ننشر تفاصيل سحب الجنسية القطرية من قبيلة آل مرة.. وطرد العوائل من الدوحة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

 

"التمييز العنصري"، مصطلح يطبقه النظام القطري، في التفرقة بين أبناء الشعب والعوائل القطرية، والأجانب المستوطنيين في أراضيها، حيث سحبت قطر الجنسية من العوائل القطرية وطردتهم من الدوحة بحجة دعم الانقلاب الذي شهدته السلطة القطرية مسبقًا.

 

سحب الجنسية من القبائل المعارضة

قررت السلطات القطرية سحب الجنسية من شيوخ قبائل معارضة للحكومة ونحو 50 من أفراد أسرتهم، ومصادرة أموالهم.

 

وأكد محمد المري، أحد أعيان قبيلة آل مرة، في تصريح لصحيفة "سبق" السعودية، أن قطر قررت إسقاط الجنسية عن شيخ قبيلة آل مرة "طالب بن لاهوم بن شريم"، ومعه نحو 50 من أفراد أسرته وقبيلته، بالإضافة إلى شيخ قبيلة بني هاجر، ومصادره أموالهم الأسبوع الماضي.

 

تاريخ العوائل القطرية

ولعل أبرز تلك القبائل؛ قبيلة آل مرة والبالغ عددهم 5266 فردا، وكانت علاقتهم بأسرة آل ثاني، حميمة منذ عهد المؤسس الأول للدولة الشيخ قاسم بن محمد آل ثانى رحمه الله، ومن تبعه من الأسرة الحاكمة، وبعد الاستقلال عام 1971م، وتولى الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى مقاليد الحكم في قطر عام 1972م، فتح الباب لمن لديه الرغبة في اكتساب الجنسية القطرية من أقارب القبائل والأسر المعروفة في الدولة، وذلك عن طريق معرفين معتمدين من وزارة الداخلية دون التحقق أو المطالبة بما لديهم من جنسيات سابقة.

 

وفي عام 1995م صدرت تعليمات شفهية من وزارة الداخلية عن طريق أعيان القبائل والأسر، وبدون إعلان رسمي من الجهات المختصة، بأنه على من كان يحمل جنسية سابقة للجنسية القطرية أن يسلمها لإدارة الهجرة والجوازات بوزارة الداخلية، وذلك منعًا لازدواج الجنسية، فتجاوب الكثير من المواطنين مع تلك التعليمات ثقة في صاحب القرار ومصداقية فيمن نقل تلك التعليمات من الأعيان، وتحفظ البعض الآخر لعدم وضوح التعليمات لكونها شفهية، واعتقد جازما بأن الدولة لا تدار إلا بقرارات واضحة ومعلنة وبطرق رسمية.

 

الانقلاب القطري سبب في تشتيت "آل مرة"

وعقب عزل الحاكم الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى، وتولى الابن الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى مقاليد الحكم، والمحاولة الانقلابية الفاشلة التي أرادت إعادة الحاكم السابق للسلطة، والتي قام بها بعض ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة، وحيث إن عدد من شارك في تلك المحاولة من الضباط والأفراد هم من قبيلة آل مرة، يعتبر كبير نسبيا بمقياس النسبة والتناسب لعدد السكان، مقارنة بعدد من شاركوا من القبائل والأسر الأخرى، فقد الصقت بهم تهمة التحريض والقيادة، وزج بأكثرهم في السجون، لفترات طويلة، ومن بعد ذلك أسقطت جنسياتهم.

 

سحب الجنسية القطرية وطردهم

وتمثلت الإجراءات التعسفية بإنهاء خدمات الكثير من الموظفين والعسكريين من أبناء قبيلة "آل مرة" دون غيرهم، ممن أدرجت أسماء أقربائهم في العملية الانقلابية، فضلا عن حرمانهم من الوظائف المدنية الأخرى، ثم تطور الإجراء إلى منع أبنائهم من الالتحاق بالوظائف المدنية عند اكتمال دراساتهم الثانوية أو الجامعية، وذلك عن طريق عدم تحرير شهادة حسن سيرة وسلوك، والتي بموجبها يتم قبول طلبات التوظيف، وكذلك مورست ضغوط نفسية على من هم على رؤوس أعمالهم المدنية.

 

واستمر ذلك التعسف والقهر من 1996م حتى عام 2004م، حين صدر القرار التعسفى الكبير، والذي ينص على إسقاط الجنسية عن أبناء قبيلة آل مرة، ليتبع ذلك إنهاء خدمات من هم على رؤوس أعمالهم، ومطالبتهم بتسليم المساكن التي يقيمون فيها كمواطنين.

 

التمييز العنصري

واتهمت إدارة الهجرة والجوازات القطرية بأن هؤلاء يحملون الجنسيتين القطرية والسعودية دون غيرهم من القبائل، والأسر الأخرى، وهذا كذب وافتراء، لأن بعض القبائل لا تزال تحتفظ بالجنسية السعودية والبحرينية والإيرانية، وسارية المفعول، ولم يتصرف معهم بأي إجراء لأسباب معروفة لمن له قلب سليم، وهذا الاتهام يسمى بالمصطلح الحديث "التمييز العنصري".