إنما الأعمال بالنيات

إسلاميات

بوابة الفجر


ننشر لكم مفهوم النية في الإسلام ودورها في حياة المسلم، فهي من الأعمال بمثابة الروح من الجسد.

إذ أن كل عبادة يفعلها العبد المسلم لم تقم على نية صالحة، ومقصد شرعي صحيح فإنها في الميزان الإلهي عبارة عن هباء تذروه الرياح بل، وشراباً إذا طلبه صاحبه لم يجده شيئاً، ومن أجل هذه الأهمية الكبرى للنية جاء اهتمام الشرع بها، وورد في ذلك الكثير من النصوص في الكتاب، والسنة.

و من بينها الحديث الذي ورد في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه).

ولهذا الحديث أهمية كبيرة يدور عليها الدين الإسلامي، وبناءا على هذه الأهمية صدر به أهل العلم كتبهم بل، وابتدؤوا به مصنفاتهم فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله.

ويتبين لنا في كل هذا أن النية هي القصد الرئيسي المحرك، والدافع للعمل، ومقاصد العباد تختلف اختلافاً كبيراً ، وذلك بناءا على ما يكون مستقراً في قلوبهم فقوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات) هو قولاً يعني أمرين، وهما:
الأمر الأول: أن الجزاء على العمل لا يكون إلا بصلاح النية فكل عمل يقوم به العبد لابد له من نية محركة عليه.
الأمر الثاني: وهو ذلك الأمر الذي يؤكد على أن صحة الأعمال أو فسادها، وقبولها من المولى جل شأنه، والجزاء عليها سواء بالثواب أو بعدمه لا يكون إلا بناءا على النية الصالحة لله عز وجل أما من كانت نيته هي رياء الناس أو اكتساب السمعة، والصيت الطيب بينهم فإن عمله سيحبط، ويرد، ولن يكسب شيئاً منه أي لم يثاب عليه.

أهم الفوائد الواردة في الحديث الشريف
1- النية محلها القلب، واللفظ أي قولها باللسان فقط من دون نية حقيقة محلها القلب، ومرادها هو المولى جل شأنه هي بدعة.
2- الثواب على الأعمال يكون على أساس النيات سواء من ناحية صحتها أو فسادها بالإضافة إلى كمالها أو نقصانها.
3- يشير الحديث إلى أن من أراد الغنيمة صحح العزيمة، ومن أراد المواهب، والمنح فإن عليه إخلاص النية.
4- الأمور بمقاصدها.
5- الفرق بين العبادة، والعادة يتحدد على أساس النية.
6- أن نية العبد المؤمن تبلغ إلى حيث يبلغ عمله.
7- أن العبد المسلم يعطيه المولى جل شأنه على نيته ما لا يعطى على عمله.