بن دغر: وحدة اليمن غير قابلة للاستمرار إلا بصيغة اتحادية جديدة

عربي ودولي

بوابة الفجر


قال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر السبت، إن الوحدة اليمنية "لم تعد قابلة للاستمرار إلا في صيغة اتحادية جديدة، وضعنا أسسها في مؤتمر الحوار الوطني". 

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها بن دغر في الحفل الذي أقيم اليوم في العاصمة المؤقتة عدن، بمناسبة الذكرى الثانية لتحريرها من سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سبأ". 

وأضاف بن دغر "مضى عامان على التحرير، ولا زالت الحرب مستمرة، ولا زال العدو (في إشارة للحوثيين وصالح) يرفض الانصياع لصوت العقل، تمده إيران وبعض الدول بأسباب الرفض". 

وسخر بن دغر من شعار (دم الجنوبي على الجنوبي حرام) الذي رددته المظاهرة التي دعا لها "المجلس الانتقالي الجنوبي" غير المعترف به، في الـ 7 من الشهر الجاري بقوله "البعض يقول دم الجنوبي على الجنوبي حرام، واستثنى البعض من هذا التحريم". 

وتابع: "نحن نقول وبالمطلق دم الجنوبي على الجنوبي حرام، ودم اليمني على اليمني حرام، ودم العربي والمسلم على العربي والمسلم حرام، بل إن دم الإنسان على الإنسان حرام". 

وأكد أنه "لن تعود الأمور كما كانت عليه قبل مارس 2015 (تاريخ سيطرة الحوثيين وقوات صالح على عدن) أو كما كانت عليه بعد 1994، (العام الذي شهد حرب الانفصال في 27 أبريل / نيسان واستمرت شهرين، وانتصر فيها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وحلفاؤه من الجنوبيين بقيادة الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وخسرها علي سالم البيض الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية) لكننا لن نستطيع صناعة حلول بمفردنا". 

واستطرد بن دغر "في الأفق لا أرى حلا سياسيا مقبولا على المستوى الوطني غير الدولة الاتحادية الكفيلة بالتوزيع العادل للسلطة والثروة". 

ونصت مخرجات الحوار الوطني الذي عقد في الفترة من مارس / آذار 2013 إلى يناير / كانون الثاني 2014، على عدم امتلاك أي طرف للسلاح الثقيل سوى الدولة، وتقسيم البلد إلى 6 أقاليم اتحادية. 

وكشف بن دغر جملة مشاريع ستنفذ في عدن منها "مشروع عملاق لمياه ومجاري عدن، كلفته تبلغ مليارات الريالات وفي الاتصالات لدينا مشروع عملاق بكل معنى الكلمة في الإنترنت، سنفتتحه في عدن الأيام القادمة"، دون تحديد موعد بدقة. 

كما قدم شكره لـ "الأشقاء في المملكة (العربية السعودية) والإمارات والكويت، ومصر، والسودان وتركيا" على ما قدموه لليمن خلال الفترة الماضية، دون مزيد من التفصيل.

ويشهد اليمن منذ خريف عام 2014 حربا بين القوات الموالية للحكومة من جهة، و"الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعا إنسانية وصحية صعبة فضلا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير. 

وتأتي تصريحات بن دغر في ظل أزمة سياسية يشهدها جنوب اليمن، إثر إعلان قيادات بالحراك الجنوبي اليمني في 11 مايو / أيار الماضي تشكيل "المجلس الانتقالي الجنوبي" لإدارة المحافظات الجنوبية المحررة من الحوثيين، برئاسة محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي. 

و"الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال عن الشمال يضم مكونات وفصائل متباينة الرؤى، ونشأ مطلع 2007 انطلاقا من جمعيات المتقاعدين العسكريين، وهم جنود وضباط سرحهم نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح من الخدمة، لكنه سرعان ما تحول من حركة تطالب باستعادة الأراضي المنهوبة والعودة إلى الوظائف، إلى المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله. 

"واندمج شمال اليمن وجنوبه في دولة الوحدة عام 1990، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من "التهميش" و"الإقصاء" أدت إلى إعلان الحرب الأهلية التي استمرت قرابة شهرين في 1994، وعلى وقعها لا تزال قوى جنوبية تطالب بالانفصال مجددا وتطلق على نفسها "الحراك الجنوبي".