القطاعات الحكومية بمكة تُنهي استعداداتها للحج.. وهذه أبرز ملامح خططها

السعودية

بوابة الفجر


أكملت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج بمكة المكرمة، استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام، وبدأت تنفيذ خططها التي أعدتها بمتابعة وإشراف مباشر من الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية.

وركّزت الخطط المُعَدّة على تحقيق أرقى الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة، حتى مغادرتهم إلى أوطانهم، بعد أدائهم لمناسكهم بكل يُسر وسهولة وأمن واطمئنان.

وأكد الأمير خالد الفيصل أن المملكة وجميع مؤسساتها الحكومية والأهلية تسخّر جميع الإمكانات والتجهيزات لخدمة وراحة ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها؛ مؤكداً أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- تؤكد بذل كل الجهود لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن.

وقال: إن المملكة قيادة وشعباً تتشرف بأن تقدم كل ما لديها من إمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، والحمد الله أن شرّفنا الله بأن نكون من سكان هذه البقعة المباركة، وإننا خدام لهذا المكان، ولا شيء أهم من خدمة الأراضي المقدسة وضيوفها الكرام.

وزارة الحج

وفي هذا الشأن جنّدت وزارة الحج والعمرة لتنفيذ خطتها لموسم حج العام الحالي، أكثر من 95 ألف موظف وموظفة، إلى جانب الخطط المستحدثة التي تمثلت في إطلاق برنامج "كن عوناً" للأعمال التطوعية وتطوير منصة إلكترونية خاصة به، وتطوير خدمة الإرشاد الموحد عبر مراكز الخدمات والإرشاد حول المسجد الحرام، وتخصيص مواقع لمكاتب الخدمة الميدانية الآلية لمؤسسات الطوافة في مشعر منى.

ونفّذت وزارة الحج والعمرة برامج لتطوير أعمال مهنة الطوافة، والوكالة والدلالة، وحج الداخل باستخدام أحدث وسائل التقنية؛ ليكون الحج سهلاً وميسراً عبر الجهود البشرية والتقنية المقدمة، كما عملت على الارتقاء بمهارات العاملين في الخدمة الميدانية؛ لضمان خدمات متميزة لضيوف الرحمن؛ وذلك باعتماد برامج تدريبية متميزة وفاعلة، إضافة للتنسيق مع كل الجهات وتوحيد الجهود لتحفيز الجميع على الإسهام في خدمة ضيوف الرحمن سواء كان مكلفاً أو متطوعاً.

رئاسة الحرمين

وبدأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، تنفيذ خطتها في الحرمين الشريفين على مدار الساعة، بقرابة عشرة آلاف من القوى العاملة من الموظفين والموظفات الرسميين والموسميين والعمالة المكلفة بالنظافة والصيانة والتشغيل.

وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، اكتمال استعدادات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لموسم حج هذا العام 1438هـ؛ مبيناً أنه بمشيئة الله سيتم الاستفادة التامة من كامل المرحلة الثالثة من مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، وأيضاً الاستفادة من التوسعة العملاقة التاريخية "التوسعة الشمالية" في الحرم المكي الشريف، والاستفادة من كل المصاطب؛ مما سيكون له الدور الكبير والأثر العظيم في أداء الحجاج لمناسكهم وشعائرهم وعبادتهم بكل يسر وراحة واطمئنان.

وأكد أن الرئاسة جاهزة لتوفير بيئة آمنة في الحرمين الشريفين، مفعمة بالروحانية، معظمة لمكانتها؛ لإبراز الصورة العالمية المشرقة للحرمين الشريفين، وإظهار قيم الإسلام والمسلمين الحقيقية، وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة حفظها الله، وما كان من تأهيل كل المتعاملين فيهما للقيام بهذه المهمة العظيمة باحترافية تامة، ومهنية جاذبة لوافديهما، التي تتم من خلال كوادر بشرية ذات كفاءة عالية يصل عددهم إلى أكثر من (10.000) موظف وموظفة من المؤهلين علمياً وعملياً للمراقبة ومتابعة سير العمل، بالإضافة إلى عمال وعاملات النظافة؛ ليكون المسجدان الشريفان هما الرمز العالمي الأول، والأساس المكين للعلم والهداية والأمان للعالم أجمع؛ مستثمرين كل الإمكانات المادية والبشرية.

وأوضح أن الخطة تهدف كذلك إلى تفعيل أدوار المسجد الحرام العلمية والإرشادية، وبيان جهود الدولة -رعاها الله- فيما تقدمه من خدمات رائدة وجهود عظيمة في الحرمين الشريفين، والارتقاء بأداء الرئاسة وتطوير منظومة أعمالها لتؤدي دورها المؤمل منها؛ بما يحقق تطلعات ولاة الأمر وفقهم الله.

وأضاف أن الخطة تُعنى بالتوجيه والإرشاد الشرعي والتنظيمي للحجاج، وبخدمات النظافة والسقيا والفرش وتهيئة الساحات، وبتهيئة جميع أعمال التوسعات والكهرباء وتجهيز الصوت، وإبراز جهود الدولة في إعمار الحرمين الشريفين ونشر التوعية، وتوزيع الكتيبات واستقبال الزائرين بمعرض عمارة الحرمين الشريفين ومجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة؛ مما يؤدي إلى زيادة الوعي لدى الحجاج.

وبيّن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن خطة موسم الحج لهذا العام، اشتملت على حملة "خدمة الحاج والزائر وسام شرف لنا" في موسمها الخامس، والبدء من فجر يوم التاسع من شهر ذي الحجة تبديل الكسوة القديمة للكعبة المشرفة بالكسوة الجديدة التي أهداها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- جرياً على العادة السنوية، وسيتم تكثيف برامج التوجيه والإرشاد وأعمال النظافة وسقيا زمزم والعربات والصيانة والتشغيل التي تمكّن -بعد عون الله وتوفيقه- من أداء الحجاج نسكهم بكل يُسر وسهولة.

أمانة مكة

بدوره أكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار أن جميع قطاعات الأمانة وإداراتها وبلدياتها الفرعية ومراكزها الخدمية، في جاهزية تامة لأداء خطة أعمال موسم الحج؛ لافتاً إلى أن الأمانة حشدت كافة طاقاتها البشرية والمادية مدعومة بفِرَق مساندة من بعض القطاعات والبلديات والأمن العام والمجاهدين والكشافة، إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيين المؤقتين، مع تجهيز أسطول كبير من المعدات والآليات، وتسخير كل الإمكانيات اللازمة؛ استعداداً لتقديم أعلى المستويات في الخدمات البلدية لحجاج بيت الله الحرام.

وأشار إلى أن خطة عمل أمانة العاصمة المقدسة تَضَمّنت تحديد المسؤوليات والواجبات والمهام لكل قطاع في الأمانة، ويعمل الجميع وفق خطة محكمة منذ بداية موسم الحج وحتى نهايته، وقامت الأمانة بتجهيز بلدياتها الفرعية البالغ عددها عشر بلديات، إضافة إلى 27 مركزاً للخدمات بالمشاعر المقدسة، وهي موزعة توزيعاً جغرافياً؛ بحيث تغطي كامل منطقة المشاعر، وتم تزويدها بكل ما تحتاجه من الأجهزة والآليات، وتجنيد 23.050 شخصاً لتنفيذ الخطة التي تشمل جميع المجالات؛ ففي مجال النظافة تمت زيادة أعداد العمالة لتصبح أكثـر من 13000 عامل في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مجهزين بأحدث المعدات مثل: (الضواغط، والقلابات، والبوبكات، والمكانس الآلية، وغيرها)، وسيكون العمل على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة؛ وذلك بنظام الورديات المتداخلة، بالإضافة إلى تخصيص فِرَق مركزية لمواجهة أي حالات طوارئ؛ كالأمطار أو الحرائق -لا سمح الله- أو لدعم أي منطقة في حالة الحاجة، كما يتم استخدام عدد من الصناديق الكهربائية الضاغطة للنفايات، والصناديق التي تعمل بالطاقة الشمسية.

وفي المشاعر المقدسة تم دعمها بمراقبين ومشرفين في تلك الفترة، إضافة إلى دعمها أيضاً بالمعدات اللازمة مثل الشفاطات والمكانس الآلية لتجميع النفايات من الجسر والبوبكات، والقلابات، والشيولات وغيرها.. وسيتم العمل على مدار 24 ساعة في أيام الذروة وفترة تواجد الحجاج، كما تم تجهيز عدد من المخازن الأرضية للنفايات؛ حيث سيتم تخزين النفايات المؤقتة بعد كبسها بمشعر منى لمواجهة صعوبة حركة المعدات والاستفادة من الصناديق الضاغطة بأقصى درجة.

أما في مجال صحة البيئة؛ فقد هيأت الأمانة عدداً من الفِرَق واللجان للقيام بمراقبة الأسواق والمحلات الغذائية والمطاعم على مدار الساعة؛ حيث يبلغ عدد المحلات المتعلقة أنشطتها بالصحة العامة في مكة المكرمة حوالى 35.000 محل تشمل البقالات والمطاعم والكافتيريات وصالونات الحلاقة والمغاسل والمخابز وغيرها، إضافة إلى عدد من المباسط الموسمية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومتابعة مواقع الحلاقة بمشعر منى والبالغ عددها 1100 كرسي، بالإضافة إلى إجراء التحاليل المخبرية لجميع العينات من المواد الغذائية أولاً بأول، ومصادرة المواد التالفة، وتنظيم أعمال اللجان المشاركة مع الجهات الحكومية مثل: لجنة توزيع المباسط، ولجنة الأسعار، ولجنة تعقيم ناقلات المياه، ولجنة المراقبة الميدانية للسعودة، ولجنة المراقبة الغذائية، إضافة إلى المسالخ التي يتم تشغيلها وفق أعلى الطاقات التشغيلية خلال الموسم؛ حيث تستوعب أكثر من 15000 رأس باليوم الواحد، مع تنظيم مراقبة دخول الماشية إلى المشاعر المقدسة وعدم تسربها، وقد تم وضع 32 مركزاً للمراقبة في أماكن مختلفة، وسيتم تكثيف الجولات الميدانية والرقابة البيطرية للكشف عن أي حالات وبائية بين الحيوانات، ولضمان سلامة اللحوم المقدمة للحجاج، كما يتم الإشراف على وحدات الذبح بالمشاعر المقدسة ومتابعة المقاول في عملية صيانتها وتنظيفها، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لتلك الوحدات نصف مليون رأس من المواشي.

وشملت الخطة أيضاً عملية دعم البلديات الفرعية في مجالات النظافة وصحة البيئة، ومتابعة الأسواق والمحلات التجارية؛ لضمان استمرارية العمل على أكمل وجه.. كما تَضَمّنت الخطة أيضاً متابعة تشغيل المرافق البلدية المختلفة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؛ مثل: (الطرق، والأنفاق، والجسور، ودورات المياه، وشبكات تصريف السيول)، ومتابعة المقاولين المكلفين بتشغيلها؛ لضمان تقديم الخدمات على مستوى عالٍ خلال الموسم، مع متابعة شبكات الإنارة وإجراء عمليات صيانة الشوارع والطرق وشبكات تصريف السيول أولاً بأول.

وأكملت وزارة النقل جميع الأعمال في منطقة المشاعر المقدسة؛ حيث أنهت جميع مراحل مشروع إنشاء جسر وممر المشاة في وادي عرنة، الذي يضم ثلاثة مسارات في كل اتجاه، وتم فصل الحركة بحواجز خرسانية بطول 208 أمتار، إضافة إلى طريق مشاة للربط مع طريق المشاة الرئيسي بطول 425م، وعرض 22م، واستغرقت مدة التنفيذ 16 شهراً؛ بهدف فصل حركة المشاة عن حركة الباصات، وتسهيل حركة نقل الحجاج أثناء النفرة، إلى جانب ذلك استكملت الوزارة أعمال تحسين وصيانة طرق المشاعر المقدسة، التي تضمنت أعمال القطع الصخري للطريق رقم 8 لتأمين حافلات نقل حجاج جنوب شرق آسيا من عرفات إلى مزدلفة، وحماية الطريق من أي تساقط صخري.

كما تم الانتهاء من أعمال الكشط والسفلتة ضِمن مشاريع الصيانة بطريق سوق العرب بطول 9.5كم، والطريق المؤدي للقصر الملكي بطول 2.7كم، وطريق 9 المخصص لترددات حجاج تركيا بطول 10.5كم، وطريق 8 ترددات لحجاج جنوب شرق آسيا بطول 8كم، ومداخل ومخارج كوبري النويصر، إضافة إلى الطريق الدائري بعرفة بطول 1.2كم، كذلك تم إنارة المنطقة المخصصة لحجاج إيران بمزدلفة، بالإضافة إلى طريق وادي عرنة، بعدد إجمالي 235 عمود إنارة.

كما تم تركيب شاشات إرشادية إلكترونية على مداخل مكة المكرمة لخدمة الحجاج بلغات مختلفة، إلى جانب أعمال إصلاح وتركيب السياج الشبكي والبوابات لمخيمات عرفات ومزدلفة.

من ناحيته استعد فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة من وقت مبكر لموسم حج هذا العام ١٤٣٨هـ؛ من خلال توفير جميع الإمكانيات المطلوبة في تجهيز الجوامع والمساجد، والعمل على إنهاء جميع المشروعات الجاري تنفيذها المتعلقة بمساجد المشاعر المقدسة "في عرفة ومنى ومزدلفة"، ومساجد المواقيت الخمسة ومساجد الحل في "التنعيم وجعرانة"، ومساجد حجوزات السيارات الخمسة في مداخل مكة المكرمة (مسجد حجز السيارات طريق جدة السريع، ومسجد حجز السيارات طريق المدينة، ومسجد حجز السيارات طريق الليث، ومسجد حجز السيارات طريق السيل، ومسجد حجز السيارات طريق الكر).

وأفاد مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمكة المكرمة الشيخ علي بن سالم العبدلي، أنه تم البدء في تنفيذ الخطة الموضوعة لهذا العام ١٤٣٨هـ؛ وذلك من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات اللازمة لتكون هذه المساجد والجوامع جاهزةً لاستقبال الحجيج على الوجه المطلوب، ولتحقق الأهداف الموضوعة التي سبق وضعها منذ بداية العام في الخطة، والتأكيد على اللجان الفنية المختصة بالمشروعات والصيانة وخاصة فِرَق الصيانة الذاتية والتعاقدية بمضاعفة الجهد والرقابة على مساجد المشاعر المقدسة ومساجد المواقيت الخمسة (ميقات يلملم بمحافظة الليث، وميقات السيل الكبير بالطائف، وميقات وادي محرم بالهدا، وميقات الجحفة برابغ)، ومساجد الحل (مسجد السيدة عائشة بالتنعيم، ومسجد الحل بجعرانة)، وكذلك مساجد المشاعر المقدسة (مسجد الخيف بمنى، ومسجد نمرة بعرفة، ومسجد المشعر الحرام بمزدلفة، ومسجد حجاج البر بمنى)، ومعالجة ما يطرأ عليها من ملاحظات، وتوفير ما تحتاجه من أدوات، ورفع تقارير عنها أولاً بأول طيلة موسم الحج.

وقام مدير الفرع الشيخ "العبدلي" خلال اليومين الماضين، بالعديد من الجولات التفقدية الميدانية، شَمِلت جميع المواقيت الخمسة، ومساجد المشاعر المقدسة، ومساجد الحل، ومساجد المنطقة المركزية المحيطة بالحرم الملكي الشريف، ومساجد الحجوزات الخمسة؛ للتأكد من جاهزيتها لاستقبال ضيوف الرحمن، ولتزويد هذه المساجد بما تحتاجه من مستلزمات، والعمل على تجهيز المساجد والجوامع في مقرات إسكان الحجاج في المنطقة المركزية، والعمل على زيادة عدد الجوامع لإقامة صلاة الجمع فيها مؤقتاً وتكليف خطباء لها للتواجد بها طيلة موسم الحج.

وأوضح الشيخ "العبدلي" أن فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة أحد الأجهزة الحكومية المشاركة في أعمال الحج، وهي تتشرف بذلك تحت شعار "خدمة الحاج شرف لنا"؛ وذلك من خلال تجهيز هذه المساجد والجوامع لأداء الصلوات الخمسة بها.

وبيّن أن الهدف العام للخطة المتعلقة بالفرع خاصة والوزارة عموماً هو المشاركة مع بقية أجهزة الدولة المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن؛ بما يليق بمكانة المملكة؛ لافتاً الانتباه إلى أن من الأعمال الجديدة للفرع في هذا العام إعدادُ دراسة لتطوير مساجد المشاعر المقدسة، وطرح منافسة تكييف مسجد المشعر الحرام بمزدلفة ومسجد حجاج البر بمنى، إلى جانب تسوير ميقات يلملم بمحافظة الليث؛ مشيراً إلى أنه سيتم البدء بهذه الأعمال قريباً.

صحة مكة

وفيما يخص الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة؛ فقد استعدت لموسم حج العام الحالي بتنفيذ مشاريع صحية تطويرية تجاوزت كلفتها 12.7 مليون ريال، شملت تطوير البنى التحتية والأقسام الطبية بمستشفيات المشاعر، كما هيأت أكثر من 4 آلاف سرير بمستشفيات العاصمة المقدسة والمشاعر، مخصصة للتنويم والعناية المركزة والطوارئ، وجهزت 128 مركزاً صحياً دائماً ومؤقتاً، إلى جانب 39 فرقة طبية ميدانية، كما جهزت قافلة خادم الحرمين الشريفين الطبية بـ45 باصاً لنقل الحجاج المرضى بين المشاعر وتسهيل إكمالهم لشعيرة الحج، وأخيراً تمت تهيئة 100 سيارة إسعاف صغيرة بالمشاعر المقدسة لنقل المرضى.

وقدّمت هيئة الهلال الأحمر السعودي خطتها التي تم تجهيزها بنحو 1245 مركزاً دائماً ومؤقتاً وعربات متحركة مسنودة بأكثر من 10 آلاف مسعف ومتطوع من الجنسين موزعين على مكة المكرمة، والمشاعر، والمنافذ البرية والبحرية والجوية، كما تم تجهيز 3 آليات للإسعاف الجوي.

وفيما يخص المياه، أبانت شركة المياه الوطنية، أنها سترفع كميات المياه الواردة لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة إلى 18.150 مليون متر مكعب، بزيادة 21% عن العام الماضي، كما سيتم خلال موسم حج العام الحالي استكمال مشروعيْ التشغيل الذكي بقطاع المشاعر، وإعادة تأهيل مراكز الصيانة لضمان تحسين الأداء بإذن الله.

من ناحيتها وفّرت النقابة العامة للسيارات أكثر من 17 ألفاً و500 حافلة مجهّزة ومهيّأة فنياً وإدارياً وتشغيلياً؛ لتوفير النقل الآمن والميسر لأكثر من مليون و700 ألف حاج خلال تنقلاتهم ما بين مدن الحج والمشاعر المقدسة في رحلات تبلغ 128 ألف رحلة بين المشاعر المقدسة، وباستخدام تنوع وتعدد مستويات النقل؛ بما يلبي الرغبات المتنوعة، واستخدام إجراءات تحصيل أجور مبسطة لنقل الحجاج، وراعت النقابة في خطتها المبادئ الأساسية لآلية التوزيع، وأهم النقاط الواردة فيها؛ بحيث تترك حرية اختيار الشركة الناقلة للحجاج أو مَن يمثلهم؛ وذلك بفتح المجال لهم في اختيار الشركات الناقلة لرحلة الدورة الكاملة والمشاعر.

وحددت الخطة الغاية من الخطة التشغيلية لنقل الحجاج لرحلات المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة، منى) في نقل آمن وميسر، كما تُحدد الأهداف المتوقع تحقيقها من خلال تنفيذ هذه الخطة في إصدار اعتمادات النقل لمؤسسات الطوافة؛ بدءاً من اليوم الأول من شهر ذي الحجة، وتوزيع الحافلات على مؤسسات الطوافة من مقرات الشركات بالشميسي بواسطة الحاسب الآلي وتخفيض نسبة أعطال الحافلات في رحلات المشاعر المقدسة، وتكثيف الورش الفنية من قِبَل الشركات.

الجهات الأمنية

وبدأت الجهات الأمنية في تنفيذ خططها لحج هذا العام، وسخّرت جميع إمكاناتها وطاقاتها البشرية لتقديم الخدمات الأمنية والإنسانية والتنظيمية والإرشادية لضيوف الرحمن؛ بما يتوافق مع تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله.

وتأتي ملامح خطة حج هذا العام؛ وذلك من خلال تطبيق الخطة ميدانياً من خلال انتشار ضباط وأفراد القوات داخل أروقة وأدوار المسجد الحرام، والأبواب والساحات المحيطة، وسيتم تطبيق خطط التفويج وتوزيع الكتل البشرية عند اكتمال الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام؛ حيث يُحَوَّلُ المصلون إلى الأدوار العلوية، وسطح المسجد الحرام، ومن ثم إلى البدروم، وبعدها إلى توسعة الملك عبدالله.

وتم تزويد غرفة المراقبة الأمنية بالمسجد الحرام بأحدث التقنيات من كاميرات وخلافها؛ لمراقبة جميع أروقة وأدوار وساحات المسجد الحرام على مدار الساعة، ويعمل بها كادر مدرب من رجال الأمن من ضباط وأفراد يوجهون زملاءهم العاملين في الميدان، ويراقبون تفويج ضيوف الرحمن على مدار الساعة.

بدأت القيادة العامة لطيران الأمن، مهامها فعلياً في مكة المكرمة والمدينة المنورة لخدمة حجاج بيت الله الحرام؛ حيث تشارك القيادة العامة لطيران الأمن ضمن منظومة القطاعات الأمنية، وتتطلع في مشاركتها هذا العام إلى رصد الحالة الأمنية ومساندة الأجهزة الأمنية والقطاعات الحكومية المختلفة كافة، وتقديم خدماتها لها بطريقة أشمل وأفضل؛ لتتمكن مـن أداء مهامها في خدمة حجاج بيت الله على أكمل وجه.

وأوضح القائد العام لطيران الأمن اللواء الطيار محمد بن عيد الحربي، أن المهام الرئيسية التي يقوم بها طيران الأمن، تشمل رصد ومتابعة الحالة الأمنية والمرورية من الجو، وإرسال التقارير الفورية لمركز عمليات طيران الأمن، وتمرير المعلومة لمركز القيادة والسيطرة وغرفة العمليات المشتركة، والتدخل عند الحاجة لمباشرة أي حادث، وتقديم الدعم والمساندة لكل الجهات الحكومية، والمشاركة في تنفيذ الخطط الفرضية المخصصة لمواجهة الحوادث التي قد تقع، كما أن القيادة العامة لطيران الأمن مستعدة لتقديم أي دعم ومساندة تُطلب منها للجهات المشاركة في خدمة حجاج بيت الله الحرام.

وبيّن أن قوة طيران الأمن تتواجد طيلة موسم الحج في المشاعر المقدسة بطائرات مجهّزة للإخلاء الطبي مزودة بأحدث التجهيزات الطبية والكوادر المتخصصة ذات التأهيل العالي من الخدمات الطبية لنقل الحالات الحرجة جواً إلى المستشفيات؛ مؤكداً أن أجهزة الرصد والتتبع والكاميرات المتطورة التي توجد بطائرات القيادة العامة لطيران الأمن؛ تُمَكّنها من رصد الحجاج المتسللين، وتزود مركز القيادة والسيطرة وغرفة العمليات المشتركة بالإحداثيات الدقيقة لتحركهم؛ لتتمكن الجهات الأمنية المختصة من إيقافهم ومنع مَن لا يحمل منهم تصريحاً رسمياً من أداء الحج، ويرافق بعض هذه الرحلات مندوبون من الأجهزة الأمنية المساندة، بالتنسيق مع المتابعة الجوية بالأمن العام.

وأفاد اللواء الطيار الحربي، بأن من الطائرات المشاركة 16 طائرة متعددة المهام (S92)، وبلاك هوك (S70I) تستخدم قاعدة طيران الأمن بمنطقة مكة المكرمة، وقاعدة طيران الأمن الموسمية بالمشاعر المقدسة، ووحدة طيران الأمن الموسمية بمنطقة المدينة المنورة.

الدفاع المدني

وركّزت خطة الدفاع المدني على تجنيد كامل الطاقات الآلية والبشرية، وتدعيم القوى العاملة لتوفير سبل السكينة والاطمئنان للحجيج، بمشاركة أكثر من (17000) ضابط وفرد في أعمال تنفيذ الخطة العامة للطوارئ بالحج، يدعمهم ما يزيد على (3000) آلية ومعدة، بالإضافة إلى وجود خطة لدعم وإسناد قوات الدفاع المدني من المناطق في الحالات التي تتطلب ذلك، بالإضافة إلى عدد من الخطط التفصيلية الملحقة للإخلاء والإيواء بالتنسيق مع كل الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني في حالات الطوارئ طوال موسم الحج.

وهدفت الخطة العامة للطوارئ بالحج لهذا العام، إلى اتخاذ كل التدابير المناسبة لحماية حجاج بيت الله بالعاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة، وتوفير السلامة لهم من أخطار الحوادث والكوارث وحماية الممتلكات العامة والخاصة؛ باتباع أفضل السبل وأنجعها، مع قدر كبير من التنسيق بين الجهات الحكومية لمواجهة ما قد يحدث من طوارئ بكل كفاءة واقتدار.

وتم إعداد هذه الخطة بناءً على دراسات مستفيضة، وتقييم الأداء، والوقوف على أبرز الإيجابيات والسلبيات، واستخلاص الدروس المستفادة من حج الأعوام السابقة؛ لتحقق -بمشيئة الله- أعلى درجات الجاهزية والاستعداد لمواجهة أكثر من 13 افتراضاً للأخطار المحتملة؛ من خلال عدد من المراكز ووحدات الدفاع المدني في العاصمة المقدسة والمشاعر؛ فضلاً عن الفِرَق الموسمية التي تغطي جميع منافذ دخول الحجيج للمملكة والمواقيت والطرق المؤدية لمكة المكرمة، والمجهّزة بمعدات الإنقاذ والإطفاء والإسعاف وأعمال الإنقاذ المائي، والتعامل مع حوادث المواد الخطرة، بمشاركة وحدات من قوات الطوارئ الخاصة، وفريق البحث والإنقاذ السعودي.

كما كثّفت خطة الدفاع المدني برامجَ التثقيف بأمور السلامة بين الحجاج أثناء وجودهم بمنشآت إسكان الحجاج بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة بالتنسيق مع مؤسسات الحج والطوافة، ومتابعة اشتراطات السلامة في هذه المنشآت، وإزالة أي مخالفات تهدد سلامة الحجيج أو تُعِيق رجال الدفاع المدني عن أداء مهامهم في مباشرة الحوادث؛ وذلك عبر نشر فِرَق ودوريات السلامة، وبرامج التثقيف الوقائي التي يتم بثها عبر وسائل الإعلام واللوحات والمطبوعات الإرشادية والتي يتم تركيبها وتوزيعها بأعداد كبيرة، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائط الإعلام الجديد وتطبيقات الهواتف الذكية.