"أزمة ريجيني" كلمة السر.. القصة الكاملة لعودة السفير الإيطالي لمصر

تقارير وحوارات

سفير إيطاليا جيامباولو
سفير إيطاليا جيامباولو كانتيني


عقب مرور أكثر من عامًا على سحب سفيرها، شكّل قرار إيطاليا المفاجئ أن بعودة  تعيين سفير جديد في القاهرة ومطالبة مصر بالموافقة، خطوة نحو "تقارب" بين البلدين، وانفراجة في تنمية التعاون المصري الإيطالي.
 
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، اليوم الاثنين، أن سفير بلاده لدى مصر جيامباولو كانتيني سيتسلم منصبه بالقاهرة في 14 سبتمبر الجاري، لافتا إلى أنه في اليوم نفسه، سيباشر السفير المصري هشام بدر مهامه في روما.
 
ونقلت وكالة أنباء "آكي" الإيطالية عن ألفانو قوله، في جلسة إحاطة أمام لجنتي الشؤون الخارجية لمجلسي البرلمان الإيطالي عن العلاقات بين إيطاليا ومصر، بعد قرار الحكومة إعادة سفيرها لدى القاهرة، إن "مصر شريك لا غنى عنه بالنسبة لإيطاليا وكذلك إيطاليا بالنسبة لمصر، لذا فمن المستحيل ألا يكون لبلدينا حوار سياسي ودبلوماسي رفيع المستوى".
 
ولفت رئيس الدبلوماسية الإيطالية إلى أن إرسال السفير كانتينى إلى القاهرة، يهدف إلى تعزيز الالتزام السياسي والأخلاقي للحكومة الإيطالية بغية السعى إلى الحقيقة، حول ملابسات قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني .
 
البداية
البداية كانت مغادرة السفير الإيطالي في مصر ماوريتسيو مساري القاهرة، في مطلع إبريل 2016، تنفيذا لقرار استدعائه للتشاور الذي اتخذته حكومته، إثر خلافات بين السلطات القضائية في البلدين حول التحقيقات في قضية تعذيب وقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني.
 
السبب الحقيقي لتعزيز العلاقات
في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي، قرار روما، الذي رحبت به القاهرة وتمنت تنفيذه قريبا، جاء بعد أيام من إعلان مصر احتجاز ليوناردو إيفان باسكال، وهو سائح إيطالي، مشتبه في ضلوعه بمقتل مواطن مصري، إثر شجار بينهما في مدينة مرسى علم، على ساحل البحر الأحمر.
 
انفراجة في أزمة ريجيني
احتجاز هذا السائح استبعد خبراء، في أحاديث منفصلة مع وكالة الأناضول، أن يكون سببا للتقارب الإيطالي المصري، مرجحين أربعة أسباب، منها "رضا روما عن تحقيقات أزمة ريجيني"، و"الأزمة الليبية"، و"الرغبة في حماية المصالح الأوروبية في البحر المتوسط".
 
وهي خطوة ربما، وفق هؤلاء الخبراء، تحقق أربعة مكاسب، وهي: توطيد العلاقات مع أوروبا بصورة أكبر، وانفراجة أزمة ريجيني، وتنمية التعاون المصري الإيطالي في الملف الليبي والهجرة غير الشرعية، وكذلك التبادل الاقتصادي.
 
مصر تعلن موافقتها
ورحبت مصر بإعلان إيطاليا اعتزامها إعادة السفير، مشددة علي "أهمية الإسراع بالإعلان عن الموافقة علي تعيين السفيرين (الإيطالي والمصري) بشكل يضمن إعادة الزخم وقوة الدفع للعلاقات المصرية الإيطالية في أسرع وقت".
 
 
قرار يصب في مصلحة الطرافين
رحب نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة بـقرار إيطاليا بشأن عودة جيامباولو كانتيني السفير الإيطالي الجديد لدى القاهرة إلى مصر، مشيرا إلى أن هذا يصب في مصلحة الطرفين، وأن بوابة أمن إيطاليا تبدأ من مصر .
 
ورأى سلامة،  في حديث مع وكالة أنباء (آكي) الإيطالية بثته، أن "عودة السفير الإيطالي إلى مصر تصب في مصلحة البلدين، لما بينهما من مصالح مشتركة حساسة جدا، مثل ملف مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية".
 
وشدد على أن "الأمن المصري بوابة الأمن الإيطالي والتعاون بينهما مهم كذلك في المجال الاقتصادي، فـإيطاليا لديها استثمارات ضخمة في مصر مثل حقل غاز "ظُهر" الذي من المتوقع أن يحقق اكتفاء ذاتيا لمصر بنهاية 2018 ويمثل أيضا فائدة لايطاليا".
 
وأضاف نقيب الصحفيين: "لقد كنت في إيطاليا مؤخرا وقابلت رئيس اتحاد الصحفيين وزملاء في الصحف الكبرى مثل /لاريبوبليكا/ و/لا ستامبا/ وقادة الرأي وقلت لهم هذا الكلام".