"إكسون موبيل" تحاول تخفيف الحصار عن قطر لتحقيق مكاسب تجارية

الاقتصاد

أكسون موبيل - أرشيفية
أكسون موبيل - أرشيفية


في خطوة جديدة تؤكد أن المصلحة الأمريكية في المنطقة هي العامل الوحيد الذي يحرك أكبر دولة في العالم ولو على حساب الشعوب، التقى أمس وزير خارجية أمريكا ريكس تيلرسون مع نظرائه بالدول الأربع المقاطعة لقطر "مصر والسعودية والإمارات والبحرين"، في محاولة للتوصل لحل للأزمة القطرية وضمان عدم تعرض قطر لمزيد من المضايقات خصوصاً على الجانب الاقتصادي.

 

وتعكس المؤشرات انحياز وزير الخارجية الأمريكي للجانب القطري في الأزمة، حيث اختتم تيلرسون جولته الخليجية بلقاء مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لإطلاعه على نتائج اللقاءات مع وزراء خارجية الدول المقاطعة، وهو اللقاء الثاني لهما خلال يومين، وهو ما يعكس القلق القطري والذي تحاول أمريكا تهدئته بتأكيد حمايتها لحليفتها قطر التي تعتبر شريك استراتيجي لها على مستوى المنطقة خصوصاً في الجانب الاقتصادي.

 

ويؤكد الوضع الراهن أن الهدف الحقيقي لزيارة تيلرسون هي محاولة إثناء الدول المقاطعة لتخفيف الحصار المفروض على قطر وضمان عدم تعرضها لعقوبات اقتصادية جديدة خصوصاً على الشركات العالمية التى تعمل بقطر وعلى رأسها أكسون موبيل التى تعتبر من أكبر المطورين لحقول الغاز القطري وأكبر المستفيدين من الأزمة الحالية.

 

وقد بدء وزير الخارجية الأمريكي دعمه لقطر في أزمتها بتوقيع اتفاقية لمكافحة تمويل "الإرهاب"، داعياً الدول المقاطعة للانضمام إليها لتوفير إطار حماية قانونية "مدفوع مقدماً" لقطر وتحسين صورتها أمام العالم.

 

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أن "الاتفاقية مع قطر تضمن أن البلدين يتحملان المسؤولية للتعاون ووقف تمويل الإرهاب"، رغم عدم تحديده آليات لكيفية مكافحة الإرهاب أومراقبة مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، وهو ما يجعل الاتفاقية مجرد شو إعلامي لتخفيف الضغط على قطر وإعطائها مساحة أكبر للتفاوض والمماطلة.

 

وبالنظر إلى خلفية وزير الخارجية الأمريكي تتضح الكثير من الحقائق، التى تكشف نوايا الولايات المتحدة الأمريكية ووزير خارجيتها من هذا التحرك وفي هذا التوقيت.

 

 حيث شغل تيلرسون منصب رئيس مجلس إدارة شركة إكسون موبيل النفطية منذ عام 2006، قبل أن ينضم إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أول فبراير الماضي، حيث يأتي تيلرسون وترامب من خلفية اقتصادية واحدة، وهو ما يكشف المغذى الحقيقي من الزيارة التى جاءت عقب لقاء لأمير قطر مع رئيس شركة أكسون موبيل الحالي دارين وودز  بالدوحة في 26 يونيو الماضي.

 

 

وبالنظر لتوجهات تيلرسون نجده "تاجر"  يشغله تحقيق المكاسب التجارية بأي طريقة دون مراعاة لمبادئ أخلاقية أو قرارات سياسية، حتى وإن كانت أمريكية حيث أنه على علاقات تجارية وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و قد ولدت جدلا واسعا داخل امريكا، كما أنه في عام 2014 عارض تيلرسون بشدة فرض العقوبات الأمريكية ضد روسيا.

 

وشغل تيلرسون سابقاً مدير شركة نفط اميركية-روسية مشتركة اكسون نفط غاز، بل أنه حائز على وسام الصداقة الروسي حيث منحه له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين "مجلس النواب الروسي" في عام 2012.

 

وفي يناير 2017، تم الكشف عن أنه في حين كان تيلرسون أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة إكسون موبيل، اجرت تعاملات تجارية مع إيران و سوريا، و السودان عندما كانت تلك الدول تحت العقوبات الأمريكية وهو ما يعكس بوضوح شخصية الرجل وسعيه الدائم لتحقيق الربح بغض النظر عن العواقب.

 

ودخلت إكسون موبيل في شراكة مع قطر للبترول لتطوير حقل الشمال، الذي يعد أكبر حقل للغاز غير المصاحب في العالم، وشاركت من خلال المشاريع المشتركة "راس غاز" و"قطر غاز"، في 12 من 14 مرحلة للغاز الطبيعي المسال، و 27 من أكبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال في العالم، وثلاث محطات لاستقبال الغاز في أوروبا والولايات المتحدة، وأكبر مصفاة للمكثفات في قطر.


وتوجد اتفاقيات تطوير بين قطر Exxon mobil منذ ما يزيد على 10 سنوات، حيث ساعدت الشركة الأمريكية العملاقة قطر على أن تصبح أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.


واستثمرت إكسون، في محطات لمعالجة الغاز الطبيعي المسال، وسفن للنقل وبنية تحتية، تعطل دورها مع غلق المنافذ البحرية الإماراتية المهمة في تصدير الغاز.


وكانت  أعلنت قطر للبترول في بداية الشهر الجاري، أنها ستقوم برفع الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال القطري من 77 مليون طن إلى 100 مليون طن سنوياً بزيادة 30 %  من خلال مضاعفة حجم المشروع الذي كانت قد أعلنت عنه في شهر إبريل الماضي والمتعلق بتطوير القطاع الجنوبي لحقل الشمال ليبلغ إنتاجه نحو مليون برميل نفط مكافئ من الغاز الطبيعي والمكثفات والمنتجات المصاحبة الأخرى، وهو ما أسال لعاب الشركة الأمريكية.