مسؤولون خليجيون: الإجراءات ضد قطر ستستمر وتتعزز

عربي ودولي

أمير قطر
أمير قطر



أكد مسؤولون خليجيون، أنه لا مجال للمساومة على المطالب التي قدمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وأن الالتزام بتطبيق اتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية لعام 2014، والالتزام بـ"إعلان الرياض"، الذي تمخضت عنه قمة الرياض العربية الأمريكية، هو الأساس الذي يعتمد عليه أي جهد لحل الأزمة.

وفي غضون ذلك قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أن القطيعة مع قطر ستطول على ضوء الشواهد الماثلة، وأن الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في سبيل عزل التآمر، مستمرة وستتعزز.

وأضاف قرقاش، في تغريدات على حسابه في "تويتر"، تطرق فيها إلى الأزمة التي تسببت بها قطر والأفق المستقبلية في ظل رفض قطر تغيير توجهاتها الداعمة للإرهاب: "متجهون إلى قطيعة ستطول، هو ملخص الشواهد التي أمامنا، وكما تصرخ قطر بالقرار السيادي فالدول الأربع المقاطعة للإرهاب تُمارس إجراءاتها السيادية".

وأكد أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، "تملك كل الحق في حماية نفسها وإغلاق حدودها وحماية استقرارها وعزل التآمر عنها"، لافتاً إلى أن "إجراءاتها في هذا السياق مستمرة وستتعزز".

وأضاف: "الحقيقة أننا بعيدون كل البعد عن الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر لتوجهها، وفي ظل ذلك لن يتغير شيء، وعلينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات". 

وأوضح وزير الخارجية الإماراتية: "أرى أزمة قطر، وبعد الصخب المصاحب، تتجه إلى مرحلة "النار الهادئة" ونحن ندرك يوماً بعد يوم أن الجار المربك والمرتبك لا يرى الحاجة ليراجع مساره".

القاعدة الأمريكية

وفي تفاصيل ملف رعاية قطر للإرهاب، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الدوحة لن تستطيع لي زراع واشنطن باستضافة القاعدة الأمريكية، لأن هناك عشر دول سترحب بها حال قررت واشنطن نقلها، وقال "إن قطر عرفت بتمويل الإرهاب، وطلبنا منهم التوقف عن تمويله"، مشدداً على أنه لا يمكن السماح للقطريين القيام بذلك.

وأكد ترامب، في حديث خاص لقناة "كريستيان برودكاستينغ" أن الإرهاب وحش ولا بد من الاستمرار في "تجويع هذا الوحش"، مشيداً في ذات الوقت بالجهود التي تقوم بها دول الخليج والدول العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب، مؤكداً ثقته في أن تلك الدول ستنجح في مسعاها.

وتحدث الرئيس الأمريكي عن زيارته للملكة العربية السعودية في نهاية مايو الماضي ومشاركته في القمة الأمريكية العربية الإسلامية، وأوضح أن السعودية احتضنت قمة عظيمة، وكان أهم محاور النقاش هو الأموال الطائلة التي تنفق لتمويل الإرهاب.

كما أجرى خادم الحرمين الشريفين اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأمريكي أمس هنأه فيه بما تحقق من انتصار سريع على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، مثمناً دور الولايات المتحدة في قيادتها للتحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم والقضاء عليه، ومنوهاً بما تحقق من إنجازات كبيرة في محاربة الإرهاب في وقت وجيز منذ تولي ترامب مهام منصبه في البيت الأبيض.

وأشار خادم الحرمين إلى أن المملكة تؤكد مجدداً وقوفها بكافة إمكانياتها لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه للقضاء عليه. 

وقد أبدى ترامب تقديره لدور المملكة في مكافحة الإرهاب وجهودها الحثيثة في هذا المجال، متمنياً أن يسهم هذا الانتصار في دحر قوى الشر وداعميها في المنطقة.

وذكر بيان البيت الأبيض أن الزعيمين بحثا الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة مع قطر وضرورة متابعة الالتزامات حتى إتمامها، وهي الالتزامات التي تم التعهد بها في القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض في مايو الماضي.

استهداف استقرار المنطقة

وظهرت أمس أدلة جديدة على الرعاية القطرية للإرهاب الذي يستهدف أمن دول الخليج العربي، حيث عرضت جميع القنوات التلفزيونية بالدولة لقاء مع عبدالرحمن بن صبيح خليفة السويدي العضو السابق في التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين في الإمارات الذي قدم اعترافات حول الجرائم التي قام بها التنظيم ومخططاته لزعزعة أمن الدولة بدعم من حكومة قطر علاوة على الدور المشبوه لبعض المؤسسات الخيرية القطرية.

واعتبر صبيح في حديث متلفز خلال فيلم وثائقي بعنوان "الملفات القطرية لدعم الإرهاب" أن الفترة الراهنة، التي تتزامن مع أزمة قطر هي الوقت المناسب لاستعراض تجربته المؤلمة وأخذ العبر منها لكي لا ينجر المزيد من الأشخاص إلى التنظيمات المتشددة مجدداً وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية.

وكشف عبدالرحمن بن صبيح عن أن قطر قدمت جميع التسهيلات واحتضنت الإخوان المسلمين ودعمت التنظيم بطريقة علنية وسهلت تحركاتهم ودعمت الهاربين مادياً ومعنوياً وإعلامياً. 

وقال: "قطر لم تترك الإخوان تائهين بل دلتهم على الأبواب التي يمكن طرقها لتفريغ الحقد والكراهية والبغض لدولة الإمارات".

وأكد أن قناة الجزيرة القطرية كان لها دور في دعم أعضاء التنظيم الهاربين وتدريب التنظيم السري، مشيراً إلى دورة تدريبية تم تنفيذها بالدولة لتدريب أعضاء التنظيم على إشاعة الفوضى عبر التواصل الاجتماعي وإثارة القلاقل في الإمارات.

وكشف عبدالرحمن خليفة بن صبيح السويدي عن دور يوسف القرضاوي في توظيف أموال قطر لخدمة الإرهاب، مؤكداً أنه أسهم في توظيف أموال تبرعات الشعب القطري لخدمة أهداف إرهابية ومغرضة في البلدان المجاورة.

وحول الجهات التي تمولها قطر كشف عبدالرحمن بن صبيح عن أن قطر سيطرت على اتحاد المنظمات الإسلامية الأوروبية عبر أموالها وفتاوى القرضاوي كما أن جماعة الإصلاح في اليمن تعتبر أهم مستقطب للمساعدات القطرية لترويج هذا الفكر المتطرف وتفريخ الإرهابيين.

وقد حظي اللقاء بمتابعة وتفاعل الملايين على مواقع الإعلام الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاق "#قطر_تدعم_إرهاب_الإخونجية" ترتيب ترند الإمارات مع بداية بث اللقاء بعدد مشاهدات تتجاوز 18 مليون مشاهدة حول العالم.

ورغم الأدلة التي باتت تلتف على عنق تنظيم الحمدين، خرج وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بموقف أثبت انفصاله عن الواقع مجدداً، حيث زعم في مؤتمر صحفي بتركيا أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "لم تقدم إلى دولة قطر أي شي يثبت تورطها بتمويل الإرهاب".