أهالي عبدالقادر بالإسكندرية يستغيثون من مصنع الأسمدة.. والمستأجر: الرائحة عملية تخريبية (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


كارثة يتعرض لها نحو 150 ألف نسمة من أهالي زاوية عبد القادر غرب محافظة الإسكندرية، على خلفية وجود مصنع لتصنيع الأسمدة العضوية الناتجة من امعاء وريش الدجاج والحيونات داخل نطاق المجزر الألي للحوم في المنطقة، وهو ما تسبب في إنتشار الروائح الكريهة وتسللها على أهالي المنطقة واصابتهم بالأمراض وحالات القيء المستمرة.

المجزر الآلي في المنطقة والذي يعد من أشهر المجازر الآلية في الإسكندرية، حيث يقع على قرابة 5 أفدنة وتأتي فترة الإستغلال القصوي له خلال فترة أيام عيد الأضحي المبارك، تم إستغلال مساحة من أرضه من قبل أحد المستثمرين في إنشاء المصنع، دون تدخل يذكر من قبل الأجهزة التنفيذية بإستثناء تحرير بعض المحاضر من ادارة شئون البيئة بحي العامرية أول، رغمًا عن قيام الأهالي بتقديم العديد من الإستغاثات إلى تنفيذيو المحافظة وأعضاء مجلس النواب عن الدائرة.

وقال أحمد الشربيني، أحد الأهالي، المصنع تم تشغيله منذ عدة أشهر ويتبع لأحد الأطباء البيطرين، ولا يتبع للمجزر الألي ولكنه يقع بداخله، ويعمل المصنع على إنتاج العلف والأسمدة العضوية الناتجة من الإمعاء وريش الدجاج والحيوانات النافقة والعظام، ويتم ذلك عن طريق غلايات بدرجة حرارة مرتفعة للغاية تصل إلى حد الذوبان.

وأضاف "الشربيني" المصنع بشكل شبه يومي يخرج منه بخيرات وغازات ورائحة كريهة لا يتخيلها عقل، حتى تسببت في إنتشار الأمراض وحالات استفراغ مستمرة بين الأطفال، وقدمنا العديد من الإستغاثات إلى المسؤولين وأعضاء مجلس النواب ولكن دون أى جدوي من ذلك، حتى إضطرينا إلى عمل نماذج توقيعات لجمع أكبر عدد ممكن من أهالي المنطقة لتوصيل إستغاثتنا بشكل رسمي إلى مجلس الوزراء أو إلى الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية على أقل تقدير.

وأضاف محمود إبراهيم السمالوسي، أحد الأهالي، المجزر الألي تابع لمحافظة الإسكندرية ويقع على مساحة 5 أفدنة، فكيف يتم السماح لشخص بإنشاء مصنع بهذا الخطورة داخل أرض المجزر، منوهًا إلى أن الإنبعاثات الناتجة من المصنع أدت إلى وجود حالات قيئ بين الأهالي وخاصة النساء والأطفال، منوهًا أن الأهالي قاموا بالتواصل مع صاحب المصنع حيث أبلغهم أنه سيقوم بوضع عدد من الفلاتر لمنع الرائحة عن المنطقة ولكن لم يحدث أى تغيير.

وتابع "السمالوسي" لجأنا إلى أجهزة حي العامرية أول لإنقاذنا من هذا الكارثة ولكن كل ما فعلوه أنهم قاموا بتحرير بعض محاضر المخالفة لصاحب المصنع والوضع كما هو قائم، حتى إضطرينا بعمل حملة وجمع توقيعات من الأهالي على أن يتم إرسالها إلى محافظ الإسكندرية لسرعة إنقاذنا من هذا الكارثة والتى تعرض حياتنا وحياة أطفالنا للخطر.

وفي سياق متصل، أكد أن وجود المجزر بداخل المنطقة لم يؤثر إيجابًا على الأهالي خاصة فيما يتطرق بأسعار اللحوم، مؤكدًا ان أكثر أهالي المنطقة من البسطاء ويعانون من إرتفاع أسعار اللحوم مع قرب عيد الأضحي المبارك، ورغم وجود المجزر الشهير بالمنطقة إلا أن هذا المجزر أثر بالسلب عليهم وتسبب في إذائهم نظرًا للرائحة الكريهة والإنبعاثات الناتجة منه والتى تسببت في إنتشار الأمراض الجلدية والصدرية بين الأهالي، على حد قوله.

من جانبه، قال مصدر بمديرية الطب البيطري بالإسكندرية "فضل عدم ذكر" أسمه، أن المصنع تم تسليمه لمستثمر بعد أن كان متوقفًا بعد تشغيله لفترة بقرار وزاري، منوهًا إلى أن الرائحة الكريهة التى شعر بها اهالي زواية عبد القادر لم تستمر سوى 3 ايام على أقصى تقدير نظرًا لقيام المستثمر بعمل تشغيل تجريبي للمصنع بعد توقفه لمعرفة المشكلات التى بداخله لعمل صيانه له وتطويره.

وأضاف المصدر لـ"الفجر": أن المستثمر قام بشراء مكثفات ومحطات تبريد تقدر بنصف مليون جنيه من المانيا لمنع إنتشار الروائح مرة أخري على الأهالي، منوهًا إلى أنه يسير في إجراءات الترخيص ولديه ما يثبت بذلك، خاصة أن المصنع كان يعمل بالماضي بقرار وزاري كوحدة من وحدات المجزر.

وكشف المصدر، عن قيام محافظ الإسكندرية بتشكيل لجنة لمتابعة أعمال المصنع، مؤكدًا أن المصنع لم يتم تشغيله رسميًا حتي هذا اللحظة ولم يكن هناك أى رائحة كريهة عقب تشغيله، وأن هناك شكاوي كيدية تتم لمنع تشغيل المصنع.

وعن اختصاص المصنع، أوضح، أنه مختص بجميع المخلفات الحيوانية وتحويلها لمركزات عليا من الأعلاف وبنسبة بروتين تضاف على العلف الخاص بالأسماك والدواجن لرفع نسبة البروتين، مثل العديد من المصانع المتواجدة في دول العالم بدلًا من أن يتم إلمخلفات في باطن الأرض.

على الجانب الآخر، رد الدكتور هاني كحيل، مستأجر المصنع، أنه عقد إجتماع مع عدد من أهالي منطقة عبد القادر لتوضيح الأمور، حيث أكد أن الرائحة التى كانت منتشرة خلال الفترة السابقة هي نتيجة لقيامهم بإصلاح المعدات القديمة وتجربتها في التشغيل لإضافة جميع معدات إزالة الرائحة، قائلًا"الرائحة كانت نتيجة لعملية تخريبية في العدد لذلك قمنا بإصلاحها" منوهًا إلى أن عملية تطوير المصنع تكلفت نحو 7 ونصف مليون جنيه.

وأضاف "كحيل" لـ"الفجر": أنه حصل على حق إستأجار المصنع لمدة 10 أعوام، كما أن المصنع يعمل بقرار وزاري منذ عام 1984، كما ان المصنع داخل منطقة صناعية طبقا لاخطار حى العامرية الذي صدر في أول مارس من العام الجاري، حيث ان هذا المصنع يهدف الى قيام صناعة وطنية مصرية بايدى مصرية تعتمد على خامة محلية لتعطى جودة عالمية قابلة للتصدير وجار استخراج الترخيص النهائي للمصنع، قائلًا:"انا شغلتى بعالج الزبالة من غير روائح والبيئة جات شافت المكان ده".

وتابع "كحيل" أنه إستقبل زيارة من الصحة والرقابة الإدارية وأحد أعضاء مجلس النواب عن دائرة العامرية، منوهًا انه جاري استخراج الرخصة عن طريق الصندوق الاجتماعى للمشروعات الصغيرة ولم ينتهوا من التشغيل الرسمي له، كما أنه تم الإتفاق مع أهالي عبد القادر لحضور تجربة التشغيل، وأنه لم تنتشر أى روائح أخري فيما بعد.