مصطفى وعلي أمين.. توأم الصحافة المصرية

منوعات

مصطفى وعلي أمين
مصطفى وعلي أمين


مصطفى أمين (21 فبراير 1914 فى القاهرة، توفى 13 أبريل 1997 فى القاهرة)، هو صحفى وكاتب مصرى، وقام مع شقيقه على أمين بتأسيس صحيفة أخبار اليوم، ولد على أمين فى 21 فبراير عام 1914، ووالدته هى ابنة شقيقة زعيم الأمة سعد زغلول، وقضى على أمين وشقيقه مصطفى أمين طفولتهما وصباهما فى بيت الأمة فى كنف الزعيم سعد زغلول، عاشا فترة من صباهما فى مدينة دمياط لظروف عمل والدهما، وهناك تعرفا على جلال الدين الحمامصى وامتدت صداقتهم إلى آخر العمر.

ولد التوأمان مصطفى وعلى أمين فى 21 فبراير 1914، كان والدهما أمين أبو يوسف محاميا كبيرا، أما والدتهما فهى ابنة أخت الزعيم سعد زغلول، ومن هنا انعكست الحياة السياسة بشكل كبير على حياة الطفلين حيث نشأ وترعرعا فى بيت زعيم الأمة.

سافر مصطفى أمين إلى أمريكا لإكمال دراسته فالتحق بجامعة جورج تاون، ودرس العلوم السياسية، وحصل على درجة الماجيستير فى العلوم السياسية مع مرتبة الشرف الأولى عام 1938، ثم عاد إلى مصر وعمل كمدرس لمادة الصحافة بالجامعة الأمريكية لمدة أربع سنوات.

كانت الصحافة هى العشق الأول لمصطفى أمين وكذلك شقيقه، وبدأ العمل بها مبكرا وذلك عندما قدما معا مجلة “الحقوق” فى سن الثمانى سنوات، والتى اختصت بنشر أخبار البيت، تلا ذلك إصدارهما لمجلة “التلميذ” عام 1928، وقاما فيها بمهاجمة الحكومة وانتقاد سياساتها، فما لبثت أن تم تعطيل إصدارها، أعقبها صدور مجلة “الأقلام” والتى لم تكن أوفر حظا من سابقتها حيث تم إغلاقها أيضا.

فى عام 1930 انضم مصطفى للعمل بمجلة “روز اليوسف”، وبعدها بعام تم تعيينه نائبا لرئيس تحريرها وهو لايزال طالبا فى المرحلة الثانوية، وحقق الكثير من التألق فى عالم الصحافة، ثم انتقل للعمل بمجلة “آخر ساعة” والتى أسسها محمد التابعى، وكان مصطفى أمين هو من اختار لها هذا الاسم.

كان مصطفى أمين صحفيا بارعا يعشق مهنته يتصيد الأخبار ويحملها للمجلة، يتمتع بقدر كبير من الإصرار والمثابرة، ويسعى وراء الخبر أينما كان، وكان أول باب ثابت حرره بعنوان “لا يا شيخ” فى مجلة روز اليوسف.

وقد أصدر مصطفى أمين عددا من المجلات والصحف منها “مجلة الربيع ” و”صدى الشرق” وغيرهما والتى أوقفتها الحكومة نظرا للانتقادات التى توجهها هذه المجلات والصحف إليها.

شهد عام 1944 مولد جريدة “أخبار اليوم” بواسطة كل من مصطفى وعلى أمين، وكانت هذه الجريدة بمثابة الحلم الذى تحقق لهما، وبدأ التفكير بها بعد استقالة مصطفى من مجلة “الاثنين” حيث أعلن عن رغبته فى امتلاك دار صحفية تأتى على غرار الدور الصحفية الأوروبية، وبالفعل ذهب مصطفى أمين إلى أحمد باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدث معه فى الصحيفة الجديدة، وطلب منه ترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم “أخبار اليوم”، وبدأ مصطفى فى اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة فى 22 أكتوبر 1944، وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد صدور أول عدد من “أخبار اليوم”، وقد حققت الصحيفة انتشارا هائلا، وتم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول، وقد سبق صدورها حملة دعاية ضخمة تولتها الأهرام، وقد قام الأخوان أمين بعد ذلك بشراء مجلة “أخر ساعة” عام 1946 من محمد التابعى.

أما مصطفى أمين فتختلف حياته بعض الشىء عن حياة على أمين التحق بروز اليوسف وهو طالب ثم هاجر من روزاليوسف إلى آخر ساعة عندما أسسها محمد التابعى عام 1934، وكان قد بدأ مصطفى أمين فى روز اليوسف بعد أن صدرت عام 1925، وهو الذى قدم إحسان عبد القدوس لمحمد التابعى بعد أن اختلف إحسان مع والدته السيدة فاطمة اليوسف وترك مصطفى أمين آخر ساعة إلى دار الهلال، ومن الطريف فى حياة مصطفى أمين أنه حكم عليه عام 1939 بالسجن لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ بتهمة العيب فى ذات “الأمير محمد على” ولى العهد وقد ألغى الحكم عام 1942 فى عهد وزارة مصطفى النحاس باشا.

وقد بدأت العلاقة بين سلطة 23 يوليو عام 1952 وبين صاحبى أخبار اليوم بداية درامية فقد اعتقلا يوم الأربعاء 23 يوليو عام 1952 وخرجت العناصر المعادية للتوأم وأخبار اليوم ولكن مساء يوم26 يوليو عام 1952 لم توجه لهما السلطة الجديدة أى اتهام وخرجا يمارسان العمل فى أخبار اليوم.

ويذكر القراء ما قام به الصحفى الوطنى الجسور مصطفى شردي رئيس تحرير الوفد فيما بعد، وما قام به الصحفى الكبير مصطفى أمين إزاء العدوان الثلاثى أكتوبر عام 1956، وظل رشدى داخل بورسعيد وحمل آلة تصوير وجعل الأفلام التى تفضح بشاعة العدوان وتسلل فى ليل دامس فى ملابس صياد وغاص فى بحيرة المنزلة، ووصل إلى دار أخبار اليوم فى الفجر وسلم أفلام الدمار إلى الأستاذين “مصطفى وعلى أمين” وبأمر من القيادة حمل مصطفى أمين هذه الصور النادرة وطار بها ووزع الصور على كبرى صحف العالم لتنشر على صدر صفحاتها الأولى بفضح العدوان الثلاثى.. إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.

القضية التى اتهم فيها مصطفى أمين بأنه كان مكلفا من جمال عبد الناصر باستمرار الاتصال بالولايات المتحدة، وكانت القيادة تمده بما ينبغى أن يقوله لمندوبى أمريكا، وأن ينقل إلى “جمال عبد الناصر” ما يقوله الأمريكيون، وعندما ساءت العلاقات بين مصطفى أمين وعبد الناصر وغيره من القيادات قبضوا عليه وحاكموه بالمعلومات التى كانوا قد أعطوها له سلفا ليسلمها إلى المندوبين الأمريكتين، وصدر عليه الحكم بالسجن 9 سنوات قضاها مصطفى أمين فى السجن وقضاها على أمين خارج مصر.

وبعد وفاة جمال عبد الناصر فى 29 سبتمبر عام 1970 قام المدعى الاشتراكى الدكتور مصطفى أبو زيد بدراسة قضية مصطفى أمين وانتهى إلى: “أن الحكم ضد مصطفى أمين بنى على أدلة باطلة، وأن مصطفى أمين تعرض لإكراه بدنى ومعنوى لا طاقة للبشر باحتماله”، وصدر قرار جمهورى نشر فى الوقائع المصرية يقضى بإسقاط الحكم الذى صدر ضد مصطفى أمين، وتم الإفراج عنه وأصدر عدة كتب منها “سنة أولى سجن” سجل فيها الإكراه البدنى والمعنوى الذى تعرض له ولا طاقة للبشر باحتماله، وأصدر “السادات” قرار بتعيين “على أمين” رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، وقرار بتعيين مصطفى أمين رئيسا لتحرير أخبار اليوم، وكان “على أمين” خلال 9 سنوات بعيدا عن القاهرة يعمل خبيرا لصحف ومجلات “دار النهار” ودار الصياد فى بيروت، وبعد حرب أكتوبر عام 1973 طلب منه “السادات” أن يعود فورا إلى القاهرة فعاد، وأصدر “السادات” قرارا بتعيين “على أمين” رئيسا لتحرير الأهرام.

وبعد الإفراج عن مصطفى أمين سافر مصطفى إلى لندن للعلاج وعاد إلى مصر فى 14 مايو عام 1974م، وكان “مصطفى أمين” قد قرر بينه وبين نفسه أن يبدأ مرحلة جديدة فى حياته، فكنا نرى طابورا طويلا ينتظره من الجماهير فى الصباح وهو يدخل على أخبار اليوم ويرحب بكل واحد ويتسلم منه شكواه، يعرض بعضها فى عموده المتميز فكرة، ويرسل الشكاوى الآخرى إلى المتخصصين الذى يستمعون للكاتب الكبير، وإنجاز للديمقراطية والحريات وحرية تكوين الأحزاب وحرية العمل السياسى وكتب مقاله الشهير عن هرولة حزب مصر إلى الحزب الوطنى الديمقراطى الذى أسسه السادات، فوقعهت فجوة فى العلاقات بين رئيس الدولة وبين الكاتب الصحفى الكبير.

قدم مصطفى أمين خلال حياته العديد من المؤلفات القيمة نذكر منها: تحيا الديمقراطية، من عشرة لعشرين، من واحد لعشرة، نجمة الجماهير، أفكار ممنوعة، الـ 200 فكرة، سنة أولى سجن، ست الحسن، لكل مقال أزمة، أسماء لا تموت “مشاهير الفن والصحافة”، صاحبة الجلالة فى الزنزانة، صاحب الجلالة الحب، لا، النحو الواضح – ثانوى وابتدائى بالاشتراك مع على الجارم.

وقد كان له هو وشقيقه “علي” العديد من النشاطات الخيرية والاجتماعية، فنفذ الشقيقان أمين مشروعا خيريا أطلقا عليه “ليلة القدر”، كما كانا صاحبا الفضل فى ابتكار فكرة عيد الأم وعيد الأب وعيد الحب.

بدأ مشروع “ليلة القدر” فى 15 فبراير 1954 بمقال نشره مصطفى أمين فى أخبار اليوم جاء فيه ” فى قلب كل إنسان أمنية صغيرة تطارده فى حياته وهو يهرب منها إما لسخافتها أو لارتفاع تكاليفها، فما هى أمنيتك المكبوتة؟، أكتب لى ما هى أمنيتك وسأحاول أن أحققها لك، سأحاول أن أدلك على أقصر الطرق لتحقيقها بشرط ألا تطلب منى تذكرة ذهاب وإياب إلى القمر”. وقد حقق هذا المشروع الكثير من النجاح حيث انهالت على الجريدة العديد من الخطابات، وتم تلبية طلبات العديد من أصحاب الاحتياجات، وتوسع هذا المشروع بعد ذلك وتفرعت أنشطته.

أنشأت جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية والتى تعتبر بمثابة التتويج الحقيقى لمشاعر الأب الذى يحتضن أبنائه ويشجعهم ويحفزهم على مزيد من النجاح فى بلاط صاحبة الجلالة ولم يقتصر هذا التكريم على الصحفيين بل امتد للمصورين ورسامى الكاريكاتير وسكرتارية التحرير الفنية وأيضا الفنانون، ومن الفنانين الذين حصلوا على جائزته فاتن حمامة ويحيى الفخرانى ونور الشريف وعبلة كامل ويحيى العلمى وعمار الشريعى وغيرهم، وكانت علاقات مصطفى أمين جيدة بالفنانين كان أشهرها مع الفنانة أم كلثوم والتى وقفت بجوار أخبار اليوم فى عثراتها المالية وعبد الحليم حافظ والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب ونجاة وكامل الشناوى وكمال الطويل وفاتن حمامة وغيرهم ويقول مصطفى أمين عن صداقاته للنجوم إن الحياة بجانب النجوم مرهقة ومتعبة ولكنها لذيذة وأنت فى بعض الأحيان لا تستطيع أن ترى جمال الصورة إلا إذا ابتعدت عنها فالأضواء الساطعة تعميك، إننى أحب الناس كل الناس.


هل تزوج مصطفي أمين من أم كلثوم؟

من المعروف أن الكاتب الكبير الراحل مصطفي أمين كان أكثر الصحفيين قربا من أم كلثوم وأكثرهم متابعة لأخبارها إلي جانب أنه كان ينفرد بالسبق الصحفي لأهم أخبارها وهو الذي نشر خبر زواجها من الموسيقار الراحل محمود الشريف.. ولكن السؤال الذي يتردد هل بسبب هذا التقرب يمكن يكون هناك زواج؟

المؤرخة الموسيقية الدكتورة رتيبة الحفني فجرت مفاجأة في مكتبة الاسكندرية حيث قالت في مؤتمر صحفي عن الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم بأنها تزوجت سرا من الكاتب الراحل مصطفي أمين مؤسس أخبار اليوم وعاشا معا 11 عاما وكان عقد زواجهما عند الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

قالت د. رتيبة : هناك من حاول تحريف كلامي.. لأنه لم ينشر بشكل دقيق وأنا عندما دعيت إلي المؤتمر لكي أتحدث عن القمة أم كلثوم حدث أن بعض الحضور في المؤتمر وجهوا أسئلة خاصة عن حياة أم كلثوم وزواجها وحاولت أن أرد علي هذه الأسئلة بشكل أو بآخر دون أن أؤكد .

وتضيف الحفني في أحد الأعداد قرأت أن سمير ابن الشيخ خالد شقيق أم كلثوم قال أن والده عارض زواج عمته من الموسيقار محمود الشريف بينما بارك زواجها من الصحفي المرموق الذي تزوجها لمدة عشر سنوات.
وهناك خبر تناقلته وكالات ذكر أن عقد الزواج الشرعي الخاص بأم كلثوم

جمعت صداقة قوية بين كل من مصطفى أمين والفنان عبد الحليم حافظ، حيث كان الأخير ينظر له نظرة الأب والأستاذ، ويستشيره فى كل شيء سواء فى أغانيه أو فى حياته الشخصية، وكان عبد الحليم مناصر قوى لأمين أثناء فترة اعتقاله فكان يؤكد دائما على براءته، وبذل الكثير من الجهد من أجل الحصول على تصريح لزياراته فى السجن.

تزوج مصطفى وأنجب ابنتين هما رتيبة والتى أسماها على اسم والدته، وصفية واسمها على اسم السيدة صفية زغلول، والتى كان يعتبرها بمثابة الأم الثانية له حيث نشأ وترعرع هو وشقيقه فى منزلها وفى ظل رعايتها لهما، وقد عملت صفية بالصحافة أسوة بوالدها.

فى سجنه كان مصطفى أمين يكتب إلى ابنته صفية العديد من الرسائل وعلى الرغم من القسوة والمعاناة التى كان يعانيها فى سجنه إلا أن رسائله كانت مفعمة بالتفاؤل، فحينما رفضت إدارة السجن مده بالأدوية أو نقله للمستشفى للعلاج، كتب لابنته قائلا إن حالته المعنوية عالية وأنه كلما توالت عليه الضربات يكون فى أحسن حالاته، وأن الأزمات والمحن تجدد شبابه.

وقد قامت ابنتيه رتيبة وصفية بزيارة إلى السيدة جيهان السادات مع السيدة أم كلثوم أملا فى التوسط من أجل الإفراج عن والداهما وذلك عام 1972، ولكنهم لم يوفقوا فى الإفراج عنه فورا، ولكن قام السادات بإصدار قرار العفو عنه بعد هذه الزيارة بثلاث سنوات وبعد نصر أكتوبر.

توفى مصطفى أمين فى 13 إبريل 1997، بعد حياة حافلة، ليلحق بتوأمه والذى توفى عام 1976.