زوجي بخيل وأناني!

الفجر الطبي

الزوج البخيل
الزوج البخيل


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا متزوجة منذ 3 سنوات ولكن مشكلتي هي أن زوجي بخيل جدا فلا يصرف علي سوى في الأكل وحتى هذا أحيانا بالإحسان وأيضا فهو أناني يحب نفسه ولا يحترمني، ويثور لأتفه الأسباب إذا طلبت منه مبلغا حتى وإن كان 10 جنيه

لا يعطيني ولا يعترف ببخله، ولا أدري كيف أجعله يحس بي حتي مشاعره اناني اللي عايزه فقط بدون النظر انا عايزة ايه وبحب ايه هل انا سعيدة هل انا مريضة هل انا احتاج اي حاجة لايسأل عايزة رايكم ؟

مشكلتك مع زوجك أنه بخيل بحسب وصفك له وأنه سريع الغضب ، أو كما وصفتيه بأنه يثور لأدنى الأسباب .
مشكلة البخل، فلا بد قبل الحديث عن هذه المشكلة أن أعرف طبيعة العلاقة بينكما، هل هي علاقة رائعة وجميلة ولا يعكرها إلا هذه الصفة.. أما أن العلاقة بينكما ليست على ما يرام.. 

فإن كانت العلاقة على ما تحبين، بمعنى أن الحب بينكما متبادل فإذن تكون هذه الصفة ليست نتيجة لسوء العلاقة لأن العلاقة بينكما جيدة، وإنما هي طبع سيئ متجذر فيه، والزوج البخيل هو ابتلاء من الله لزوجته؛ لأنه طبع يشين الرجل ولا يزينه، ولذلك ربط الله سبحانه وتعالى الفلاح بالوقاية من البخل والشح، فقال سبحانه : (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )، وعلى الزوج أن يدرك أن حبسه النفقة عن أهله هو الإثم بعينه، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته " [مسلم] ، وقال صلى الله عليه وسلم : "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً" [متفق عليه] .. وقال صلى الله عليه وسلم : "دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة (أي عتق رقبة)، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك"..

ولا بأس أن تناقشيه في هذا الموضوع.. وتبيني له ذلك.. ولكن لتعلمي أختي الكريمة أن الله – تعالى - جعل لك مخرجاً من هذا البخل وهي أن تأخذ من مال زوجها ما يكفيها بالحق دون زيادة أو إسراف؛ بمعنى تأخذي منه من غير علمه ما يكفي حاجاتك الضرورية من ملبس ومأكل ومشرب.. وقد جاء في الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – أن هنداً قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني إلا ما أخذت من ماله بغير علمه، فهل علي في ذلك من جناح؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك" . 

وأشير إلى أن البخل في الزوج قد يكون طبعاً مركوزاً في نفسه، وهذا يعتبر في حقيقته مرضاً نفسياً يصعب التعافي منه، وقد يكون ناتجاً عن تربية معينة تلقاها من أبيه، وإلا هو في طبيعته وتركيبته ليس بخيلاً.. وهذا يمكن علاجه.

وبعد: أختي الكريمة .. حاولي أن تساعدي زوجك لعله يتخلص من هذا الداء، وذلك يكون بتشجيعه على النفقة، فإذا أنفق مثلاً عليك نفقة ولو بسيطة فحاولي أن تكبريها في عينه، وتشكرينه على (كرمه).. وتشعريه بالغبطة.. كما أنك في المقابل يمكن أن تهدين له بعض الهدايا الثمينة، حتى يهون المال في عينه.. وهذا من شأنه إذا كان البخل تربية أن يتخلص منه مع الأيام. 

أما قولك بأن زوجك لا يحس بك ...
الزوجة بطبيعتها الأنثوية تحتاج طوال الوقت إلى أن يفيض عليها زوجها بمشاعر الحنان والاحتواء العاطفي، وهي تجد قمة سعادتها عندما تشعر أن زوجها يهيم بحبها وأن عاطفتها نحوها متقدة باستمرار، ولكن ماذا يمكن أن تفعل الزوجة لو أن نصيبها كان زوجًا من النوع الذي لا يعبر عن مشاعره بسهولة أو كان بارد العاطفة ولا يكشف عما في قلبه إلا بعد أن تبادره الزوجة بوابل من المجاملات والعبارات العاطفية الدافئة؟

كيف يمكن للمرأة الحريصة على استقرار حياتها الزوجة والتي تريد أن تنهل مثلها مثل أية زوجة أخرى من نبع المشاعر الرومانسية الفياضة عندما تواجه دائمًا بنوع من شح التعبير عن العاطفة من جانب زوجها؟
فيما يلي نطرح بعض العناصر التي يمكن أن تفسر سر إصابة بعض الأزواج بما يمكن أن نسميه البخل العاطفي، مع تناول بعض الخطوات التي تسعد الزوجة على علاج هذه الحالة:

أولاً: طول العشرة وجفاء المشاعر
بعدما تستمر الحياة الزوجية لسنوات يبدأ الجفاء في التسرب إلى علاقتكما، فتلاحظين أن مجاملات زوجك لك وقربه من أصبح يقل بشكل واضح، ولا يهتم بأن يظهر في صورة المحب المتيم بك إذا تواجدتما في محيط الأقارب والمعارف على خلاف عادته، وغير ذلك من الدلائل التي توحي لك بأنه بات يبخل عليك بالمشاعر وبدأ قلبه يدخل مرحلة التجمد.

الحقيقة أن للنساء رغبة وحاجة ملحة للشعور بالحب، وهذا الحب يمكن التعبير عنه بالأقوال وبالأفعال بصورة يومية والزوجة تريد أن تشعر بأن زوجها يقع في غرامها من جديد كل فترة، لكن الكثير من الأزواج يتصورون أنهم بممارسات فعلية ملموسة يكونون قد أدوا الدور المطلوب منهم للتأكيد على حبهم لزوجاتهم ويبخلون بالتعبير عن مشاعر عاطفية ورومانسية متدفقة، وعندئذ يجب عليك كزوجة أن تسألي نفسك هل أنت بدورك قد بدأتي تبخلين بمشاعرك على زوجك؟

ثانيًا: ماذا وراء بخل المشاعر؟
في الواقع يتناقض الحب الصادق مع البخل في المشاعر، لأن الحب هو عطاء لا حدود له واشتياق متواصل من الزوج نحو زوجته وهذا سر تميز علاقة الحب فالرجل يشارك زوجته أسراره الخاصة وبالتالي فهي الأقرب إلى وجدانه وروحه ويحرص على مداعباتها والتودد لها بشكل لا يتكرر في أية علاقة أخرى في حياته. وبناء على ذلك فإن الرجل الذي يبخل بعواطفه على زوجته لابد وأنه يخشى من شيء ما فقد يكون قد اعتاد على أن التعبير عن هذه المشاعر لابد وأن يتبعه نوع من الطمع من جانب زوجته في أمور مادية أو تجرؤ من جانبها عليه بعدم تقديره واحترامه بالصورة التي يريدها أو غير ذلك من الدوافع.

ثالثًا: الصراحة في الشكوى
من حقك كزوجة بل قد يكون من الواجب عليك أن تصارحي زوجك بأن معدل العاطفة التي يبديها في العلاقة الزوجية لا يحقق لك الإشباع العاطفي والشعوري ويمكن من خلال هذه المصارحة أن يتم التوصل إلى سبب هذا البخل العاطفي لديه، لكن في الوقت نفسه لابد ألا تكوني لحوحة في الحديث عن هذه الموضوع لأن ذلك قد يشعر زوجك بالاستياء والتقصير وحتى لو عبر عن عاطفته في هذه الحالة فسيكون تعبيره متكلفًا مصطنعًا ولن يحقق لك الهدف الذي تسعين إليه.

رابعًا: أعيدي فهم زوجك من جديد
المسافة بين الزوجية تكون أحيانًا نسبيًا ويمكن تفسيرها بشكل مختلف، وعلى الزوجة أن تحاول أن تفهم طبيعة شخصية زوجها لكي تدرك في كثير من الأوقات أن عدم تعبيره عن عاطفته ليس بخلاً من ناحيته ولكن السبب هو أن طبعه يميل إلى الأسلوب العملي وبناء على هذا الفهم يمكنها أن تبدأ في إيقاظ المشاعر العاطفية الرومانسية في أعماق قلبه بصورة تدريجية وستجد بمرور الوقت أنه أصبح قادرًا على التعبير عن العاطفة بشكل تلقائي. والله المعين