التنقيب عن الآثار.. جريمة رفضها المجتمع وتبناها الصعيد وأهله

العدد الأسبوعي

التنقيب عن الآثار
التنقيب عن الآثار


تورط فيها برلمانيون سابقون وشيوخ عرب


أصوات عالية، ضوضاء تقطع سكون الليل وسط بحث وتنقيب، السير وراء أوهام الثراء السريع يدفع الكثير من الأهالى بقرى صعيد مصر للتنقيب عن مقابر أجدادهم الفراعنة، من أجل العثور على «لقية» وبعض الآثار.

رصدت «الفجر» أهم المناطق التى يتم فيها التنقيب عن الآثار بمحافظة قنا، واصطحبنا الذراع اليمنى لأحد أعضاء مجلس النواب السابقين، ويدعى «أ.ت»، فى زيارة لأحد الأماكن التى يجتمع فيها المنقبون من أجل الاتفاق على «المصلحة».

قادنا الرجل إلى مكان فوق ربوة مرتفعة بمنطقة جرداء تملؤها الرمال على مرمى البصر، وأشار لنا إلى أن تلك الأماكن هى التى يوجد بها الآثار، وأن السبب وراء التنقيب عن الآثار منبعه محاولات من شأنها تغيير حياة الفرد 180 درجة، فهو طريقة سهلة وبسيطة من أجل الحصول على مال ضخم.

وطوال السنوات الماضية كشفت التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة، بعد إلقاء القبض على حائزى ومنقبى الآثار، أن أكثر المنقبين من أعضاء مجلس النواب السابقين، إضافة إلى بعض الأذرع اليمنى لهم، ناهيك عن المرضى بهوس التنقيب عن الآثار وتاريخها.

وقال أحد المنقبين: إن أكثر المناطق التى يتم التنقيب فيها هى قرى: الكرنك بأبوتشت، والدهسة وحاجر الدهسة بمركز فرشوط، والمناصرة بنجع حمادى، والترامسة بقنا، وتلك الأماكن صحراوية، وهى التى يكثر فيها تواجد الكنوز الخاصة بالفراعنة، وشهدت محافظة قنا العام الماضى، حادثة غريبة من نوعها، وهى العثور على 6 أشخاص متفحمين بالصحراء، وأوضحت الأجهزة الأمنية أن السبب وراء وفاتهم هو العطش بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وأنهم كانوا يقومون بالتنقيب عن الآثار بصحبة عضو مجلس شعب سابق من سوهاج، وشيخ من الأردن.

ويعد استخدام المشعوذين من أهم المظاهر فى عملية التنقيب عن الآثار حتى يتم «فتح اللقية»، حيث يتم شراء بعض المستلزمات وغيرها من الأشياء التى يستخدمونها فى سبيل إرضاء الجن وحارس المقبرة على حد قول الأهالى، وصرح الدكتور أيمن هندى، مدير منطقة آثار قنا، لـ«الفجر»، بأن عمليات التنقيب عن الآثار فى المحافظة، تصل إلى 13 بلاغاً شهريًا، إضافة إلى أنها تزداد فى فترة الشتاء، والمناطق الأثرية المعتمدة لدى منطقة آثار قنا على مستوى المحافظة 33 منطقة وجميعها معين عليها حراسة مشددة.