"بعبع أبوعينين".. "تمساح" يُجبر الأهالي علي عدم الخروج من منازلهم بالبحيرة (صور)

محافظات

بوابة الفجر


في سابقة غريبة لم تشهدها قري مراكز محافظات الجمهورية من قبل عثر أهالي قرية أبو العنين التابعة لمركز أبوحمص التابعة لمحافظة البحيرة، على تمساح بطول متر بشاطئ مصرف الصرف الزراعي، مما أثار حالة من الفزع والرعب بين أهالي القرية ولا سيما بأنهم لم يعثروا على التمساح في بحيرة بل بمصرف زراعي فضلا عن أنباء عن وجود عدد تمساحين داخل المصرف لم يتم استخراجهم حتى الآن، وتم نقله ووضعه بالمحميات الطبيعية والأحياء المائية بالإسكندرية.

يقول حسن فريج بدر، أحد أهالي القرية أنه كان يستقل دراجته البخارية وعند مروره من أمام المصرف شاهد التمساح يجري بالمياه فاستعان بأصدقائه وحاولوا إمساكه ولكنه هرب داخل ماسورة، وأضاف قائلا: المفاجأة أننا شاهدنا تمساح آخر فقمنا بربط الماسورة بالغزل وأدخلنا سيخ طويل مربوط بحبل وحاولنا إخراجه ولكن بعدها بدقائق طلع التمساح لوحده وعلق بالغزل واستطعنا الإمساك به، ونعلم أم المصرف ممتلئ بالتماسيح وحياتنا مهددة ونعيش في حالة رعب، كما تم منع الأطفال الصغار من الخروج خشية الأذى.

وأوضح وائل جميل، أحد أهالي القرية أن التمساح ظهر منذ شهرين تقريبا، وبعض الأهالي شاهدوا التمساح علي حافة المصرف، ولم يصدق أحد هذه الواقعة، وبعدها بدأ أكثر من شخص بالقرية يؤكد المعلومة حتى تم التأكيد بوجود التمساح في المصرف، وأبلغنا مركز الشرطة، وشئون البيئة بمجلس القرية، ويطالب المسئولين بتمشيط مشروع الصرف لاكتشاف إن كان هناك تماسيح أخري، حتى تعود الحياة لطبيعتها بالقرية كما كانت قبل ظهور التماسيح.

ومن جانبه قال حمدي عمر أحمد، مدرس علوم البحار بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايف فرع الإسكندرية، أنه تم إبلاغهم من قبل قطاع المحميات بجهاز شئون البيئة فرع دمنهور بعثور أحد الصيادين على تمساح في مصرف أبو العينين بأبو حمص، وقامت على الفور الشرطة بالتحفظ عليه، وتم التواصل مع المعهد وإبلاغهم بالأمر، حيث أنهم جهة بحثية ليتم أخذه ووضعه داخل المعهد للمواطنين كنوع من أنواع الكائنات الحية والبيئية.

وأضاف "حمدي" قائلا: قمنا باستلام التمساح يوم السبت وتم إجراء الفحوصات اللازمة عليه ولم نجد به أي مشكلة، وتم وضعه في حوض به مياه ووضع طعام له، منوهًا إلى أن هذا النوع يعتبر من التماسيح النيلية وموجود في بحيرة ناصر بكثرة، ولكن الغريب في الأمر أنه تم العثور عليه في مصرف زراعي وهذا يدل إلى قيام أحد الأشخاص بشرائه وتربيته لفترة من الزمن ثم قام بإلقائه في المصرف.

واستنكر "حمدي" سلوك المواطنين في هذا الأمر مطالبًا بوجود رقابة كافيه خاصة أن العديد من الأطفال والنساء يتواجدون على ضفاف المصارف، مشيرًا إلى أن هذه الحالة هي أول حالة تصلهم بهذا الأمر واصفًا إياها بـ"الغريبة"، خاصة أن التماسيح تتواجد خلف السد العالي بأسوان ولا تستطيع مثل هذا الكائنات المرور إلا القليل منها.

وعن خطورة هذا النوع من التماسيح، أشار "حمدي" أن خطورته تتمثل أنه نوع من أنواع الزواحف مثله مثل الثعابين وغيرها من الكائنات الضارة، ورغمًا أنه صغير الحجم إلا يسبب خطورة بالغة على المواطنين، ومن الوارد أن يتسبب في الموت، مؤكدًا أن المعهد سيقوم بإجراء أبحاث عليه وسيتم عرضه كنوع من أنواع التوعية البيئية للمواطنين، حيث سيتم عرض المعلومات الكافية عنه ومدى خطورته على المواطنين واحتمالية تواجده في المصارف، منوهًا بضرورة الحفاظ عليه لعدم تعرضه للانقراض.

ومن جانبها قالت "مي حمادة" الناشطة في حقوق الحيوان ورئيس فريق الإسكندرية لإنقاذ السلاحف والحياة البرية، أن واقعة العثور على تمساح بمصرف ري أبو حمص لم تكن الواقعة الأولي، حيث تم العثور من قبل وتحديدًا في عام 2009 على تمساحين طولهما بلغ 50 سنتميتر داخل حديقة إحدى المنازل وتم نقلهم على الفور إلى بيت الزواحف بحديقة الحيوان.

وكشفت "مي" عن مفاجأة بقيام عدد من الأشخاص ببيع التماسيح الصغيرة في سوق الحيوانات بالإسكندرية وقامت بالإبلاغ عنه ولم يتم ملاحقتهم قانونيا، وأكدت علي وجود عملية تسرب لها من خلف السد العالي بأسوان، وفي بعض الأحيان يقوم الصيادين بسحبها بشبكات الصيد وبيعها لآخرين إلا أنه بعد شرائها يحدث لديهم تخوف مع الأيام، خاصة وأنها تكبر ليقوموا برميها في المصارف..

وأكدت "مي" أن هذه التماسيح تباع بأسعار خسة للغاية في سوق الجمعة، ويقوم المواطنين بعد شرائها بإلقائها في أي مكان بسبب كبر حجمها، مشيره إلي أن هذه التماسيح من أسوان وتواجدت هنا مثل أي حيوان بري مهرب، خاصة أن خلف السد النيل مليء بها، كما أضافت أن رأي الناس حول تواجد هذه التماسيح منقسم إلى شقين؛ منهم من يقول أن هذه التماسيح تأكل الثروة السمكية بكميات كبيرة ووجب التخلص منها ببيعها وتصديرها لتصنع منها الحقائب، ومنهم من يرغبون في المحافظة عليها لأنه التمساح النيلي بالتالي فهو فصيلة مصرية.

وحدثتنا "مي" عن التعريف بهذه الفصيلة الحيوانية، قائله: أن هذه التماسيح بإمكانها العيش لـ 80 سنة، وهي اكبر زاحف في أفريقيا، وثاني أكبر زاحف في العالم،، وأن طول الذكر يصل إلى 4 أمتار والأنثى أصغر قليلا، أما وزن الكبير منها يمكن أن يبلغ 0 كيلو جرام، وأن غذاءه الأساسي السمك، وبإمكانه أكل أي شيء يوجد أمامه حتى لو بني آدم

وأضافت "مي" قائله: أنه من المفروض عندما تتم مصادرة أو الإمساك بأي حيوان بري، يتم إرساله إلى أقرب حديقة حيوان، وعن تمساح أبو حمص مثلا، أقرب حديقة حيوان لها بالإسكندرية، ولأن بيت الزواحف بالحديقة مغلق فيكون البديل حديقة حيوان الجيزة، لكن تم نقله إلى معهد علوم البحار وأن المعهد مياهه مالحة بينما يعيش التمساح بمياه عذبة.

وعن أبرز جرائم هذه التماسيح، أخبرتنا "مي" بأن الإحصائيات تقول انه منذ عام 2000 فيوجد عدد 268 شخص تم التهامهم من قبل تمساح النيل الذي يوجد في دول حوض النيل وراء السد العالي، مشددة على خطورة التمساح، مفترضة أنه لو تواجد طفل في المصرف أو شخص يصطاد، فسيأكل التمساح رجله أو حتى سيأكل جزءا منه، فليس ضروريا أن يلتهم الشخص بأكمله.

وأضافت "مي" أن التمساح لديه غدة تفرز دموعا كي تنظف العين وهذه هي التي يطلق عليها "دموع التماسيح"، لأنه يظهر كأنه يبكي إلا أنه "ابن كلب" كما ورد على لسانها حرفيا، كما أن التمساح حيوان مدرج ضمن مواقع المعاهدة الدولية لتنظيم الاتجار في الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض في العالم، مؤكدة أن مصر ممضية على هذه المعاهدة التي تحتوي على ملحقين؛ الملحق الأول مخصص للحيوانات المهددة جدا، أما التمساح فهو ضمن الملحق الثاني وهو ممنوع لأنه مدرج ومحمى في قانون البيئة.

ويضيف الدكتور حمدي على أبو طالب، مدرس بشعبة علوم البحار والأسماك بقسم علم الحيوان بكلية العلوم بجامعة الأزهر، أنه من خلال دراسته حول البرمائيات أن التماسيح النيلية فيما سبق كانت موجودة في نهر النيل بشكل عادى إلا انه من وقت بناء السد العالي، ولم تعد تظهر بعد ذلك لأنها خلف السد في بحيرة ناصر.

وأكد "أبوطالب" أن تمساح أبوحمص قد فلت من السد العالي وهو حديث الفقس ولان حجمه صغير جدا مما سهل معه أن ينفذ من السد ليدخل على المجرى المائي للنيل، وأن التمساح بطبيعته يضع بيضه في مكان آمن جدا حتى لا يحدث للبيض شيء وبالتالي يصعب أن يضع بيضه على جرف الترع والمصارف لأننا غالبا ما نتواجد بشكل دوري عليها للري أو الصيد وخلافه، مشيرا بأنه يجب تمشيط الأماكن التي يظهر بها تماسيح، وأن يكون هناك تعاون صادق من المواطنين في عملية الإبلاغ الصحيح عن وجود تماسيح في أي مكان.