"ركبني المرجيحة" في مصر vs "ديسباسيتو" في بورتوريكو.. الفرق واضح! (تقرير)

الفجر الفني

بوابة الفجر


تعود القيمة الأساسية للفن في مختلف دول العالم، ليس فيما يقدمه صناع هذا الفن للجمهور فقط، بل فيما ينعكس عليه من تأثير إيجابي على المجتمعات، التي ترتقي أو تتدهور بفعل الحركة الفنية على أرضها، فقد تستطيع أغنية واحدة أن تفعل ما تفشل الحروب والثورات في إنجازه أحياناً، فنجد أن الفن قادر على غزو العالم بدون أسلحة أو جيوش عملاقة، بل يعتمد على ما هو أعمق في النفس البشرية، وهو الإحساس بالشئ والتأثر به دون قصد، وهي المعادلة الصعبة التي ربما تتحقق في بعد المجتمعات ولا تحدث في غيرها.

أثار فيديو كليب أغنية "ديسباسيتو"، انتشارا كبيرا حول العالم، وأصبح سفيرا غنائيا لدولة "بورتوريكو" والمسماه بـ"ميناء الأغنياء" التابع للولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت خارج نطاق اهتمام الكثيرين، ولكن نجح صناع الكليب في جذب انتباه السياح حول العالم، إلى الكثير من الأماكن السياحية ببلدهم، وهو ما أدى إلى انتعاش السياحة بداخلها، بنسبة تجاوزت حاجز الـ٤٥٪‏، خلال فترة قصيرة من طرح الأغنية.

واستكمالا لنجاح الكليب في تنمية اقتصاد بلده، وزيادة إقبال السياح على بعض الأماكن السياحية بها، حقق فيديو كليب أغنية "ديسباسيتو" انتشارا واسعا عبر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" محققا عدد مشاهدات اقتربت من الـ٣ مليارات، منذ طرحه عبر الموقع وحتى الآن، وشارك في غناء الأغنية الفنانان لويس فونسي، ودادي يانكي، وأخرج الكليب كالوس بيريز، مع ظهور خاص لملكة الجمال زوليكا ريفير.

وفِي عام ٢٠١٢، طرح المغني الكوري الجنوبي ساي، فيديو كليب أغنية "غانغام ستايل"، استطاعت تحقيق أعلى نسب المشاهدة في تاريخ موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، وذلك لمدة ٤ سنوات كاملة، وفِي العام الخامس، تراجعت الأغنية إلى المرتبة الثانية، وحل محلها فيديو كليب  أغنية "سيويو أغين" ليوز خليفة وتشارلي بوث، محققا أكثر من ٢ مليار و٨٩٦ مليون مشاهد.

بالرغم من اتجاه صناع الأغاني حول العالم، لتقديم صورة جيدة عن بلادهم أمام غيرها من الدول، شهدت الساحة الفنية في مصر مؤخرا، تقديم أغنيات مبتذلة وغير لائقة، من بينها أغنية بعنوان "ركبني المرجيحة"، لفنان مغمور يُدعى أحمد أبو شامة، وظهرت معه موديل تُدعى دالي حسن، والأغنية من كلمات عطية نجم، وألحان زكي بلح، وإنتاج شركة رحيل للإنتاج السينمائي.

بالرغم من عدم انتماء الأغنية للفن الشعبي المعروف في مصر، لكنها استهدفت شريحة كبيرة من الجمهور، الذي تنوعت أرائه بين السخرية والهجوم على الفيديو كليب، وجاءت أغلب التعليقات على صوت الموديل ومكياجها وطريقة لبسها في الكليب، فيما حقق الكليب نسب كبيرة من المشاهدة عبر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حتى أصبح مثار شديد للجدل خلال أيام قليلة من طرحه.

هذه ليست المرة الأولى، التي يتم خلالها الإساءة إلى تاريخ الفن المصري أمام العالم، حيث ظهرت أغنية اخرى بعنوان "تعبتني" لمطربة مغمورة تُدعى سلوى مغربي، إحدى مشتركات برنامج اكتشاف المواهب الغنائية "إكس فاكتور"، والتي أبدت لجنة التحكيم بالبرنامج اعتراضها على مشاركتها به، لكنها اتجهت إلى تقديم فيديو تضمن كلمات "مبتذلة"، وتداوله عدد كبير من زوار مواقع "السوشيال ميديا"، معبرين عن سخريتهم من المطربة والكليب.

وفِي عام ٢٠١٥، ظهرت المطربة المغمورة سلمى الفولي، خلال فيديو كليب لأغنية بعنوان "سيب إيدي" أثار جدلا واسعا لدى الجمهور وقتها، حيث تضمنت كلمات الأغنية الكثير من العبارات المبتذلة والغير لائقة، كما ظهرت بطلة الكليب بملابس شبه عارية، مع الكثير من الإيحاءات الجنسية في حركاتها، مما تسبب في الهجوم الشديد على صناع الكليب، من المطربة والمخرج، واتهامهما بالفعل الفاضح، ثم حبسهما لفترة بعد ذلك