الطفل مختار.. عامل "ثلج" يُرطب قلوب "العطشانين" بقلبه الدافئ (صور)

تقارير وحوارات

الطفل مختار
الطفل مختار


لا يعلم عنهم الكثير، ومن يعرفهم ينظر إليهم نظرة لا تخلو منها الشفقة، معتقدين أنهم يعانون، ويعملون مجبرين؛ لكسب رزقهم.

 

عمال الثلج، يرطبون قلوب المواطنون، بقلبهم المتوهج بحبهم لهذا العمل، في مدخل المساحة التي يعملون بها استوقفنا طفل لا يتعدى عمره الحادية عشر، قصير القامة، ابتسامته تخطف القلوب، في الوهلة الأولى لم نعتقد أن هذا الطفل يعمل في هذا المكان، والظروف الصعبة.

 

وأقبل الطفل؛ ليرحب بنا ويسألنا عن طلباتنا، فهل نريد "ثلج"؟!، وبسؤاله عن اسمه قال: "أنا اسمي مختار"؛ لتأتي الإجابة الثانية لتذهلنا، فعلى صوته بنبرة فخر وهو يقول: "أنا شغال هنا مع بابا، وهو بيجيب تلج من البر التاني، ممكن أنا أساعدكم".



مختار يدرس في الصف الخامس الإبتدائي، ولكنه يُحب أن يعمل مع والده، ليس ليملأ وقت فراغه، بينما يستيقظ يوميًا في السابعة صباحًا، غير مهتم بأشياء تشغل الأطفال في سنه؛ ليعمل بجانب والده في توصيل الثلج إلى محلات العصائر؛ ليُزيل عنهم أثار الجو الحار، وهو سعيد بذلك.

 

وعن أحلامه قال مختار بحماس، إنه يُريد أن يعمل مثل والده، ويتسلم مقاليد العمل، مثلما فعل جده مع والده، فلقد تشربت الأسرة هذا العمل أبًا عن جد.



وجاءت الصدمة الكبرى عندما قال مختار أنه تعرض لوعكة صحية منذ فترة اضطر على إثرها أن يقوم بغسيل كلوي لعدة جلسات بمستشفى أبو الريش نتيجة لتعرضه لالتهابات، فرغم سنه الصغيرة، إلا أن مختار كان بطلًا صغيرًا، يحتوي قالب الثلج بدفء قلبه، وشغفه الذي لا ينقطع بهذا العمل.

 

وبعد فترة قليلة جاء والده من المصنع الذي يوجد بـ"غمرة" محملًا بالثلج، والذي ظهر في عينيه لمعه، هي نفسها توجد في عين ابنه مختار، فلقد ورث بالطبع حبه لـ"الثلج"، من والده.



وقال محمد والد مختار إنه لا يجد عبء في هذا العمل، فهو الذي اختار أن يعمل به، اقتداءً بوالده، وتابع بفخر "مختار حب الشغل زي ما أنا حبيته، بس أنا سايبله الحرية، لو عايز لما يكبر يشتغل حاجة تانية".

 

مختار ووالده يعشقون عملهم، لا يملون منه؛ يسعون لكسب رزقهم، بوجوه يغمرها الرضا، غير متكاسلين أو متحاملين على ظروف البلاد الصعبة.