"بيزنس عزرائيل" على طرق الموت

العدد الأسبوعي

حادث ميكروباص - أرشيفية
حادث ميكروباص - أرشيفية


■ خبراء: الإطارات لا يجوز استخدامها بعد مرور عام على صناعتها.. و"تيل الفرامل" و"المقصات" و"العفشة" تسببت فى كوارث مروعة


أنجزت الدولة خلال السنوات القليلة الماضية، آلاف الكيلو مترات من الطرق الجديدة، أو التى تمت إعادة تأهيلها للعمل حسب المقاييس العالمية، من حيث الاتساع وخامات الرصف، والإشارات المرورية، إلا أن حوادث الطرق التى تفقد مصر بسببها سنويا المئات من الرجال والأطفال والنساء، لم تقل.

وفى تحقيقات النيابة غالبا ما يؤكد شهود العيان وأهالى الضحايا، أن سوء حالة الطرق هى السبب، لكن ذلك لا يعبر عن الواقع، فلا شك أن هناك طرقاً لم تعد تصلح للاستخدام لسوء حالتها، لكنها ليست السبب الوحيد وراء تلك الحوادث المروعة التى نسمع عنها يوميا. التقت «الفجر» بعدد من المختصين فى قطاع السيارات، لمعرفة الأسباب الأخرى التى قد تؤدى مثلا إلى انحراف السيارة عن مسارها وانقلابها، وهو ما حدث آلاف المرات فى حوادث الطرق خلال السنوات الماضية، حيث اتضح أن 50% من الحوادث سببها قطع الغيار المقلدة، التى يعقد المتاجرون فيها بيزنس خاصا جدا ودمويا مع «عزرائيل».

يقول عمرو الجميل، إن الإطارات يصعب تزييف ماركاتها، لكن بعض التجار يقومون ببيع إطارات مرَ على صنعها أكثر من عامين، وبالتالى لا تصلح للاستخدام، لأن نهاية صلاحية الإطارات هى 3 سنوات بحد أقصى، مشيرًا إلى أن المستهلك لا ينظر فى الغالب إلى تاريخ الصنع المدون علي غلاف الإطار، وغالبا ما يكون التاريخ مدونا بطريقة يصعب على غير المختصين قراءتها، وأوضح أنه من المستحب شراء إطار مصنوع فى نفس العام، حتى يتحمل ضغط الهواء، مشيرا إلى أن انقلاب السيارة عادة ما يحدث بسبب انفجار أحد الإطارات. وأضاف أنه على المستهلك ضبط ضغط الهواء فى الإطارات حسب حمولة السيارة أثناء السفر، لافتاً إلى أن معظم الشركات المنتجة للسيارات تدون نسب ضغط الهواء فى مكان ظاهر، قد على «تانك البنزين»، أو على أحد قوائم السيارة.

وأوضح أن ضغط الهواء داخل الإطار إذا كان أقل من المفترض، فإن ذلك يؤدى إلى سخونة الإطار، وانفجاره إذا احتك بأى جسم بارز على الطريق، ويحدث نفس الأمر إذا كان ضغط الهواء أكثر من اللازم. ولفت «الجميل» إلى أن العمر الافتراضى للإطار بعد تركيبه هو 40.000 كيلو متر، يتم استبداله بعدها حتى لا يؤدى تهالكة إلى انفجاره أثناء السير وانقلاب السيارة.

فى هذا الصدد قال محمد صابر العطار، مستورد قطع غيار، إن هناك بعض العناصر بأدوات التعليق بالسيارة أو ما يسمى شعبيا بـ«العفشة»، من الممكن أن تتسبب فى حوادث كثيرة إن لم تكن أصلية، مثل «المقصات الأمامية» و»تيل الفرامل» و»الكبالن» أو آلات الجر الأمامى، موضحاً أن أى عطل بأحد تلك العناصر أثناء السفر قد يؤدى إلى كارثة، يموت على أثرها كل من بالسيارة.

وأوضح أن المقص المقلد لا يتحمل فى الغالب مشاق السفر، ويُكسر أثناء السير، وعندها يفقد قائد السيارة السيطرة عليها بشكل تام، لأن «المقصات» هى التى تربط العجلات بالسيارة، ومن ثم يتحكم بها قائد السيارة عن طريق «الدريكسيون«.

وأضاف أن «تيل الفرامل» أيضا يشهد العديد من عمليات التزوير للماركات العالمية، وإذا لم يكن «تيل الفرامل» أصليا يفقد قائد السيطرة عليها أيضا فى لحظة واحدة، خاصة فى السرعات العالية، لأن «التيل المقلد» لا يتمكن فى الغالب من إيقاف السيارة فى اللحظة المناسبة، وقد تتوقف عجلة واحدة من عجلات السيارة، ولا تتوقف الثلاثة عجلات الأخرى، ويمكن أن يحدث العكس، وفى كل الأحوال يكون قائد السيارة أمام كارثة.

وأضاف أن من أهم العناصر التى يجب على المستهلك التأكد من سلامتها أيضا هى «الكبالن»، إذ إنها عنصر مهم جداً فى «عفشة السيارة»، موضحا أن «الكوبلن المقلد» قد يخرج من مكانه أثناء السير «يفرك»، وهو ما يفقد قائد المركبة السيطرة عليها، وانقلابها فى الغالب، خاصة إذا كان يسير بسرعة عالية.

فى سوق لبيع قطع غيار السيارات، بمنطقة مجلس الأمة بالسيدة زينب، طلب محرر «الفجر» من البائع شراء «عفشة» لسيارة ميتسوبيشى لانسر، موديل 2008، وتبين أن سعر الكوبلن الأصلى 1400جنيه، فى حين سجل المقلد 750 جنيها فقط، وسجل سعر المقص الأمامى الأصلى 2000 جنيه، بينما سجل المقلد 850 جنيها، ووصل سعر «تيل الفرامل» الأمامى الأصلى، إلى 450 جنيها، وسجل المقلد 275 جنيها فقط.