بعد 20 يوم من تطبيق منظومة الخبز الجديدة.. الرغيف يقل 20 جرام والمواطن "الضحية"

الاقتصاد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أثار قرار منظومة الخبز الجديدة، استياء بعض المختصين في الشأن الاقتصادي، وأصحاب المخابز، مؤكدين أن الفائدة لصالح الدولة وليس للمواطن أو العاملين بالأفران.

 

 

 

وأعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية عن بدء تطبيق منظومة الخبز الجديدة، أول شهر أغسطس الجاري، بحيث يتم تحرير سعر الدقيق للمخابز والقمح للمطاحن، فيما تم تثبيت سعر رغيف الخبز للمواطن بـ5 قروش للمواطن مستحق الدعم.

 

قرار طبق لصالح الدولة

 

قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن منظومة الخبز الجديدة، ضرت المواطن المصري فقط، فهو من يدفع ثمن قرارات غير مدروسة بشكل صحيح، لافتًا إلى أن هذه المنظومة وطبقت من أجل التوفير لصالح الدولة، وليس المواطن البسيط.

 

وأضاف "عبده"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن على وزارة التموين احترام  المواطن المصري، وكما تطالبه بالإنتاج والعمل، وجميع واجباته تجاه الدولة، يجب على الحكومة توفير حقوقه، وأقل الحقوق هو توفير الدعم لمواطنيه وعدم المساس برغيف الخبز.

 

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن النظام الجديد اطاح بجودة رغيف الخبز، فتم تقليص حجمه وتقليل وزنه وجودته، فضلاً عن تقليل العدد من خمس أرغفة إلى أربعة، وجميع هذه التعديلات بالطبع ليست لصالح المواطن البسيط الذي أصبح يتجه لشراء الخبز مع العدد المخصص له في المنظومة الجديدة، نظرًا لأن عدد الأرغفة بشكلها الجديد لايطعم طفلاً.

 

سبب تصغير حجم رغيف الخبز

 

قال حمادة سليم، أحد أصحاب المخازن بمحافظة الجيزة، إن سبب تصغير حجم رغيف الخبز يرجع لعدم اعطاء وزارة التموين حق أصحاب المخابز حقوقهم في حصص الدقيق، لذا يلجأ لتخفيض وزن الرغيف من 100 جرام إلى 80 جرام لتعويض الخسارة، واستطاعة المخازن على استمرارها، نظرًا لارتفاع خامات ومستلزمات الأفران، بالاضافة لرواتب العاملين، متسائلاً هل يعقل أن يتحمل التاجر لوحده الخسارة؟، بالطبع لا.

 

وأضاف "سليم"، خلال حديثه لـ"الفجر"، أن نظام فرق السلع التموينية ونقاط الخبز تعتبر هدر وفساد للمال العام، مشيرًا إلى أن الكثير من الأسر تكتفي بشراء جزء من رصيدها في الخبز والباقي تقوم بدبديله ببعض السلع الغذائية كـ "البيض والسكر والزيت"، مؤكدًا أن هذه الطريقة تحايل على القانون، ولكن التاجر مضطر لأنها تعود عليه بالنفع، وبالتالي لجأت معظم الأفران إلى توفر السلع الغذائية داخلها: "هنعمل ايه اهي السلع بتوفر لينا العيش ونبيع 3 أرغفة بجنيه أحسن من المدعم".

 

أما عن معاناة المواطنين اليومية، فأكد "سليم"، أن المنظومة القديمة كانت تسمح لمن ليس لديه بطاقة متحدثة أو تلفت بالسماح بشراء الخبز المدعم، أما حاليا لا يسمح غير بالبطاقات، وهو ما يسبب مشاجرات يومية بينهم وبين المواطنين.

 

إجمالي دعم المنظومة تصل إلى 45 مليار جنيه من ميزانية الدولة

 

أكد ممدوح رمضان، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، أن تطبيق منظومة الخبز الجديدة يعتمد على أن يقوم أصحاب المخابز والمطاحن بدفع تأمين لمقدم السلع، حتى يقف كل طرف أمام مسؤولياته للقضاء على الفساد بمنظومة الخبز.

 

وأوضح "رمضان"، في تصريحات صحفية له، أنه تم تثبيت سعر الرغيف الواحد إلى 5 قروش للمواطن المستحق للدعم ولا مساس بسعره، على أن تقوم المطاحن بدفع 3 أيام تأمين بالنسبة للقمح، في حين تدفع المخابز 3 أيام تأمين بالنسبة للدقيق، لافتًا إلى أن أسعار طن الدقيق في منظومة الخبز الجديدة وصلت إلى 4700 جنيه.

 

وأضاف أن "إجمالي دعم منظومة الخبز تصل إلى 45 مليار جنيه تتحملها ميزانية الدولة، منها 25% تتحول إلى أجرة تصنيع الخبز، ومتوسط استهلاك المواطن في منظومة الخبز الجديدة، كما هو 5 أرغفة، وإذا تم الاتفاق على خفض حصة الفرد من الخبز إلى 4 أرغفة سيتم الإعلان عن ذلك فورًا".

 

وشدد المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية على أن منظومة الخبز الجديدة ستساهم في توفير الدقيق والقمح وإنتاج رغيف خبز بمواصفات أكثر جودة.

 

وقال "رمضان": إنه "تم الاتفاق مع العاملين في منظومة الخبز على أن يقوم المطحن بدفع قيمة الأقماح التي يتم سحبها من الوزارة، على أن يقوم المخبز هو أيضًا بدفع قيمة الدقيق الذي يتم سحبه لإنتاج الخبز".

 

وأوضح أن تكلفة إنتاج جوال الدقيق الذي يزن 100 كيلو بالنسبة للرغيف "الماو/سولار" 180 جنيهًا تكلفة الرغيف 14.4 قرش، ويقوم المواطن بدفع 5 قروش، مؤكدًا أن المنظومة الجديدة تحترم مسؤولية وواجبات وحقوق كل جهة، حيث ستعتمد منظومة الخبز على أجر ومنظومة الطحن معتمدة على أجر، والحديث عن التهريب والتسويد أمر غير موجود في هذه المنظومة الجديدة.