"الحقيبة المدرسية" مشكلة كل عام.. أخصائيون صحيون: هذه طريقة اختيارها

السعودية

بوابة الفجر


مع بداية كل عام دراسي جديد، تبدأ مأساة الأطفال مع الحقيبة المدرسية، في الوقت الذي يغفل فيه الكثير من أولياء الأمور عن مخاطرها وأهمية اختيارها بما يتناسب مع جسم الطفل طوله ووزنه، إضافة إلى كيفية حمل تلك الحقيبة ومدى سلامتها على الطفل.

لذا أوصى عدد من أطباء العظام والعمود الفقري وأخصائيي العلاج الطبيعي، أولياء أمور الطلاب والطالبات بأهمية اختيار الحقيبة المدرسية التي تناسب جسم الطفل طولاً ووزناً؛ بهدف الاستخدام الأمثل صحياً، وحتى لا تؤدي إلى الإرهاق الجسدي والإجهاد العضلي نتيجة الضغط على العمود الفقري والصدر والرقبة والأكتاف والشعور الدائم بالتعب.

وأكدوا أهمية اختيار الحقيبة المدرسية حسب المعايير الصحية والمواصفات الطبية عند شرائها؛ حفاظاً على ظهر الطفل من التعرض لأضرار قد تمتد مدى العمر؛ منها آلام الظهر والصدر والكتف والرقبة والقدمين والذراعين وحدوث تشوهات في وضعية الجسد الناتجة عن عدم ملاءمة وزن الحقيبة لوزن الطفل، والحرص على تجربة حمل الحقيبة من قبل الطفل بشكل سليم؛ للتأكد من ملاءمتها له حتى لا يتضايق من حملها؛ لأنها ستكون رفيقاً له في رحلته الدراسية اليومية.

وشدد استشاري جراحة عظام وإصابات رياضية رئيس قسم العظام بمدينة الملك سعود الطبية الدكتور صالح الحارثي، على ضرورة اختيار الحقائب المدرسية المناسبة للطلاب والطالبات، التي ينبغي ألا يزيد وزنها على 10 - 15% من وزن الطفل، وألا تكون الحقيبة أعرض أو أطول من جذع الطفل، ويلزم ألا يزيد طولها على 10 سم تحت خصر الطفل حتى لا تجبره على الانحناء أثناء المشي ولتفادي شد الأحزمة لكتفه بشدة، كما ينبغي أن تكون أحزمة الحقيبة المدرسية عريضة ومبطنة من ناحية الظهر؛ لمنع خطر إصابة الطفل من أشياء حادة قد تكون في الحقيبة.

وبيّن "الحارثي" أن الحقيبة الثقيلة هي كأي حمل ثقيل يؤثر على صحة الإنسان، وأنه من الطبيعي أن يشعر حاملها بوجع في الظهر قد يظهر في الأمد القريب أو البعيد بحسب بنية الطفل وقدرته على التحمل، مشيراً إلى أن نسبة الحالات التي يتم علاجها نتيجة تشخيص أضرار الحقائب المدرسية في المدينة الطبية قليلة؛ نظراً لكثرة التوعية في المجتمع، وغالباً تأخذ فترة العلاج لبعض الحالات من أسبوع إلى 10 أيام إذا كانت آلامها في العضلات، أما إذا كانت الإصابة في العمود الفقري أو تقوس في العظام أقل من 40 درجة، فتأخذ فترة العلاج الطبيعي والدوائي من شهرين إلى أربع أشهر، فيما إذا كانت درجة التقوس للظهر أكثر من 40 درجة، ويكون الطفل في مرحلة سن البلوغ، فيتطلب تدخلاً جراحياً.

بدوره، أوضح استشاري طوارئ أطفال رئيس قسم الطوارئ بمدينة الملك سعود الطبية الدكتور إسماعيل السبعي، أن الهيكل العظمي للطفل لا يتحمل الأوزان الثقيلة، لاسيما عند المشي بها لمسافات طويلة على كتف واحدة وإنما على كتفين؛ من أجل توزيع الوزن بشكل متساوٍ؛ لأن ثقل الحقيبة المدرسية يؤدي إلى آلام في الظهر والأكتاف والصدر، ويسبب انحناءات للظهر والرأس والرقبة مع مرور الوقت التي تأخذ فترة علاجها لمدة طويلة، مشدداً على ضرورة تقليل أكبر قدر ممكن من محتويات الحقيبة فيما يتعلق بالمحتويات غير المهمة باليوم الدراسي، وتجنّب استخدام المقلمة الحديدية بالنسبة للألوان أو الهندسة؛ لئلا تثقل هي الأخرى على الطفل.

وأشار الدكتور "السبعي" إلى أنه يجب ألا تكون الحقيبة المدرسية أكبر من حجم ظهر الطفل، بحيث تبدأ من الكتفين حتى أسفل الظهر عند بداية الحوض والأفضل شراء الحقيبة ذات العجلات بالنسبة للأطفال المتراوح عمرهم من 6 - 9 سنوات؛ لأنها تقلل نسبة الإصابة بمشاكل العمود الفقري على المدى البعيد؛ من أجل المحافظة على صحة وعظام الطفل.

من جانبه، بيّن مدير إدارة التأهيل الطبي بمدينة الملك سعود الطبية الدكتور محمد الفوزان، أن الفحص المبكر والدوري للأطفال فيما يتعلق بمشاكل الهيكل العظمي والعمود الفقري، خاصة لذوي الأجسام النحيلة يسهم في تجنب المضاعفات خلال فترة النمو والتشكّل الجسمي مع مرور الوقت، حاثاً أولياء الأمور على توجيه الطفل بكيفية حمل ورفع الحقيبة بشكل سليم، وهي ثني الركبتين والنزول قليلاً، ثم يضعها على ظهره بشكل متوازن ملاصق للظهر، كذلك يجب سؤال الطفل من وقت لآخر عن أي شكوى من حقيبة الظهر، وملاحظة ظهور أي تغير في وضعية جسمه وطريقة المشي وميلان الكتفين أو الذراع، ويراعى أن الوخز في الأصابع أو ظهور مواضع حمراء؛ بسبب حقيبة الظهر يشير إلى أن شيئاً ما ليس على ما يرام، وفي حال استمرار الألم لفترة طويلة يتعيّن استشارة طبيب أطفال، وعند ملاحظة حمل الطفل لكثير من الكتب المدرسية يمكن توزيعها إلى حقيبة يدوية إضافية إن أمكن، وكبديل يمكن استخدام حقيبة ذات عجلات حتى يمكن جرّ الحقيبة.

ووجّهت قائدة المدرسة الابتدائية الثالثة يسرى الحسينان، بعض النصائح العامة لأولياء الأمور عند شراء الحقيبة المدرسية؛ منها أن تكون بها أكثر من جيب لوضع مستلزمات الطفل كالطعام والمقلمة والمياه، حتى يسهل عليه تناولها بسرعة، وتشجيع الطفل على اختيار الحقيبة بنفسه وممارسة عملية الشراء التي تنعكس عليه بشعور بالارتياح والثقة في النفس والاستقلال لتنمية قوة الشخصية لديه، والحرص على شراء الحقيبة ذات جودة عالية الصنع لأن الطفل في المرحلة الابتدائية يكون أكثر اندفاعاً للحركة، وقد يتسبب في إتلافها بسرعة، كما يجب على أولياء الأمور ترتيب المواد الدراسية حسب الجدول اليومي حتى لا تشكّل حملاً ثقيلاً على ظهر الطفل، ويكون عرضة لآلام في العمود الفقري والرقبة، كذلك الاهتمام بتنظيف الحقيبة أسبوعياً من بقايا الطعام والحلوى والأتربة، والتي حثنا ديننا الإسلامي على النظافة، متمنية للجميع التوفيق.

من جانبه، بيّنت المرشدة الطلابية بالمدرسة الابتدائية الأولى بالدرعية أمل الغنام أنه مع بداية كل عام دراسي يتشوّق الطالب لشراء أدواته المدرسية وعلى رأسها الحقيبة، وفي الوقت الذي نشجعه على الاختيار، فإن من الضروري أن تساعد الأسرة الطالب في تلك المهمة وتوعيته بالمعايير الجيدة لاختيار الحقيبة المناسبة صحياً واجتماعياً، من حيث خفة الوزن والحجم المناسب لجسمه، وذات ألوان زاهية، وألا تحمل شعارات أو صوراً تتعلق بشخصيات غير مقبولة اجتماعياً، كما أن المدرسة تقوم من خلال مجالس الأمهات الدورية والإذاعة المدرسية بتوجيه عدد من التوصيات الخاصة حول كيفية اختيار الحقيبة المدرسية المناسبة مع الشرح المباشر بالطريقة الصحيحة عند حملها، ويستمر ذلك الحرص بمتابعة الطالب بالالتزام بالجدول اليومي، وعدم حمل الأدوات واللوازم غير الضرورية، كما أن معلمات الصفوف الأولية يحرصون على وضع بعض الكتب في خزائن خاصة بكل فصل، والاكتفاء بدفتر واحد للمواد المشتركة كمواد اللغة العربية والدين؛ من أجل تخفيف الثقل على الطالبة.