رشاوي وفساد.. كاتب بلجيكي يكشف كواليس شراء قطر لفرنسا

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


من المسلم به أن قطر لديها نفوذ قوي جدًا في المجتمع الفرنسي، من خلال السيطرة على العديد من المؤسسات، والمساهمة في الشركات بل امتلاكها العديد من تلك الشركات والأندية الفرنسية، مثل باريس سان جيرمان، إلا أن الأمر تعدى هذا بكثير، حيث حكايات من الفساد الثنائي، الذي أثبتته تقارير وتحقيقات دولية، والتي تكشف عن الوجه القبيح لقطر.

 

رشاوى بقيمة 182 مليون يورو لمسؤلين فرنسيين

ويكشف عن تلك الصفقات المشبوهة، الباحث البلجيكي، دريو غودفريدي، حيث يؤكد أن تلك الصفقة التي تكلفت رشاوى بقيمة 182 مليون يورو، والتي هي محل بحث وتحقيق، حصلت بعدما وافقت قطر على شراء أكبر فريق كرة قدم فرنسي، باريس سان جيرمان، وهنالك اتّهامات بشأن دفع قطر رشاوى ضخمة لمسؤولين فرنسيين رفيعي المستوى لتأمين الصفقتين، كأس العالم وفيوليا.

 

الاستثمار في فيوليا بطرق ملتوية

وفي أبريل 2010، اشترت الديار القطرية 5% من الأسهم في شركة فيوليا، وهي شركة فرنسية دولية عملاقة تعمل في أربع مجالات أساسية من الخدمات تدار عادة من القطاع العام، إمدادات المياه وإدارتها، إدارة النفايات، الطاقة وخدمات النقل، إلا أن الكاتب يؤكد أن هناك رابط بين العمليتين، وهي أن قطر تستثمر في الشركة الفرنسية مقابل دعم باريس لاستضافة الدوحة كأس العالم.

 

القضاء الفرنسي ليس مستقلاً

ويؤكد الكاتب البلجيكي، على التشكيك في أن تصل التحقيقات إلى إدانة قطر، برغم استمرارها وتحقيقها في تلك الأمور الملتوية والصفقات المشبوهة، بين قطر ومسؤولين فرنسيين، قائلاً: "أشكك بوصول المحققين إلى قمة المسؤولية في الصفقتين، لأنّ القضاء الفرنسي منذ ثورة 1789 ليس سلطة مستقلة كالسلطتين التنفيذية والتشريعية بل هو خاضع للحكومة ويعمل ضمن هامش محدود"، حسب قوله.

 

فرنسا ترعى وتجامل قطر

وبسبب اختراق قطر للمجتمع الفرنسي، أصبحت منظّمة الإخوان المسلمين الإرهابيّة مخترقة لفرنسا كثيراً- بحسب الكاتب-، مع العلم أن باريس لم تصنف قطر بالإرهابية، مشيرًا إلى أنه بدون قطر لما وجد الإخوان سنداً لهم، فالدوحة تدعم هؤلاء ماديّاً وسياسياً، بشكل يوضح أنّ فرنسا وباسم الاستقرار لن تفعل أي شيء لا يرضي محبوبتها.

 

ويؤكد "غودفريدي" أنّ تغلغل الإسلاميين المتطرفين كجبريل رجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في حسم الفيفا لما كان بإمكانه أن يصبح واقعاً على الأرجح لولا رعاية فرنسا لقطر داخل الفيفا.

 

فرنسا تبيع السيادة لصالح قطر

يقول"غودفريدي" أيضًا، أن فرنسا باعت سيادتها، موضحا أن بيع الأصول والنوادي الرياضية وشركات الدفاع، والممثلين الحكوميين، هو أمر فريد من نوعه ومحصور بالفرنسيّين، ويحدث ذلك تحت رعاية نيكولا ساركوزي، وغيره، قائلاً: "فرنسا تمّ شراؤها حرفيّاً من قبل دولة راعية للإرهاب، قطر".