فلاش باك.. ثورة 23 يوليو وإعلان الجمهورية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تعد واحدة من أهم الثورات في التاريخ الحديث، لما خفته من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية، غيرت وجه الحياة في مصر والعالم العربي بأكمله، حيث قام بثورة يوليو 1952، مجموعة من ضباط الجيش تسمى بالضباط الأحرار، بقيادة اللواء محمد نجيب، للقضاء على الحكم الملكي الذي كان يحكم البلاد.

حركت ثورة يوليو مياه الثقافة الراكدة، لينتهي حكم المستعمر، وإعلان الحريات في مختلف أوجه الحياة والتي كان من أبرزها فنون الإبداع في الرواية والشعر والأدب والقصة القصيرة والعديد من المقالات التي امتلأت بها معظم الصحف.

ثورة 23 يوليو
ثورة 23 يوليو هي حركة قام بها ضباط شباب في الجيش المصري، تسمى "الضباط الأحرار" للإطاحة بالملك فاروق، ومن ثم العهد الملكي.

أطلق على الثورة في البداية "حركة الجيش"، ثم اشتهرت فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو وأسفرت تلك الحركة عن طرد الملك فاروق وإنهاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية، وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار وأصبحت تعرف باسم "مجلس قيادة الثورة"، وكان يتكون من 11 عضوًا برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب.

أسباب اندلاع الثورة
ظهر تنظيم "الضباط الأحرار" في الجيش المصري بقيادة جمال عبد الناصر، بعد حرب 1948 وضياع فلسطين وقضية الأسلحة الفاسدة.

وكان من أسباب قيام الثورة استمرار الملك فاروق في تجاهله للأغلبية واعتماده على أحزاب الأقلية، فضلا عن الاضطرابات الداخلية والصراع بين الإخوان المسلمين وحكومتي النقراشي وعبد الهادي، وقيام حرب فلسطين وتوريط الملك للبلاد فيها دون استعداد مناسب ثم الهزيمة وسوء الحالة الاقتصادية في مصر وغياب العدالة الاجتماعية.

مبادئ ثورة يوليو
وكان لثورة يوليو 6 مبادئ رئيسية؛ وهي القضاء على الإقطاع، والاستعمار وسيطرة رأس المال، وبناء حياة ديمقراطية سليمة، وبناء جيش وطني.

نجاح الثورة
وبعد نجاح الثورة أذيع البيان الأول للثورة والذي لخص أسباب الثورة وأهدافها وقد فرض الجيش على الملك التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952، وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش فيما كانت  إدارة الأمور في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابط شكلوا  قيادة تنظيم الضباط الأحرار.

وضم تشكيل تنظيم الضباط الأحرار اللواء محمد نجيب، والبكباشي جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وعبد الحكيم عامر، ويوسف صديق، وحسين الشافعي، وصلاح سالم، وجمال سالم، وخالد محيي الدين، وزكريا محيي الدين، وكمال الدين حسين، وعبد اللطيف البغدادي، وعبد المنعم أمين، وحسن إبراهيم، ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 1953.

بيان الثورة
وأصدرت الثورة بيانها الأول والذي جاء فيه: "اجتازت مصر فترة عصبية في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمرهم إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولي أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولابد أن مصر كلها ستلقي هذا الخبر بالابتهاج والترحيب".

وتابع: "أما عن رأينا في اعتقال رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب وإني اؤكد للجيش المصري أن الجيش كله أصبح يعمل لصالح الوطن، وأنتهز هذه الفرصة وأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونه بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقي فاعله جزاء الخائن في الحال وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاونا مع البوليس وإني أطمئن أخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسؤولًا عنهم والله ولي التوفيق، اللواء أركان حرب محمد نجيب".