تامر شلبي يكتب: معالجة "ثقافة العيب" في سوق العمل

ركن القراء

تامر شلبي
تامر شلبي


ثقافة العيب تُعد من أبرز الثقافات الخاطئة التي يجب التخلص منها في أسرع وقت، وأصبحت مشكلة تُؤرق معظم الأسر المِصرية، إذ أنّ هذه الثقافة من إحدى أبرز مشاكل المجتمع، لِكونها زرعت في عقول الناس، لِتزرع في عقول أبنائهم، فـ تعابير الذهول والدهشة تبدو على الشخص عند معرفة أن فلانًا يَعملُ عملاً لا يُناسب دراسته، فتبدأ الأقاويل عنه، مثل: "يا خبر أبيض.. بعد دراسته الليسانس.. بيشتغل كدا.. الشغلانة دي بعد التعليم دا كله.. يا خسارة التعليم.. دا أبوه مكنش حاطط"، إذ أنّ الكثير من هذه الأقاويل تدفع الشباب لترك العمل، والجلوس على المقاهي، انتظارًا لوظيفة يحلم بها قطاع كبير من الشباب.

رُغم الدور الكبير الذي يقوم به بعض الشباب، إلا أنّ عددًا كبير منهم في الآونة الآخيرة يُعاني من عدم وضوح رؤيته وتحديد أهدافه، وهذا كله نتيجة لسوء الحالة الاجتماعية للشباب، إذ يجب أنْ تُدرك الدول جيدًا أنه عن طريق الشباب ومعالجة هذه الثقافات الخاطئة التي توارثت عبر أجيال ممتدة، يُمكن مواجهة الظروف غير المعتاده وتغير الوضع للأفضل، حيث يجب على الدولة والجهات المعنية تأهيل الشباب بطريقة صحيحة لسوق العمل، ويمكنها تحقيق ذلك بالآتي:

توعية الشباب بضرورة تحمل المسئولية، والوعي اللازم لتحمل هذه المسؤولية حتى يكون أكثر قدرة من غيره على الإقدام لسوق العمل في شتى المجالات.

مُحاولة التخلص من كافة العوائق التي تحول بين الشباب وسوق العمل، ومن أهم هذه العوائق التي يجب التخلص منها هي الثقافات الخاطئة، من بينها ثقافة العيب، التي تقوم على رفض الشباب للعمل بوظيفة ما كونها لا تتناسب مع المكانة الاجتماعية أو الخوف من العمل فى مجال قد يرى الشباب أنه لا يتناسب مع قدراته علمًا أنه قد يكون بداية لنجاح وظيفى أو مهني.

الاهتمام بالتعليم الجامعي، والفني، والحرص كل الحرص على تدعيم الشباب بالمهارات التي تؤهله للتماشى مع سوق العمل ومتطلباته سواء كانت مهارات الاتصال أو تعلم اللغات الأجنبية، وغير ذلك من المهارات الأخرى.

وضع برامج وخُطط تدريبية للشباب قبل تخرجهم، لتهيئة هؤلاء الشباب للدخول في سوق العمل.

عقد جلسات بين الشباب حديثي التخرج وأصحاب الخبرة وكذلك بمن سبق لهم التعرض لمثل هذه المواقف من قبل، لتحفيز الشباب على خوض التجربة وتحمل الصعوبات التي قد تعترض مسيرتهم بسوق العمل، وتدعيمهم أيضًا بأفضل الطرق التي تُعينهم على إنجاز هذه المرحلة بنجاح ونقل وتبادل الخبرات لحديثى التخرج.

أخيرًا، لا يُمكن لدولة أنْ تتقدم على غيرها، وتُحقق ما تسعى إليه من أهداف دون أنْ يبذل شبابها كل ما في وسعهم لرفعة ونهضة بلادهم، في الوقت الذي يجب فيه على الدولة  الاهتمام  بالشباب ورعايتهم وتسليحهم بمختلف المهارات التي تُساعدهم على التأهيل والتماشى مع متطلبات سوق العمل.