناهيك عن آثارها القوية على النظم التعلمية في المناطق المجاورة التي تواجه بدورها تدفقات الأطفال والشباب المهاجرين الذين يحتاجون إلى معلمين وفرص تعليمية في الدول التي يتجهون إليها.

ويؤدي المعلمون دوراً أساسياً في تأمين التحاق الأطفال بالمدارس وفي ضمان استبقائهم فيها، حيث يتعين توظيف المزيد من المعلمين لمعالجة المشكلة المتمثلة في أن 61 مليون طفل ممن هم في سن التعليم الابتدائي لا يزالون محرومين من حقهم في التعليم: 47% من هؤلاء الأطفال لن يلتحقوا يوماً بالمدرسة و26 % منهم بدأوا بارتياد المدرسة ولكنهم تسربوا منها و 27 % منهم سيلتحقون بالمدرسة في سن متأخرة، وتمثل الفتيات أغلبية (53%) الأطفال الذين هم سن التعليم الابتدائي ولكنهم غير ملتحقين بالمدارس، ويبلغ المجموع العالمي للفتيات المحرومات من حقهن الأساسي في التعليم في إطار هذه الفئة العمرية 32 مليون فتاة.

في الوقت ذاته، أشار تقرير حول جودة التعليم ونتائج التعلم ، حيث تظهر عمليات التقييم أن كثيراً من الأطفال في أفقر بلدان العالم يمكن أن يقضوا عدة سنوات في المدرسة بدون أن يتعلموا قراءة كلمة واحدة، ففي مالي مثلاً، كان ما لا يقل عن 8 من بين كل 10تلاميذ في الصف الثاني لا يستطيعون قراءة كلمة واحدة في لغة وطنية.

وفي موضوع تدريب المعلمين، أشار التقرير إلى أنه في الأماكن التي اتسعت فيها تغطية الأنظمة التربوية على نحو سريع، جرى في بعض الأحيان توظيف معلمين يتمتعون بمستوى متدن من المؤهلات، ويميل المتدربون إلى الالتحاق بكليات تدريب المعلمين في كينيا وأوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة مثلاً وهم لم يستكملوا سوى التعليم الأساسي.

وجدير بالذكر أن جوهر الهدف التنموي الرابع يتمثل بتوفير تعليم شامل وعادل للجميع بحلول عام 2030، وهي ضرورة ملحة للغاية حيث يفيد بحث نشر مؤخراً عن معهد اليونسكو للإحصاء أن عدد الطلاب والشباب المحرومين من التعليم الإعدادي والثانوي حول العالم وصل إلى 263 مليون طفل وشاب.

هذا ويشمل الهدف التنموي الرابع دعوة خاصة لتوفير معلمين أكثر كفاءة وحشد دعمٍ أكبر من المجتمع الدولي من أجل تدريب المعلمين في الدول النامية.

وفي هذا السياق، أشارت سيلفيا مونتويا مديرة معهد اليونسكو للإحصاء، أن جميع النظم التعليمية تظهر رغبة كبيرة في تحقيق الهدف التنموي الرابع بحلول عام 2030، ولكن تتوقّف جودة هذه النظم وفعاليتها على مدى جودة وفعالية معلميها، فإن التقدم العالمي يعتمد على ما إذا كان هناك معلمون وصفوف مؤهلة لاستيعاب عدد معقول من الطلاب عوضاً عن وجود أعداد كبيرة من الطلاب في الصف الواحد تصل إلى 60 أو 70 تلميذا أو أكثر، وإن كل ما نحتاجه لتفادي هذه الصعوبات هو التدريب وتوفير الموارد والدعم الكافي للمعلّمين لتمكينهم من إتمام عملهم على أكمل وجه.