نهى عابدين لـ"الفجر الفني": سأقدم الإغراء مع مخرج أثق فيه.. والفخراني نصحني بالبعد عن عمليات التجميل (حوار)

الفجر الفني

بوابة الفجر


"حلاوة الدنيا" تضمن رسالة إنسانية بعيدة عن الكآبة.. وتزعجني إعلانات السرطان.

الدراما السورية محتفظة بمستواها الفني.. ولم تأتيني الفرصة للعمل مع أيمن زيدان.

لا أحب تكرار نفسي في أعمالي.. ومن المحتمل عدم وجود جزء ثان من "البارون".

نهى عابدين، شاركت في مسلسل "حلاوة الدنيا" خلال رمضان، وأكدت أن العمل تضمن مشاعر إنسانية مختلطة ما بين الحب والمرض، ولكنه بعيدا عن أي كآبة، مشيرة إلى أن شخصيتها عجبتها لكونها فتاة إسكندرانية إضافة إلى فريق العمل معها، وأوضحت أن مشاركتها في مسلسل "عشم إبليس" جاء لإعجابها بتركيبة الشخصية التي قدمتها به حيث كانت مختلفة وجديدة، مشيرة إلى أنها لا تحب تكرارا نفسها.
 
وأضافت عابدين، أنها لا تعتقد وجود جزء ثان من مسلسل "البارون" بسبب بعض المشاكل الإنتاجية في العمل، وعن أعمالها السينمائية المقبلة وسبب عدم مشاركتها في عمل فنى يجمعها مع والد زوجها الفنان الكبير أيمن زيدان تحدثت في حوار خاص لـ"الفجر الفني" وإلى نصه... 

-حدثينا عن مشاركتك فى مسلسل "حلاوة الدنيا"؟
جاء ترشيحى من شركة الإنتاج والمخرج حسين المنباوي، وكنت سعيدة جدا بتقديمي شخصية فتاة إسكندرانية وبخاصة إنني من الإسكندرية، وسعيدة بأنني كنت موجودة في عمل مهم مثل "حلاوة الدنيا" تأليف تامر حبيب، وإخراج حسين المنباوي، وبطولة "هند صبري، أنوشكا، ظافر العابدين"، إضافة إلى أنني حينما قرأت سيناريو العمل عجبني كثيرا لتضمنه رسالة إنسانية، ويوجد أشخاص كثيرون قبل عرض العمل شكلوا رأى عنه بانه عمل "نكد" وموضوع حساس، لكن بعد متابعه المسلسل تأكدوا بانه لم يوجد به أى كآبه نهائيا.

اتصفتِ بشخصية جادة في البداية، ثم حدث تحول مفاجئ.. فكيف كان ذلك؟
صحيح، وهذه الأشياء التى جعلتنى أعجب بالشخصية، حيث أنني لا أحب الشخصيات التي يبدأ المسلسل وينتهي وهي تسير على نفس الخط الدرامي، وأحب الشخصيات "اللحم والدم" التي تنفعل وتحب وتكره وشخصية "شهد" يوجد منها الكثير في الحياة الواقعية، والمُشاهد، غضب منها بأنها لا يجب أن تأخذ هذا الموقف وأختها مريضة ولكن المشاهد تعاطف معها مرة أخرى وعرف سبب حدتها وكرهها، إضافة إلى ارتباطها عاطفيا بخطيب شقيقتها السابق فهي لم تكن تعلم أنه خطيبها منذ البداية.

هل تخوفتي من قصة العمل وتناوله مرض السرطان؟
إطلاقا، بالعكس عجبتني الفكرة لأنها مختلفة وجديدة بالإضافة إلى أن الموضوع ليس مبتذلا، ولم يحاول استعطاف المشاهدين، ومن ناحية أخرى تزعجني إعلانات المرض وربطها بشهر رمضان، إذ أن القائمين على هذه الإعلانات طالما يطلبون تبرعات، فالعام موجود كله لماذا يربطوا هذا الأمر بشهر رمضان، وتتضمن الإعلانات "أسلوب شحاتة مش بيستطعف الجمهور"، بل يعتبر أسلوب منفر، بسبب طريقة طرح الإعلان والكلام الموجود به فيه "سوداوية"، لا يوجد سوى إعلانيين أو ثلاثة عن السرطان كان فيه بهجة وأمل في رمضان الماضي، بعكس الباقي كانت إعلانات قاتمة تجعل المشاهد يقوم بتغيير القناة، وبالنسبة لمسلسل "حلاوة الدنيا" ما أعجبني فيه أنه ليس قاتم بل يحتوي على بهجة وفرح  إضافة إلى احتوائه على "تعب"، لكن لا يوجد به سوداوية بحته ولا فرح بشكل مبالغ فيه.

-"حلاوة الدنيا" حقق نجاحا كبيرا..هل توقعتي هذا؟
لا أحد يتوقع نجاح أو فشل الأعمال الفنية، لأن أذواق المشاهد تختلف، لكن حينما أرى اجتهاد من المخرج وباقي فريق العمل معي، وشركة إنتاج موفرة كل شىء لنا، فكل هذا العناصر تجعلني متفائلة بأن العمل سينجح.

-وكيف رأيت الكم الهائل من المسلسلات فى رمضان؟
أتمنى أن هذا الكم من المسلسلات الرهيب يتوزع على العام كله، كي يأخذ كل عمل حقه ويصبح مجهود الجميع واضح، واعتقد أن هذا الأمر لن يحدث لأن هناك حسابات أخرى مادية وتسويقية وأن أسعار البيع في شهر رمضان مختلفة عن خارجه، ونسبة الإعلانات والمشاهدة، إذ أن هناك أشخاص لا يفتحون التليفزيون ولا يتابعون المسلسلات إلا في رمضان، إذ أصبحت ثقافة مجتمعية لدينا، ولكن اتمنى أن المنتجين يفكروا خارج الصندوقو يقدموا أعمالا خارج رمضان.

-وكيف رأيتِ الاعمال الدرامية الطويلة والتى تسمى "سوب اوبرا"؟
بعض من المسلسلات الطويلة يلجأ المخرج فيها إلى التطويل في الأحداث، وهو ما يؤدي إلى الرتم البطيئ وتكرار الأحداث، والسبب في ذلك أنه ملتزم بعدد حلقات معينه للقناة، وأتمنى الخروج من هذا الأمر.

-هل أنتِ مؤيدة للرأي بأن الدراما الأجنبية الطويلة كالهندية وغيرها تفوقت على المصرية؟
لم تتفوق لأنهم بدأوا هذه الفكرة قبلنا، بالنسبة للحلقات الطويلة مثل المسكيكي والهندي، ونحن قلدناهم لأننا وجدنا أن الدراما الطويلة تجذب المشاهدين فقررنا القيام بهذا الأمر بدلا من الشراء من الخارج وما تحمله من ثقافات أخرى، ولكن في ذات الوقت لا ننسى أننا كان لدينا زمان أجزاء من "ليالي الحلمية" أي أن هذا الأمر كان موجود في شكل أجزاء وليس مسلسل طويل ويعرض بشكل متواصل، ولكن لابد نكون متفقين أن الدراما الهندية مثلا حينما نتابع حلقة ونترك خمسة ونعود للمتابعة من جديد نستوعب ما حدث لأن الاحداث تسير ببطىء شديد، واعتقد أن هذا الأمر يرتبط بالإعلانات والتسويق أيضا لديهم.

-وماذا عن الجزء الثاني من مسلسل "البارون"؟
لا أعتقد أنه سيكتمل، والسبب يعود لمشاكل إنتاجية، والمنتج أخبرنا أن تصوير الجزء الثاني منه بعد رمضان وهذا لم يحدث.

-هل تجدي أن قلة الدعاية ظلمت الجزء الأول من العمل في مشاهدته؟
الجهة المنتجة كانت مقصرة في الاهتمام بتسويق المسلسل وفي بعض الأشياء في إنتاجه.

-وماذا عن مشاركتك في مسلسل "عشم إبليس"؟
يعتبر رابع تعاون بيني مع المخرج إسلام خيري، ودوري في العمل لم يكن مساحته كبيرة ولكنه مختلف، إذ جسدت شخصية ممثلة سوبر ستار ومن عائلة ليست مثقفة ودخلت المجال من منطلق رغبتها لتحقيق الشهرة والمال وليس حبا للفن، وعجبتني تركيبة الشخصية لأنني لم أقدمها من قبل.

-تحرصين على التنويع بين أدوارك.. أليس كذلك؟
لا أحب تكرار نفسي، وبعد مسلسل "ونوس" عرض عليّ أكثر من عمل ما بين الشعبي وغيره، ولكني اعتذرت لأننى فضلت التغيير وبخاصة أن لدينا في مصر حينما يجدوا ممثل جديد وناجح في شخصية معينه يظلون خلفه ليكرر هذا الدور، لذلك لا أحب الاستسلام لهذا الأمر.

-وما رأيك في أدوار الإغراء؟
الكلمه غريبة فما معنى دور إغراء، نحن نسطح الأمور، لأن تفاصيل الشخصية من الممكن أن تكون مبتذلة في ملابسها وتصرفات معينه تقوم بها، ليس لها علاقة بالممثلة التي تجسدها، ولكن هناك أدوارا بحكم ذكائي لن أقبل تقديمها، لأن هناك بعض من المخرجين لديهم اتجاهات للمتاجرة بـ "لحم الممثلة"، ويقومون بتركيز الكاميرا على ملابسها، وأنا لا أحب هذة النوعية، بعكس مخرجين آخرين أنا على ثقة بأنهم مركزين في الشخصية نفسها وليس سطحيات الشخصية، أي أن الموضوع ليس إغراء أو سينما نظيفة وغيرها من المصطلحات وإنما الموضوع يتلخص في ورق وكاتب السيناريو ومخرج أعرف اتجاهاته الإخراجية لأن كل مخرج وله مدرسة وسأكون واثقة إذا كنت معه في أمان أو لا، فمثلا المخرج داود عبدالسيد في فيلمه "رسائل البحر" والذي كان يحتوى على بعض الإغراء المقدم لكن بشكل محترم للمشاهد بعيدا عن الابتذال لأن تفكيره أعلى من سطحيات الشخصية.

-بدأتِ منذ فترة ولكن جذبت الجمهور بشدة في "ونوس"..حدثينا عن العمل؟
بالتأكيد، أنا محظوظة بعملي مع العملاق دكتور يحيى الفخراني، وهذا شىء يشرفني في عملي، والمخرج شادي الفخراني مهم ويعي ما يفعله، وأى شيء اكتسبته بعد هذا العمل، فيعود الفضل إلى ربنا والمخرج شادي الفخراني الذي كان معنا دائما وكنا نقوم بعمل البروفات، ويركز في جميع تفاصيل المسلسل ويعطيني إرشادات مهمة جدا.

-وما أهم نصائح دكتور يحيى الفخراني لك أثناء العمل؟
دكتور يحيى الفخراني، على المستوى المهني قال لي: "مازلتي صغيرة لا تفكري في القيام بعمليات تجميل، وركزي وحاولي تكوني مختلفة ولا تسيري على نمط واحد ولا تكرري نفسك حتى لو العمل كان جيد"، أي لابد لكل عمل لي أن يكون مختلف عن الآخر، أما المخرج شادي الفخراني علمني كيفية التجهيز للشخصية ومذاكرتها، والتركيز في التفاصيل، فهو يحب الحقيقة وإنسان واقعي، يعني مثلا حينما أجسد مشهد أني مستيقظة من النوم فلابد أن يكون وجهي بدون مكياج وشعري غير مصفف، لذلك مدرسته الواقعيه استفدت منها كثيرا".

-وماذا عن أعمالك السينمائية المقبلة؟
أشارك في فيلم "الكنز" مع المخرج شريف عرفة، وهناك أعمال أخرى عرضت عليّ لكن لم تكن مناسبة لذلك اعتذرت عنها.

-لماذا لم تشاركي في الدراما السورية مع "حماك" الفنان الكبير أيمن زيدان؟
لم تتاح لي الفرصة ، وإذا عرض عليّ عمل سوري معه سأوافق بالتأكيد.

الدراما السورية رغم ما تمر من أحداث لكنها مازالت تحافظ على رونقها.. ما تعليقك؟
الدراما السورية لها تاريخ وموجودة على الساحة، وجاءت في فترة وصلت لمستوى كبير لكن الأحداث الراهنة والحرب أدت إلى قلة أعمالها من جهة الكم وليس الكيف، فمازال مستواها الفني عالٍ.