هيثم فهر التاجي يكتب: عفوا فالإجابة دائما مصر وليست تونس كما يروج البعض

ركن القراء

هيثم فهر التاجي
هيثم فهر التاجي


لمن يريدون المقارنة والفهم بين مرجعية العلمانية ومرجعية الشريعة الإسلامية .. فقارنوا بين السبسي حاكم تونس حينما طلب رأي دار الإفتاء التونسية في جواز وقوع زواج المسلمة من غير المسلم ومناصفة الميراث بالنصف بين الرجل والمرأة وموافقتهم علي أطروحته بهذا الشأن وبين السيسي حاكم مصر حينما طلب رأي الأزهر الشريف بعدم وقوع الطلاق الشفهي وما رأي الأزهر وعلمائه في هذا الشأن " ومن هنا يأتي حسم المرجعيات وإتجاهاتها " 
فإفتاء تونس وافقت علي قرار السبسي دون سند أو نص قطعي ضاربين بالشريعة الإسلامية عرض الحائط وحاشاها من إنجرافات البشر وإبتعادهم عنها .. أما الأزهر الشريف بمصر رفض أطروحة السيسي رغم تأييد فريقاً من العلماء أيدوا إتجاهه وجواز ما قدمه من رأي إلا أن الغلبة كانت لجمهور العلماء بالأزهر الشريف بالرفض القاطع لذلك الرأي في هذا الموضوع المثار من خلاله مستبينين رأيهم بالسند والفقه .. ورغم أن طرح حاكم تونس طرح عقدي نصي في صميم كتاب الله وطرح حاكم مصر طرح إجتهادي فقهي يرجع لإجتهاد الفقهاء - إلا أن هنا يتضح لنا الفارق بين الأنظمة العلمانية كتونس وتركيا وغيرهم وهو إحتكام الشعب للشعب بما في ذلك الأمور الدينية دون النظر أو حتي الإلتفات للمقدسات والثوابت بالعقيدة الإسلامية التي تحدث عنها المولي في كاتبه العزيز بقوله تعالي " فإن تنازعتهم في شئ فردوه إلي الله والرسول " وحديث خاتم الأنبياء والمرسلين
 " تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي " 
وبين الأنظمة التي تكون مرجعيتها الشريعة الإسلامية في مصادر التشريع كجزء أصيل منصوص عليها بدساتيرها كمصر وبلاد بيت الله الحرام التي يحتكم مسؤليها لرأي مؤسساتها الدينية ويكون الرأي أيضا واجب النفاذ علي الجميع .. وهنا الفارق بين رأي كتاب الله ونبيه الذين يعلون رأي الحكام في كل زمان ومكان وبين رأي التشريعات الحداثية للبشر المعدلة للنصوص الثابتة لكتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وتسليماته عليه.

وبعد هذا الإستعراض الموجز لحضراتكم للمقارنة بين نظامي التشريع في الدولتين وتوابعهما وما ينتج عنهما في التشريع والقوانين ومجريات الحياة لشعوبهما.

فأقولها بكل صدق وإعتزاز حقاً أفتخر بديني والقائمين عليه بأعلي مؤسسة حامية له ولنصوصه في العالم بأسره مؤسسة الأزهر الشريف وأفتخر أيضاً بمصريتي التي تنبع من إحترام حاكمها لرأي مؤسسة وطنه العظيم دون تدخل سلطوي أو فرض رأي ديني وإن كان مختلف فيه من الفقهاء .. ولكن إنحائه وإنحاء سابقيه من المسئولين للرأي الأعلي لمؤسسة الأزهر الشريف المتخصصة وحدها دون غيرها في مثل هذه المواضيع المتعلقة بالفتوي والتوضيح للمسائل الدينية دون مجاملة أو رياء لأي شخص مهما عليَ مكانه.

لذلك أدعو دائماً بكل فخر وإعتزاز - حفظ الله مصر حفظ الله شعب مصر حفظ الله جيش مصر ومؤسسات مصر..

وحفظ جميع البلدان العربية والإسلامية من التشتت والإنقسام.