خبراء عسكريون عن خفض المعونة: الأمريكيون والإسرائيليون غير سعداء بوجود "السيسي"

أخبار مصر

الكونجرس الأمريكي
الكونجرس الأمريكي


صادق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون ينص على المساعدات التي ستقدمها الولايات المتحدة لدول العالم، ويتضمن مشروع القانون حصول مصر على مبلغ لا يقل عن مليار و٤٠ مليون دولار، ضمن برنامج المعونة العسكرية التى تحصل عليها البلاد منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وقال المشروع إن مبلغ المعونة العسكرية يتضمن أيضا الإنفاق على النشاطات الأمنية وبرامج تأمين الحدود فى سيناء، ويعد هذا تخفيضاً للمعونة العسكرية لمصر بمبلغ ٢٦٠ مليون دولار، حيث تحصل مصر على معونة عسكرية أمريكية تبلغ مليارا و٣٠٠ مليون دولار منذ توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل.



وأكد اللواء  طيار أركان حرب هشام الحلبي، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن السبب الحقيقي هو بعض الملاحظات على حقوق الإنسان في مصر وعلى وجه التحديد كبت حرية منظمات المجتمع المدني في تجميع البيانات والمعلومات عن آراء المجتمع المصري، وأن مصر تحتاج منظمات المجتمع المدني لكن ليست بحاجة إلى منظمات تجمع بيانات وتحللها و تظهرها بشكل غير لائق.


 
وأكد الحلبي أن مصر كدولة تتبع سياسة تنوع السلاح منذ حرب أكتوبر والولايات المتحدة الأمريكية تعي ذلك، واشتركت مع مصر في وقت سابق  في مناورات النجم الساطع، وأن كل ما توارد من أنباء عن أن السبب الحقيقي وراء تخفيض المعونة العسكرية الأمريكية هو شراء الأسلحة من كوريا الشمالية غير صحيح، وأن المعونة بحجمها الحالي ليس لها أي تأثير على الجيش المصري .


وتابع الحلبي: كان هناك تجميد للمعونة بعد 30 يونيو 2014 ومصر لم تتأثر واستمرت في عمل المشروعات وهذا دليل على قوة الجيش المصري، وبالتالي الإدارة الأمريكية فقدت كونها دولة ناعمة تجاه الشعب المصري؛ لأنها شحنت الشارع المصري ضدها بوقف المعونة خاصة وأن الشارع له تأثير كبير في صنع القرار، و لكن هذه المعونة لها تأثير مدني يمس سمعة مصر في العالم؛ لأن إعطاء أمريكا ملاحظات على حقوق الإنسان داخل مصر شيء قوى يؤثر مدنيا؛ لأن هناك بعض الدول تستخدم العنف مع المتظاهرين، على سبيل المثال أين حقوق الإنسان في معتقل جوانتانامو؟ فالمعتقلين بدون محاكمات.


وأوضح اللواء دكتور نصر سالم أستاذ العلوم الاستيراتجية بأكاديمية ناصر العسكرية، أن تقليص المعونة العسكرية الأمريكية سببه الرئيسي أن هناك نشطاء مصريين في أمريكا يريدون تشويه صورة مصر أمام العالم، متوقعا أن تعود المعونة كما كانت لكن الأخطر كان المغزى السياسي والذي يتمثل في حقوق الإنسان، خاصة بعد التقدم الذي حققته مصر في المجال السياسي والاقتصادي والعسكري وأنها تساعد في حل مشكلات الدول العربية مثل لبيبا، سوريا، اليمن .


وقال نصر سالم: اتضح  أن الغرب بما فيهم أمريكا وإسرائيل ليسوا سعداء بوجود الرئيس عبد الفتاح السيسي  رئيسا للجمهورية؛ لأنه ضد كل استيراتيجهم وأهدافهم في المنطقة وهذا ما يجب أن ينتبه له المصريين وهي الحرب النفسية والتي تتمثل في وجود حملات ضد مصر وإنها تنتهك حقوق الإنسان وتكبح حرية منظمات المجتمع المدني، وأكد أن مصر لن تحصل على أي معونات من دول أخرى وتأخير المعونة الأمريكية لن يؤثر على الجيش المصري".


وقال اللواء حمدي بخيت  عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بلجنة حقوق الإنسان: المعونة الأمريكية علامة تشير أن هناك نوع من أنواع العلاقات بين مصر وأمريكا، وهي علاقات حذرة ومبنية على مصالح، فالدفاع الأمريكية لها مصالح مع مصر والرئيس الأمريكي أيضاً له مصالح ووزارة الخارجية، ولكن هدف الولايات المتحدة هو الضغط على مصر في ظل وجود حرية للتعبير عن الآراء السياسية و كانت المعونة هي أحد الأدوات التي تستخدمها أمريكا ضد مصر، مؤكدا أن القرار حتى الآن لم يمرر و لن يسن وهو مجرد اقتراحات بإيقاف المساعدات الاقتصادية و تأجيل المساعدات العسكرية .


وأضاف: أن هناك دول أخرى كثيرة تحصل على معونات عسكرية مثل إسرائيل، والمعونات تعتبر أحد أدوات إدارة السياسة الخارجية الأمريكية، وأن جزء بسيط من المعونة يذهب للتسليح و في ظل تنوع مصادر السلاح مصر ليست بحاجة إلى المعونة الأمريكية ولابد من أن يكون هناك انفعال ايجابي مع القرار خاصة أنه قرار غير نهائي بمعني إننا لسنا بحاجة إلى هذه المعونة إذا كانت تضار على حساب المصالح المصرية والمصالح المتزنة بين الدولتين تجعلنا نناقش القرار بكل ايجابيه .