نور الشريف.. وداعًا حبيبنا دائمًا

الفجر الفني

بوابة الفجر


يمتلك النجم الراحل نور الشريف العديد من المقومات والمواهب التي أهلته طوال عقود أن يحتل مكانة كبيرة في السينما المصرية، جعلت من الشخصيات التي قدمها حقيقة وواقع.
 
 ويعد "الشريف" من أهم نجوم جيله على الإطلاق، حيث تمكن من آداء العديد من الشخصيات المتنوعة، وكان قادرًا فيها على الإقناع.

كانت أعماله تحمل نتيجة إيجابية، فكان بمثابة "الحاوي" الذي لا يخلو جرابه من مفاجأت، ونظرًا لبراعته في الآداء إرتبطت شخصياته بعدد من الأسماء لعل أهمها "شحاته أبو كفْ، في فيلم طغريب في بيتي"، يحيى مراد في فيلم "حدوتة مصرية"، فرجاني في فيلم "آخر الرجال المحترمين"، ولن ينسى أحد دور "كمال الإبن الأكبر في ثلاثية نجيب محفوظ"، "حسن في فيلم سواق الأتوبيس"، وغيرها الكثير.

أصبحت أعمال "الشريف" علامة مميزة في مشواره الفني التاريخي، وذلك على مدار أربعة عقود بدأها بدور كمال في فيلم "السكرية" مع حسن الإمام، وأنهاها بفيلم "بتوقيت القاهرة"، مع المخرج الشاب أمير رمسيس، ولن ينسى أحد الثنائي الفني المتميز مع المخرج الكبير عاطف الطيب، حيث قدما العديد من الأعمال السينمائية وكانت العلاقة بينهما فنية إبداعية من نوع خاص، وحملت أيضًا إتجاء إنساني حتى نال "الشريف" نصيب الأسد من مجمل أعماله مع الطيب.

على الجانب الآخر قدَّم "الشريف" مع زوجته بوسي، واحدًا من أهم الأفلام الرومانسية في السينما المصرية وهو فيلم "حبيبي دائمًا"، عام 1980 وفي نفس العام قدَّم فيلم "ضربة شمس"، مع شقيقة زوجته الفنانة نورا، أيضًا من الأفلام التي حققت نجاحًا جماهيريًا فيلم "العار"، وبقي دائمًا هو القادر على تحقيق الدهشة كالحاوي الذي لا تنتهي حيله إلا أن جرابه خلا برحيله ولكن تبقى أعماله باقية بيننا.

دخل "نور" عالم الإنتاج السينمائي من خلال فيلم "ناجي العلي"، حيث وجه صفعة قوية للخط السياسي الداعي للتفاوض مع العدو الصهيوني من خلال هذا العمل المتميز، وعنه جاء التكريم بجائزة "القدس" للثقافة والإبداع لدوره الإبداعي والثقافي العربي حيث إنتصر للقدس والقضية الفلسطينية وقضايا الإنسان، هذا الفيلم كان يسرد قصة فنان الكاريكاتير العربي الفلسطيني المعروف ناجي العلي، من خلال سرد أحداث القتل المعلن للفنان الفلسطيني الذي رفض التصالح مع إسرائيل، حتى بات الفيلم علامة في وجدان كل عربي.

وعن أعماله الدرامية، لا يزال "عبد الغفور البرعي" يحتل مكانة كبرى في نفوس المشاهدين فأصبح عملاق الدراما الشعبية وحمل أيضًا لواء الدراما الدينية، حيث رسَّخّ قدميه كأحد العمالقة في مسلسل "مارد الجبل"، بدور صعيدي متميز في "العهد المملوكي"، ثم وضع بصمة عبقرية في مسلسل "أديب"، عن قصة لعميد الأدب العربي طه حسين، فكان يهدي أدواره المتنوعه لجمهوره الذي أحب فنه وشخصه واحترمه كثيرًا.

وعن قصة إحسان عبدالقدوس، خرج من عباءة أبيه وقرر أن لا يعيش في نفس الجلباب فكانت شخصية عبد الغفور البرعي، العامل البسيط الصاعد بوكالة البلح إلى أن أصبح المايسترو الذي عزف مقطوعة شعبية وضرب مثلًا في فن اللهجة والحركة والإيماءات، إلى أن لعب دور عمر بن عبدالعزيز، خامس الخلفاء الراشدين ومن خلال العدل والتقوى والإخلاص ضرب مثلًا في الإنسانية والدين الوسطي.

وبالتأكيد لن ينسى أحد دوره في "الرحايا"، و"حضرة المتهم أبي"، و"خلف الله"، وغيرها وإجمالًا نستطيع القول بأنه كان أحد أعمدة الدراما التلفزيونية أيضًا وجزء رئيسي من تاريخ دراما الشاشة العربية، وعلى مستوى المسرح برع بأدئه من خلال "وابور الطحين، روميو وجوليت، شمشون ودليلة، ولن تسقط القدس، يامسافر وحدك، والأميرة والصعلوك"، حتى أصبح الفنان اللا منتمي.