بالأسماء.. 80 معهدا وجامعة تمنح شهادات مزيفة فى الطب والهندسة والسياحة

العدد الأسبوعي

الدكتور خالد عبدالغفار
الدكتور خالد عبدالغفار - وزير التعليم العالي


فى مثل هذا الوقت من كل عام تنشط الكيانات الجامعية الوهمية، والمعاهد الخاصة غير المرخصة، فى محاولات اصطياد خريجى الثانوية العامة الذين لم يحالفهم الحظ فى القبول بإحدى الجامعات أو المعاهد الحكومية، بسبب المجموع المتدنى.

ورغم أن الظاهرة منتشرة منذ سنوات إلا أن تلك الكيانات ما زالت مرتعا للمحتالين، والراغبين فى تحقيق ثروات طائلة على حساب مستقبل الطلاب، خاصة الراغبين فى الالتحاق بإحدى كليات القمة.

ورغم التحذيرات المتعددة للوزارة من استغلال تلك «الكيانات»، إلا أن عدداً كبيراً من الطلاب يقعون فى الفخ، ثم يصطدمون بأن تلك الكيانات ليست مسجلة بوزارة التعليم العالى، وليست سوى كيان وهمى، يمنح شهادات هى والعدم سواء.

1- اعترف الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، خلال مداخلة هاتفية، مؤخرا، مع إحدى القنوات الفضائية، بوجود تلك الكيانات، محذرا الطلاب وذويهم من التعامل معها، وأكد أن الوزارة ماضية فى القضاء على تلك الظاهرة.

وقال رئيس قطاع التعليم بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، المشرف العام على مكتب التنسيق، سيد عطا، إن الوزارة مستمرة فى ملاحقة تلك الكيانات، موضحا أن الوزارة أغلقت خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من ٨٠ كياناً وهمياً بمختلف المحافظات.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن تلك الكيانات تنشط مع بداية مرحلة تنسيق القبول بالجامعات، خاصة مع بدء المرحلة الثانية والثالثة، وذلك بسبب رغبة الطلاب فى الالتحاق بكليات القمة، ولم يسعفها المجموع، ومن ثم يبحثون عن جامعات سعرها منخفض، هنا يقعون فى فخ الكيانات الوهمية.

وأوضح أن لجنة الضبطية القضائية بالوزارة تتحرك بمجرد علمها بوجود مثل تلك الكيانات، حيث تقوم بإجراءات الإغلاق والإحالة للنيابة العامة.

وأكد أن الظاهرة انخفضت بشكل كبير هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب الملاحقة المستمرة من قبل الوزارة، وقوات الأمن بالمحافظات المختلفة.

2- فى السياق ذاته يقول مسئول كبير بوزارة التعليم العالى، إن المشكلة ليست فى وجود الكيانات الوهمية فقط، ولكن فى بعض الجامعات الخاصة أيضا، حيث تقبل طلاباً بأقل من الحدود الدنيا للمجموع، خاصة من الطلاب العرب، طمعاً فى المصروفات التى يتم تحصيلها فى الغالب بالدولار.

وأوضح أن هناك بعض الجامعات الخاصة التى تقوم بإنشاء كليات علمية، ثم يفاجئ الطالب بعد تخرجه بأن شهادته غير معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، لأن الكلية ليست مرخصة، وهو ما يصنع أزمة كبرى، حيث تصبح الشهادة هى والعدم سواء.

ويشير المسئول إلى أن الطلاب الذين يتعرضون للنصب، يلتحقون مرة أخرى بكلية أخرى لنيل شهادة معتمدة، دون النظر إلى المدة التى قضوها فى تلك الكيانات الوهمية.

وأوضح أن الكيانات الوهمية ليست جامعات غير مسجلة لدى المجلس الأعلى للجامعات فقط، أو كليات لم تحصل على ترخيص، ولكن هناك كيانات تقوم باستغلال أسماء جامعات عالمية، وإقناع الطلاب بأنهم فرعها فى مصر، والأمر فى حقيقة الأمر مجرد خدعة يقوم بها مجموعة من المحتالين.

3- أمام أحد منافذ التنسيق بمحافظة الجيزة، وقف مجموعة من خريجى الثانوية العامة، وبحوزتهم بعض الأوراق الدعائية لإحدى الجامعات الخاصة، التى تؤكد أنها تقبل الطلاب الحاصلين على مجموع أقل مما حدده مكتب التنسيق، وأن من يحمل الملصق سيحصل على خصم من المصروفات الدراسية عند ذهابه لتقديم أوراق التحاقه بتلك الجامعة.

أحد الأشخاص الذين يقومون بتوزيع تلك الملصقات تحدث إلى «الفجر» شريطة عدم ذكر اسمه، قائلا إنه يقوم بهذا العمل طوال مدة مرحلة التنسيق مقابل 150 جنيها يوميا. ويبدأ عمله من الثامنة صباحا حتى السادسة مساء. وأوضح أنه يقوم بتوزيع ملصقات لأحد المعاهد الخاصة بمدينة 6 أكتوبر، وعليه أن يقنع الطلاب بالالتحاق بهذا المعهد.

وعن كون هذا المعهد مسجلاً بالمجلس الأعلى للجامعات من عدمه قال إنه لا يعلم وغير مهتم، ولم يسأل من كلفه بهذا العمل هذا السؤال من الأساس، مشيرا إلى أنه يسعى للتخلص مما لديه من ملصقات بتوزيعها على الطلاب، والرد على استفساراتهم، وأضاف أن طلبة بهذا المعهد يعملون فى نفس وظيفته خلال فترة التنسيق مقابل درجات يحصلون عليها فى امتحانات المعهد.

4- مسئول بلجنة الضبطية القضائية بوزارة التعليم العالى – رفض ذكر اسمه – أوضح أن تخصصات البترول والطب والهندسة، فى مقدمة الأنشطة الدعائية للكيانات الجامعية الوهمية، وفى المعاهد يتصدر التمريض والتحاليل الطبية وهندسة المساحة.

وأضاف أن أغلب الكيانات الوهمية تختار محافظات الدلتا لإنشاء مقرات، ظنا من مسئوليها أنهم بهذا يكونون بعيدين عن أعين الوزارة، موضحا أن التنسيق بين الوزارة والأمن والمحافظة، يسهل عمليات إغلاق تلك الكيانات، لكن الكارثة تكمن فى أن الضحايا أصبحوا بالآلاف.

وأشار إلى أنه تم إغلاق 80 كيانا وهمياً، منذ بداية العام الجارى، وكان آخرها الكيان الوهمى المدعو Science Academy، وللأسف وجد به ألف طالبة من المفترض أنهن يدرسن التمريض. كما تم إغلاق ما يسمى International Academy، وكان يقوم بتدريس السياحة، والتمريض، وتكنولوجيا البترول. وأيضا تم إغلاق أكاديمية التكنولوجيا الحديثة، وما يسمى MYF لتدريس التمريض. وأكاديمية 1G1 التى كانت تدعى أنها متخصصة فى السياحة. ومعهد الألسن بالعاشر من رمضان.

وأضاف أنه تم أيضا إغلاق كيانات تحمل اسم جامعات عالمية، وأخرى تدعى أنها أفرع من جامعات عالمية معترف بها، مثل الجامعة الأمريكية والبريطانية والفرنسية، موضحا أنه تم إغلاق الجامعة السويسرية بمدينة نصر، والأكاديمية الكندية الأوروبية، والجامعة الأمريكية العربية، والأكاديمية الدولية للنظم التعليمية بمنطقة الشيراتون، والأكاديمية الحديثة للعلوم المتطورة بالمهندسين، وجامعة بورتو سموث، وكاليفورنيا ميرمار.

5- كان وزير التعليم العالى، خالد عبد الغفار، قد قال فى تصريحات صحفية الأسبوع الماضى، إن على أولياء الأمور إبلاغ الوزارة فى حال تعرض أبنائهم لعمليات نصب من هذا النوع، وشدد على ضرورة تأكد الطلاب وأولياء أمورهم من صحة بيانات أى جامعة خاصة، قبل الالتحاق بها وذلك من خلال موقع وزارة التعليم العالى على الإنترنت.