الآلاف يحييون الليلة الختامية لمولد السلطان الفرغل بأسيوط (صور)

محافظات

بوابة الفجر


أحيا الآلاف من أبناء الطرق الصوفية والرفاعية، ومحبي ومريدي العارف بالله السلطان أحمد الفرغل الليلة الختامية للاحتفال بمولده، وسط مديح وابتهالات المنشدين بمركز أبوتيج، حيث توافد الآلاف من محافظة أسيوط والمحافظات الأخرى، على ساحة مسجده بمدينة أبوتيج للاحتفال بالليلة الختامية.

ونظمت عائلات الأشراف ساحات لتلاوة الذكر ومدح وابتهالات المداحين على أنغام الموسيقي، واستقبال مريدي العارف بالله السطان الفرغل، وكلما تغنى المنشدون بالأناشيد الصوفية تجمع حولهم، المريدين والمجاذيب يتمايلون في حلقات للذكر، من الشيوخ والرجال والنساء والأطفال، كما شهدت الساحات عروضًا للتحطيب من خلال مسابقات بين المواطنين في الدفاع عن النفس باستخدام العصا.

أقام عدد من عائلات الأشراف بالتعاون مع وأبناء الطرق الصوفية القادمين من جميع محافظات مصر موائد الطعام للزائرين بالمجان، بـ "للفول النابت والعدس والمأكولات الأخرى".

وشهدت شوارع وساحات مدينة أبوتيج، ازدحام كبير وإقبالا من الزائرين لحضور الاحتفالات في الليلة الختامية لمولد العارف بالله السلطان الفرغل، وانتشر على جوانب الطرقات الباعة الجائلين بالفول السوداني والحلوى والمأكولات والألعاب الترفيهية للأطفال.

وأمام ضريح سلطان الصعيد "أحمد البرغل" ترى المريدين يتبركون منه ويهمسون إليه راجين أن يتشفع لهم في قضاء حولئجهم وشفاء مرضاهم، فى المقابل تسمع آخرون يصلون على النبي محمد وعلى آل وأصحابه.

وشارك أبناء الطرق الصوفية ومريدي السلطان الفراغل في المسيرة التي انطلقت من ساحة مسجد السلطان الفرغل يتقدمها الأهالي وبعض أصحاب الطرق الصوفية، حاملين السيوف، والرايات الخضراء والسوداء، بعضها مكتوب عليه آيات قرآنية، وخلفهم الجمال يعلوها الأطفال ثم السيارات ومكبرات الصوت، وجابت المسيرة شوارع المدينة احتفالًا بمولد السلطان، حيث يفد إلى المسجد خلال الاحتفال بالمولد نحو مليون ونصف زائر من جميع أنحاء الجمهورية.


ويقع مسجد "الفرغل" على بعد 27 كيلومتر جنوب مدينة أسيوط وهو من أشهر المزارات الدينية بالمحافظة، ومن أعظم المساجد ذات المكانة في قلوب الناس وخاصة الزهاد والمتصوفة، لأنه يضم بين جنباته مقام سلطان الصعيد العارف بالله "أحمد الفرغل"، الذي ولد عام 851 هجرية الموافق 1407 ميلادية، وتوفى في عام 851 هجرية الموافق 1447 ميلادية، ويرجع موطنه إلى بلاد المغرب العربي ويمتد نسبه للإمام الحسن ونسبه لأمه للإمام الحسين رضي الله عنهما.

والسلطان الفرغل هو محمد الفرغل بن أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن محسن بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن عبد العزيز بن موسى بن قرشى بن على أبو الكرامات بن أحمد أبو العباس بن محمد ذو النورين بن محمد الفاضل بن عبد الله بن حسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب.

هاجرت أسرته من الحجاز إلى إقليم الصعيد فأقامت بقرية زرنيخ وهي قرية من قرى محافظة قنا في ذلك الوقت، خرج والده سائحا فى البلاد حتى نزل بقرية بني سميع غرب مدينة أبوتيج بأسيوط سنه 808هـ 1405م فى عهد السلطان فرج واشتغل بالزراعة لمده سنتين، ثم تزوج من الشريفة فاطمة أواخر 809 هـ و1406م، فحملت منه بالسيد السلطان الفرغل، وولد السلطان يتيما بقرية بني سميع فى أوائل سنه810هـ 1407م. واشتغل برعى الأغنام والزراعة والحراسة، ولقب بعدة ألقاب منها " السلطان والشريف وقطب العصر وولى الله والعارف بالله وأبو المعالي وأبو مجلي وأبو أحمد والكرار وسلطان الصعيد والأستاذ".

توفى في أبوتيج ودُفن بها سنة 850هـ 1447م، في ضريح يتوسط مسجده الذي سمي باسمه مسجد السلطان الفرغل والذي يعد أحد أهم المزارات التاريخية والدينية بمحافظة أسيوط وكان يقول -بحسب الأهالي- "أنا من المتصرفين في قبورهم فمن كانت له حاجة فليأت مقابل وجهي ويذكرها فإنها تقضي ان شاء الله تعالى".

في نفس السياق كثفت مديرية أمن أسيوط الدوريات الأمنية لتمشيط الطرق الرئيسية والفرعية من وإلى مدينة أبوتيج لتأمين الزوار، ورفعت درجات الاستعداد القصوى تحسبًا لوقوع اي أعمال عنف.