4 أسباب تطيح برئيس "القابضة لتجارة الأدوية"

العدد الأسبوعي

عادل عبدالرحيم -
عادل عبدالرحيم - رئيس القابضة لتجارة الأدوية


1- 227 مليون جنيه خسرتها الشركة عام 2016.. وحققت أقل معدل نمو فى تاريخها

2- تنازل عن أرض بـ6 أكتوبر قيمتها 62 مليون جنيه لشركة خاصة

3- رفض إقالة أصدقائه من رئاسة الشركات التابعة رغم الخسائر الفادحة

4- المصروفات التهمت الأرباح رغم زيادة أسعار الأدوية بنسبة 100%


تراجعت نتائج أعمال الشركة القابضة للأدوية، على مدار الخمس سنوات التى تولى فيها رئاستها الدكتور عادل عبدالحليم، ورغم إقالته فى مايو 2016، إلا أن الوضع يبقى على ما هو عليه دون تغيير، حيث يستمر رؤساء الشركات التابعة الذين قام «عبدالحليم» بتعيينهم قبل إقصائه فى مواقعهم، رغم تراجع الأرباح.

تولى عادل عبدالحليم، رئاسة الشركة القابضة للأدوية وشركاتها الـ11 التابعة عام 2012، وكان إيراد النشاط قد حقق عام 2011 فى عهد رئيس الشركة السابق د.مجدى حسن، مبلغ 6.90 مليار جنيه، وبلغت الأرباح الشاملة 394 مليون جنيه.

فى حين وصل إيراد النشاط فى عام 2016، وهو العام الأخير لعادل عبدالحليم، إلى 10.8 مليار جنيه، بزيادة قدرها 4 مليارات جنيه تقريبا، فى حين انهارت الأرباح حتى بلغت فى نفس العام 167مليون جنيه، بانخفاض 227 مليون جنيه.

ورغم زيادة أسعار الدواء، التى انعكست على زيادة الأرباح بما لا يقل عن 300 مليون جنيه، إلا أن ارتفاع المصروفات والمخالفات، التهم تلك الزيادة، ما أدى إلى تراجع الأرباح، وتدخلت الجهات الرقابية للاطاحة برئيس الشركة القابضة للأدوية، وتولى المحاسب محمد ونيس، رئاستها فى مايو 2017.

من أهم الأسباب التى أدت إلى تدخل الجهات الرقابية للاطاحة بـ«عبدالحليم» هى قيامه عام 2016 بالتنازل عن أرض مساحتها 261 مترا مربعا، بمدينة 6 أكتوبر، لشركة بولا ربس الدولية، التى كانت قد باعتها لشركة القاهرة للأدوية عام 2009، بإجمالى 61.335 مليون جنيه، وهو ما أثار ريبة وشك الجهات الرقابية.

من بين رؤساء الشركات الذين قام «عبدالحليم» بتعيينهم أثناء توليه رئاسة القابضة للأدوية، د.طارق محمد عبدالرحمن، وتم تعيينه رئيسا وعضوا منتدبا لشركة الجمهورية للأدوية، والخسائر التى تكبدتها الشركة عام 2016، قام «عبدالحليم» بنقله رئيسا وعضوا منتدبا للشركة المصرية لتجارة الأدوية.

قام رئيس الشركة القابضة للأدوية السابق، بتعيين أسامة عبدالباسط، رئيسا وعضوا منتدبا لشركة النيل للأدوية، وأظهر نتائج أعمال الشركة عن عام 2016 انهيارا، كان يجب على أثره عزل وتقديم رئيسها للمساءلة القانونية، إلا أنه قد يتولى رئاسة الشركة القابضة للأدوية، حسبما علمت «الفجر».

قام «عبدالحليم» أيضا بتعيين عادل طلبة، رئيسا لمجلس الإدارة، وعضوا منتدبا للشركة المصرية للأدوية، رغم أنه كان مفصولاً من العمل بإحدى الشركات الخاصة «نوفارتس للأدوية»، ثم تولى هيئة المصل واللقاح وتسبب فى خسارتها 300 مليون جنيه، ما استدعى استغناء وزير الصحة فى ذلك الوقت عنه، وكانت بداية استعانة د.عادل عبدالحليم به فى عام 2013 عندما قام بتعيينه رئيساً وعضوا منتدبا لشركة «سيد» للأدوية، وهو ما تسبب فى انخفاض الأرباح شاملة الضرائب من 32 مليون جنيه، إلى 11 مليونا فقط عام 2014/2015 بخسارة قدرها 21 مليون جنيه، مقارنة بعام 2013.

قام «عبد الحليم» أيضا بتعيين صديقه بشركة سيد، وشريكه فى مخازن «غنيم للأدوية» شريف السبكى، عضوا منتدبا للفروع والصيدليات بالشركة المصرية لتجارة الأدوية، وبدأت صداقة الاثنين عندما كان «شريف» خبير التسويق بشركة سيد للأدوية، وكان عادل عبدالحليم يتولى وقتها رئاسة الشركة.

ونتيجة لثورة العمال بشركة «سيد» للأدوية ضد شريف السبكى، اضطر دكتور مجدى حسن، الرئيس الأسبق للشركة القابضة للأدوية، إلى ندبه بالشركة القابضة للأدوية، وحينما تولى عادل عبدالحليم، رئاسة الشركة القابضة، عينه رئيساً لقطاع التسويق بالشركة العربية للأدوية عام 2013، وتسبب فى انهيار المبيعات إلى 172 مليون جنيه، بدلاً من 184 مليون جنيه عام 2012، كما تسبب فى تراجع الأرباح إلى 260 ألف جنيه عام 2013، بدلاً من 5.5 مليون جنيه عام 2012.

وفى عام 2015 زادت مبيعات الشركة العربية للأدوية إلى 223 مليون جنيه، مقابل 210 ملايين جنيه عام 2014، بزيادة قدرها 13 مليون جنيه فقط .

ورغم ذلك قام رئيس الشركة القابضة للأدوية، بتعيينه عضوا منتدبا للفروع والصيدليات بالشركة المصرية لتجارة الأدوية.

فى عام 2016 انهارت نتيجة أرباح الشركة المصرية إلى 136.7 مليون جنيه، مقابل مستهدف قدره 210.2 مليون جنيه، بانخفاض قدره 73 .5 مليون جنيه، بنسبة انخفاض 35%، عن المستهدف، و27.8% عن العام السابق 2015، وهى أقل نسبة أرباح تحققها الشركة المصرية.

كما قام عادل عبدالحليم بتعيين صديقه بشركة «سيد»، فضل أنور، عضوا بمجلس إدارة شركة نصر للمستحضرات الطبية، وكان مديرا لمكتب عادل عبدالحليم، أثناء توليه رئاسة شركة سيد، على مدار خمس سنوات، ثم قام بتعيينه رئيساً للقطاع الإدارى لشركة «سيد»، وفى ديسمبر 2014 قام بندبه للعمل معه بالشركة القابضة للأدوية، رئيساً للقطاع الإدارى، فى يوليو 2015 قام «عبدالحليم» بنقله للقابضة.

كما قام «عبدالحليم» بتعيين د. منى ماجى، رئيساً لمجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر للمستحضرات الطبية، وتربطهما صداقة عمل منذ كان عادل عبدالحليم، رئيسا لشركة «سيد». بالرغم من أن خسائر شركة مصر للمستحضرات الطبية، بلغت 16 مليون جنيه عام 2015، مقابل 20 مليون جنيه عام 2014، بقيت فى منصبها.

استمرت خسائر «مصر للمستحضرات الطبية» فى عهد د.منى ناجى إلى عام 2016، حيث وصلت إلى 14 مليون جنيه، رغم زيادة الإيراد إلى 224.3 مليون جنيه، عام 2016، وكان قد بلغ 199.9 مليون جنيه عام 2015، واستمرت «ناجى» فى منصبها لأربع سنوات رغم خسائر الشركة.

كما قام بتعيين أسامة عبدالستار، رئيساً لمجلس الإدارة وعضواً منتدباً لشركة ممفيس للأدوية، وخسرت فى عام 2015، مبلغ 11 مليون جنيه، مقابل أرباح فى 2014 قيمتها مليونا جنيه. كما قام د.عادل عبدالحليم، بالتجديد للدكتور أحمد ليلة، بالشركة القابضة للأدوية، وهو دكتور بكلية الصيدلة، جامعة الأزهر، وكان يعد نفسه لتولى القابضة خلفا لعادل عبدالحليم، إلا أن الجهات الرقابية استبعدته، قبل أن يتقدم باستقالته فى مارس 2017.

كما قام بتعيين د.حسن عبدالحى، رئيساً لمجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة النصر للكيماويات الدوائية، رغم تسببه فى خسائر للشركة وصلت عام 2015 إلى 87 مليون جنيه، زيادة من 70 مليون جنيه عام 2014.

ورغم ذلك ظل فى منصبه، وحققت الشركة خسائر 89 مليون جنيه، عام 2016، لكن «المركزى للمحاسبات» قدر الخسائر بـ169 مليون جنيه، ما اضطر «عبدالحى» إلى تقديم استقالته فى مارس 2017.

كما قام «عبدالحليم» بتعيين د. أحمد فتحى حجازى، رئيسا لمجلس الإدارة، وعضوا منتدبا لشركة سيد للأدوية، قادما من منصب العضو المنتدب للشئون التجارية بشركة النصر للكيماويات الدوائية، بعد أن بلغت خسارئرها 97 مليون جنيه عام 2015. وتراجعت نتائج أعمال شركة سيد عام 2016، فى ظل تولى «حجازى « رئاستها، حيث بلغت إجمالى المبيعات 576 مليون جنيه، والأرباح شاملة الضرائب 20.6 مليون جنيه، ما يعنى أن الأرباح الحقيقية للشركة بلغت 10.1 مليون جنيه فى عام 2016 وهى الأقل فى تاريخ الشركة.

كما قام رئيس القابضة للأدوية السابق، بتعيين د.السيدة عبدالرحمن، عام 2015، رئيساً لمجلس إدارة «غير متفرغ» للشركة العربية، وكان عمرها فى ذلك الوقت يزيد على 65 عاماً، وكان قد تم عزلها من شركة ممفيس للأدوية، منذ أربع سنوات، بسبب سوء النتائج.

كما قام بتعيين د.أمل عبدالكريم، عضوا بمجلس إدارة شركة النيل للأدوية، وكانت تشغل منصب رئيس قطاع الإنتاج بشركة سيد، وتعد إحدى تلميذات عادل عبدالحميد.

كما قام الأخير بالتجديد للدكتور جمال حافظ، رئيسا لمجلس الإدارة، وعضوا منتدبا لشركة القاهرة للأدوية، رغم تراجع نتائج الأعمال، وبلوغه الـ65 عاماً، وهو نفس دفعة د.عادل عبدالحليم، بكلية الصيدلة.

وفى مارس 2017 اعتصم العمال ضد «جمال حافظ» ومنعوه من دخول مقر الشركة، فاضطر إلى تقديم استقالته.

لكل ذلك انهارت أرباح الشركات التابعة للقابضة للأدوية، حتى وصلت أدنى مستوى لها منذ 20 عاما، حيث انخفضت الأرباح شاملة الضرائب إلى 281 مليون جنيه فقط عام 2015، مقابل 328 مليون جنيه عام 2014، و359 مليون جنيه عام 2013، بانخفاض قدره 47 مليون جنيه عام 2014، و78 مليون جنيه عام 2013.