المصالحة الفلسطينية تنهي سنوات الإنقسام.. وخبراء: مصر تكللت بجهود مضنية لإتمامها

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


وسط حفاوة بالغة من أهالي قطاع غزة، وصل وفد حكومة الوفاق برئاسة رئيس الوزراء، رامي الحمد الله، إلى غزة ظهر اليوم الاثنين، في ضوء اتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس، والتي لعبت فيها مصر دورا كبيرا هائلا، متمنية محو الخلافات الفلسطينية إلى غير رجعة.

استقبال حافل

وكان في استقبال "الحمد الله" حشد كبير من المواطنين والشخصيات السياسية في قطاع غزة، إضافة الى وفد مصري على رأسه السفير المصري لدى اسرائيل حازم خيرت، وكذلك المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف الذي وصل إلى قطاع غزة، على رأس وفد اممي، بجانب حضور مسؤولين مصريين من بينهم اللواءين همام أبو زيد وسامح كامل، حيث عقدا اجتماعًا مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية وعدد من قيادات الحركة،

مصر حاضرة

وتعالت صور الرئيس عبد الفتاح السيسي على اعتباره المتبنى الأول للمصالحة الفلسطينية، حيث رفعت صور للرئيس السيسي، في أحد شوارع قطاع غزة، في إشارة للدور المصري الذي أحدث التحول في المصالحة الفلسطينية، وجعلها واقعا ملموسا.

وجاءت تلك المصالحة بعد جهود مضنية من قبل الجانب المصري، لتطوى الخلافات الفلسطينية، وإنهاء حالة الجمود التي ظل عليها الانقسام خلال الـ10 أعوام التي مضت، بين حركتي فتح وحماس، تخلل ذلك تكريسا للإنقسام ومشكلات كبيرة، إلا أن الأمور عادت إلى نصابها بخضوع حماس أخيرا، وقيامها بحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، ودعوة حكومة الوفاق الوطني، لممارسة مهامها من القطاع، فضلًا عن الانتخابات العامة، تلبيًة للدعوة المصرية، وتحقيق لآلية اتفاق القاهرة عام 2011.

من جانبه أشاد رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية رامي الحمدلله، الجهود الحثيثة التي بذلتها مصر لضمان إتمام المصالحة، مشيدا بدورها الداعم للقضية الفلسطينية، معربا عن تحيته للفصائل والقوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، وكل أفراد الشعب الفسطيني الذين دعموا الخطوات الجادة لانهاء الانقسام.

الحمد الله: نعود لإنهاء مظاهر وتداعيات الانقسام

وقال "الحمد الله" في كلمته التي ألقاها في القطاع بعد وصوله، "إن هذه اللحظة تاريخية، ارتقت فيها كافة الفصائل على التجاذبات السياسية وانحازت فقط للمصلحة الوطنية العليا"، مضيفا "نعود مرة أخرى إلى قطاع غزة من أجل تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية وإنهاء مظاهر، ولإعادة بناء غزة".

وأوضح أنهم متواجدون في قطاع غزة اليوم وفاءً لتضحيات الشهداء الأبرار، ووفاءً لأبناء غزة، الذين تحملوا ثقل الانقسام وضراوة الحصار والعزلة، قائلا "جئنا بمتابعة وتعليمات من الرئيس محمود عباس لنغلق معا الإنقسام بكافة تفاصيله وتبعاته".

وشدد قائلا "إنّ الطريق الوحيد للوصول إلى الأهداف الوطنية الجامعة، هو بصون وحدتنا وطي هذه الصفحة وحماية النظام السياسي الفلسطيني"، متابعا " من الآن فصاعدا الكل منخرط ومسؤول وموحد في جهود إعمار القطاع وتعزيز صمود المواطنين وضمان استقرارهم".

خطوات مقبلة

وبخصوص الخطوات السياسية التي تعزز من عملية المصالحة، أوضح رئيس الوزراء الفلسطيني، أن حكومة الوفاق الوطني ستبدأ تسلم مسئوليتها ومهام إدارة شؤون القطاع، موضحا أنه تم تشكيل عدد من اللجان الوزارية لتباشر تسلم المؤسسات والدوائر الحكومية ومهام الامن إضافة إلى شؤون المعابر والحدود.
وأكد قائلا "إنه سيتم معالجة القضايا الإدارية العالقة وعلى رأسها ملف الموظفين في إطار اتفاق القاهرة ".


مصر تكللت بجهود مضنية لإتمام المصالحة

وفي ضوء ما سبق أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن انتهاء ملف الانقسام الفلسطيني، من أهم الخطوات التي حدثت اليوم، مشيرا إلى أن هذا تأخر كثيرا، بعد 10 سنوات من الانقسام الفلسطيني الفلسطيني.

وأضاف "اللاوندي" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن مصر لعبت دورا كبيرا في اتمام تلك المصالحة، موضحا أن هناك مصداقية كبرى بين الأطراف الفلسطينية على انهاء هذا الانقسام، كما يبدو من المشهد.

ولفت إلى أن مصر تكللت بجهود مضنية وجبارة، للم شمل الكلمة الفلسطينية، مشددا على أن القاهرة تسعى دائما لتحقيق السلام من خلال الشاملة بين جميع الأطرافن قائلا "مصر حققت إنجازًا ملموسًا في إدارة ملف القضية الفلسطينية والذي انتهى بالصالحة".


لابد من صدق الجانبين الفلسطينيي

من جانبه، قال جمال أسعد الكاتب والمفكر السياسي، إنّ المصالحة لا تتوقف على الدور المصري فحسب، وإنما تتوقف على النية الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه تمت محاولات كثيرة للإصلاح قبل ذلك، ولكن حدثت خلافات بسبب المصالح الشخصية ولابد أن ينتهي هذا الأمر تماما، موضحا أن متغيرات المنطقة تستوجب لم الشمل الفلسطيني".

وأوضح قائلا "لا نستطيع القول بأن المصالحة انتهت بصفة نهائية، برغم الجهود الكبيرة التي تتحملها مصر، ولا تزال هناك قضايا هامة، ينتظر البت فيها، مثل قضية الموظفين الذين عينتهم حماس في ظل عدم رضا فتح، ويبلغ عددهم 40 ألف موظف، بجانب تسليح حماس، متسائلا هل سترضى حماس أن ينزع منها السلاح؟، مشيرا إلى أن هناك العديد من رجال المخابرات المصرية لتسوية هذه الأمور جميعها.


مستشار الرئيس الفلسطيني يشيد بالدور المصري


من ناحيته أكد الدكتور نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الخارجية، أن الفلسطينيين يعيشون يوما سعيدا بعد مرور 10 سنوات من الانقسام.

وأضاف في تصريحات له، أن مصر لعبت دورا كبيرا لجمع الشعب الفلسطيني على حكومة واحدة، مشيدا بالجهود المصرية التي نجحت في جمع الفلسطينيين مرة ثانية.

ولفت إلى أنه تم تشكيل لجان عمل للقيام بحل كافة المشكلات في القطاع، بجانب تشكيل اللجان المعدة للانتخابات التشريعية والرئاسية خلال 6 أشهر، موضحا أنه من المقرر تشكيل اللجنة التي ستذهب إلى القاهرة من حركتي حماس وفتح والتنظيمات الأخرى، للنظر في باقي تفاصيل الاتفاق الذي عقد في القاهرة عام 2011.


المصالحة تقطع الطريق على الاحتلال

ويرى مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الانقسام كمبرر لعدم التقدم سياسيا، مشيرا إلى أن المصالحة ستعمل على إنهاء هذا تماما، بجانب أن موقف منظمة التحرير سيكون أفضل وأقوى على المستوى الدولي.

وأوضح "أبو سعدة" في تصريحات له، أن بالمصالحة يسحب الفلسطينيون ذريعة الانقسام من إسرائيل، بغض النظر إذا التزمت إسرائيل بالشرعية الدولية والاتفاقات أم لا، مضيفا "أن الموقف الأميركي ربما يكون أكثر إيجابية من ذي قبل تجاه الرئيس عباس أو على الأقل لن يُسمع أي همز بأن سيادة الرئيس عباس منقوصة"، حسب تعبيره.