"عبدالناصر" يستحوذ على انتقادات عمرو موسى.. ومؤيديه: حقق العدالة الاجتماعية‎

تقارير وحوارات

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر


تخليد الذكريات وتدوينها وربطها بالتاريخ والزمن والحدث، فكرة خالدة لا تترك أذهان الجميع خاصة من مر منهم بواقع مليئ بالأحداث والحقائق والأسرار، وبالرغم من حق الانتقاد لأي شخص إلا أن ذلك يجب أن يخضع لقواعد وإسنادات قوية خاصة إذا كانت تتعلق برئيس جمهورية وحدث تاريخي ضخم.

 

وفي جزء لا يتجزأ من مذكرت الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الصادرة عن دار الشروق تحت عنوان "كِتَابِيَهْ" التي يتحدث فيها عن سيرته الذاتية في الدبوماسية والحياة السياسية المصرية، تطرق إلى الحديث عن مواقفه مع الـ3 رؤساء السابقين لمصر الذي عايشهم خلال مسيرته المهنية وانتقاداته الشخصية لهم، لكنه لم يوفق في هذه النقطة حيث بعد كل البعد عن الموضوعية وعدم الإنحياز في انتقاداته، لينال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مجموعة من الانتقادات غير المسندة إلى مستندات قوية.

 

حيث تحدث "موسى" في مذكراته عن تفاصيل لقاءاته بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، قائلًا إنه التقى بـ"عبدالناصر" مرتين فقط في حياته، الأولى في 21 أكتوبر 1966 بنيو دلهي في القمة الثلاثية لأنديرا غاندي مع عبدالناصر والرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو، بينما كانت المرة الثانية قبل هزيمة 1967 بأيام، معلقًا "هذا التاريخ اعتبره نهاية صولجان عبدالناصر وبداية لتدهور الأحوال المصرية، حيث قرر عبدالناصر قبل بدء الحرب إغلاق خليج العقبة، وسحب القوات الدولية من سيناء، وأغرق البلاد بأجواء تعبوية كبيرة".

 

الإعلام المضلل يُسيطر على عهد "ناصر"

كما أكد في مذكراته على كذب وتضليل الإعلام المصري في عهد الرئيس عبدالناصر خاصة وقت نكسة يونيو 1967 كما لو كان هذا التضليل في عهده فقط، قائلًا "أصبت بإحباط مهول بسبب ما حدث في 5 يونيو لأنني أتلمس الحقيقة، فكنا نعرف أن إذاعتنا وصحافتنا تكذب بشأن حجم الطائرات التى يتم الإعلان عن أننا أسقطناها؛ لأننا نستمع إلى إذاعات أجنبية كثيرة، ونطلع بانتظام على تقارير وكالات الأنباء ذات المصداقية، وكلها أجمعت على تقدم القوات الإسرائيلية في سيناء".

 

قرارات 67 خاطئة والتوقعات غير سليمة

وفي إشارة واضحة للخيانة والتآمر على البلاد، أكد "موسى" أن ما حدث في 1967 كان بمثابة مقامرة وأن القرار السياسي المتخذ في هذا الوقت كان غير صحيح، قائلًا: "أصابتنى صدمة كبيرة وإحساس بالمهانة والإحباط على الرغم من أن كل الشواهد كانت تشير إلى وقوع هذه المصيبة. بدأنا نقول لأنفسنا إن الذى يجعل الكارثة تصل لهذا الحجم "وصول اليهود لقناة السويس" هو أننا بالتأكيد لم نكن مستعدين، وأن القرار السياسى الذى أدى إلى الحرب كان بالقطع خاطئا، وحساباته غير دقيقة، وتوقعاته غير سليمة تكاد تصل إلى حد المقامرة، لم يكن يصح أن نعَرض بلدنا لهذا التحدى المدمّر!".

 

كما أشار إلى تدهور الأوضاع الداخلية في البلاد في عهد الراحل عبدالناصر من تراجع الإنتاجية الزراعية بعد تفتت الرقعة الزراعية على صغار الفلاحين في الإصلاح الزراعي، إلى قمع المعارضة وتدجين الصحافة، في حين لم يترق في عهد باقي الرؤساء للأمور السيئة التي كانت تمر بها البلاد من تدهور في مختلف المجالات.

 

هل اعتبر الرئيس أنه أكبر من مصر؟

وفي تحدثه عن الهزيمة، قال موسى: "كانت الهزيمة ثقيلة جدًا، مهما حاول البعض من التخفيف منها بتسميتها «نكسة»؛ لأنها كانت هزيمة بكل معنى الكلمة، وكان من مقتضى هذه الهزيمة أن عددًا كبيرًا من الشباب ــ وأنا منهم ــ راح يتساءل من هول الصدمة: هل كنت مخطئا فى هذا التأييد العارم للنظام؟ هل اهتمام عبدالناصر بوضعه الخارجى على حساب الأوضاع الداخلية والبنية التحتية بمعناها المادى ومعناها المرتبط بالإنسان هو الذى قادنا إلى هذه الهزيمة؟. هل اعتبر الرئيس أنه أكبر من مصر؟ أم اختلط عليه الأمر فاختصر مصر فى شخصه".

 

سويسرا.. مصدر طعام "ناصر" الأساسي

كما قال موسى إن عبد الناصر كان يستورد طعامًا خاصًا له من الخارج، وتحديدًا من سويسرا، لاهتمامه بنظام غذائي يؤدي لخفض الوزن، وكان يرسل من وقت إلى آخر من يأتي له بأصناف معينة من الطعام الخاص بالريجيم من سويسرا.

 

وقال موسى إنه خلال عمله بسفارة مصر في سويسرا كان رجل ضخم الجثة يأتي لاستلام الطعام وكان موسى هو المسؤول عن تسليمها له.

 

ليختتم حديثه عن عبدالناصر، مؤكدًا أنه كان من الرؤساء الديكتاتوريين الذين لا يهتمون بأي الغير وهو الأمر الذي أدى إلى هزيمة 67.

 

الانتقادات تواجه "موسى" في الجزء الأول من مذكراته

وبالطبع لم تمر هذه الانتقادات والرأي الشخصي لعمرو موسى عن الزعيم جمال عبدالناصر مرور الكرام دون ظهور دفاعات قوية عنه، حيث انتقدت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي على صفحتها على "الفيس بوك" حديث عمرو موسى، قائلة: "عمرو موسي بيقول إن عبدالناصر كان بيجيب أكله من سويسرا.. أكيد الريس كان بيبعته هو يجيب الأكل وإلا عرف إزاي؟".

 

كما أكد الأمين العام السابق للحزب الناصري أحمد حسن، أن حديث موسى عن جمال عبدالناصر مرفوض شكلًا وموضوعًا، موضحاً أن ما قاله يتعارض مع مكانة الزعيم الراحل لدى الشعب المصري، التي تجسّدت في مشهد جنازته.

 

وقال "حسن"، في تصريحات له أن ناصر أنشأ مصانع عدة، ووفر فرص عمل للشباب، وحقق العدالة الاجتماعية.