في ذكرى ميلاده.. "مصطفى كامل".. زعيم عاش من أجل مصر حتى رحيله

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عرف بدوره الكبير في مجالات النهضة كنشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية، بل حفر اسمه من نور في التاريخ العربي، وبالرغم من أنه توفى بعمر صغير إلا أن بصماته امتدت حتى الأن، وباتت مواقفه ضد الاحتلال الإنجليزي، وعرض القضية المصرية في أوروبا بعد مذبحة دنشواي لازالت في كتب التاريخ حتى الأن، إنها الزعيم الراحل "مصطفى كامل".
 
بالتزامن مع ذكرى ميلاده اليوم من عام1874، نرصد كفاح مصطفي كامل من أجل مصر، والذي كان في وقت عصيب ليؤكد أن مصر لم تستسلم بعد هزيمة التل الكبير ونهاية ثورة احمد عرابي‏,‏ حيث لم يكن ينقص المصريين بعد الهزيمة سوي استعادة المقاومة والكفاح‏,‏ محاولا انقاذ الشعب المصري من حالة اليأس التي كان يعاني منها.
 
صاحب فكرة إنشاء الجامعة المصرية
ومن أولي خطوات" كامل" تجاه الشعب المصري قيامه عام‏1897‏ بتوجيه رسالة مهمة للاكتتاب الوطني، لاجل التعليم ومن ثمة ألقى خطابا علي طلاب المدارس المصرية في يناير‏1898‏ يحثهم علي ضرورة التعليم، ثم  للأثرياء المصريين للتبرع شهريا للانفاق علي نظام التعليم القومي‏,‏ ومن المطالب المهمة التي أرادها مصطفي كامل هي انشاء جامعة مصرية، وذلك عقب عودته إلى مصر، عقب تخرجه من كلية الحقوق الفرنسية، ثم دعا لتأسيس جامعة مصرية ألا وهي "جامعة القاهرة"، بعد أن ذاع صيته، وألف فى تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس"، التي تعتبر أول مسرحية مصرية، ودعا بعدها في أوروبا لنصرة القضية المصرية ودعمته في ذلك دعائيا الصحفية الفرنسية، المعروفة وقتها بـ "جولييت"، ليصدر في عام 1900 جريدة "اللواء" اليومية.
 
انتقاد الخديوي
اعتمد مصطفي كامل علي القصر لتدعيم القضية الوطنية في بداية حياته النضالية اعتمادا كبيرا وكان ذلك ما يجعله مرهق دائما فلم يكن يوضح صراحة موقفه المعادي لسياسة الخديو عباس انذاك وعندما وجد "كامل" الفرصة للتخلص من دور القصر صرح بانتقادته للخديو علانية في عام‏1904‏ بباريس، حيث وقف مصطفي كامل علانية محتجا امام الخديوي فما كان من الاخير إلا أن قال إنه لا يهتم بالرأي العام المصري‏.‏
 
قضية استقلال مصر
ومن التحديات الجسام التي واجهت مصطفي كامل ان علاقته بالكاتبة الفرنسية جوليت ادم ورفقائها من الكتاب لم يكونوا متحمسين له بسبب قضية استقلال مصر فقط بل لأن فرنسا ترى في مصالح انجلترا تهديدا مباشرا لها‏، بالرغم من ذلك حاول مصطفي كامل قدر المستطاع توجيه أنظار المستفيدين في فرنسا لقضيته‏.‏
 
حادثة دنشواي
أما اشد المواقف ايلاما في حياة مصطفي كامل هي حادثة دنشواي التي دعت اللورد كرومر‏-‏ المندوب السامي لمصر-‏ ان يستقيل امام الضغط الذي سببه الرأي العام في اوروبا‏,‏ وما كان من مصطفي كامل إلا ان تفاعل مع ذلك الحدث ونشر مقالات نارية في الكثير من الصحف الأوروبية فكان لدفاع مصطفي كامل وجهوده الدولية اثر كبير في الافراج عن المسجونين في حادثة "دنشواي‏"، التي أعدم فيها الاحتلال البريطاني عددًا من الفلاحين المصريين أمام أعين ذويهم بعد محاكمة صورية برئاسة بطرس غالي باشا، رئيس الوزراء آنذاك.
 
تأسيس الحزب الوطني
وفي عام‏1907‏ أرسل رسالة لهنري كامبل رئيس وزراء بريطانيا في ذكري الاحتلال يؤكد فيها أن على انجلترا أن تفي بوعدها لانهاء الاحتلال عن مصر‏,‏ وفي العام نفسه يقوم مصطفي كامل بالاعلان عن تأسيس الحزب الوطني رسميا‏.‏

وظل مصطفي كامل يقود الكفاح الوطني ضد قوات الاحتلال البريطاني ويدافع عن حقوق بلاده وهو لا يبالي بصحته حتي رحيله.