بجاحة قطرية.. مندوب الدوحة يدافع عن الإرهاب بجامعة الدول وهذا رد وزراء العرب

تقارير وحوارات

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية


موقف غريب ظهر عليه مندوب الدوحة سيف بن مقدم البوعينين، اليوم الأربعاء، خلال اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته الـ 48، والتي عقدت أعمالها في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالتزامن مع عقد اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع لمكافحة الإرهاب مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في جدة لبحث مستجدات الأوضاع على صعيد الأزمة مع قطر والقطيعة معها.

مذكرة تدافع عن الإرهاب

البداية كانت عندما أظهرت مذكرة قدمتها المندوبية الدائمة لدولة قطر إلى جامعة الدولة العربية ردا على مذكرة لقطاع الشئون القانونية بالجامعة حول تصنيف 59 فردا و12 كيانا ارهابى تدعمهم قطر، مدى التبجح الذى تظهره الدوحة علانية لدعم المنظمات والكيانات الإرهابية، حيث أكدت قطر أن هذا التصنيف مزعوم ولم يصدر عن اى هيئة او مؤسسة رسمية من مؤسسات العمل العربى المشترك.

وجاء نص الرد القطرى كما يلى ..

تهدى المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية اطيب تحياتها إلى الامانة العامة للجامعة ( مكتب الامين العام )، وبالاشارة الى مذكرة قطاع الشؤون القانونية رقم " 1550-3" بتاريخ 18-6-2017.
تضمن الموضوع توجيه الامين العام للقطاع بتعميم البيان الرباعى الصادر عن المملكة العربية السعودية بجمهورية مصر العربية ودولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين حول تصنيف 59 فردًا و12 كيانًا فى قائمة ارهاب مزعومة.

وان المندوبية الدائمة لدولة قطر تود ان تعبر عن استغرابها الشديد واسفها البالغ لقيام الامانة العامة بتوجية مثل هذة المذكرة وتعميمها على الاعضاء خاصة أن هذه القائمة المزعومة ليست صادرة عن اى هيئة او مؤسسة رسمية من مؤسسات العمل العربى المشترك ولم يسبق لمجس الجامعة فى اىً من مستوياتة الثلاثة ان عرض علية مثل هذة الامر أو سبق لة ان بحث فى احد اجتمعاتة اصدار اى قوائم تضمن اسماء منظمات ارهابية فى دول المنطقة.

وبالتالى فان ما تم تعميمه على الدول الاعضاء لا يمت بصلة الى القواعد والاسس التى يقوم عليه العمل العربى المشترك والتى تقضى ان يتم بحث مثل هذه القضايا المهمة فى الاطر المؤسسية المخصصة لها وليس اطلاقها جذافًا على النحو الذى قامت به الأمانة العامة، كما ان قوائم الارهاب تعد من قبل مجلس الامن التابع للامم المتحدة وفق آلية ومعايير واضحة تستند الى قرارات مجلس الامن ذات صله بمكافحة الارهاب ويتم متابعتها من قبل لجنة معنية تضم خبراء من الدول الأعضاء فى الامم المتحدة وهى جميعا لم تشارك ولم تشاور فى إعداد ما يسمى بقائمة الارهاب المزعومة المرفقة بالبيان وربطها بدولة قطر.

الامر الاخر الذى كان يجدر بالأمانة العامة حول تعميم هذه الوثائق غير المعتمدة هو ما ورد فى النظام الداخلى لمجلس جامعة الدول العربية الذى نص فى المادة "10" الفقرة "2" على "الامين العام يسترعى نظر المجلس او للدول الاعضاء الى اية مسألة يرى انها قد تمس الى العلاقات القائمة بين الدول العربية او بينها وبين الدول الأخرى وكان الاقدر مراعاة نص هذه المادة قبل ان يوجه معالى الامين العام قطاع الشؤون القانونية بتعميم وثيقة لم تصدر عن جامعة الدول العربية او مجالسها او مؤسستها الرسمية وتشكل اساءة بالغة الى الدول الاعضاء.

ان المندوبية الدائمة لدولة قطر اذا تلفت نظر الأمانة العامة الى هذه الحقائق البديهية كذلك لحرصها البالغ ان يتم تسيير العمل فى اطار جامعة الدول العربية وفقًا للنظم والقواعد والاعراف المعمول بها، وترجو المندوبية ان تراعى الامانة العامة وتلتزم بالإجراءات النظامية السائدة فى هذة الشأن وتطلب تعميم مذكرتها هذه على الدول الأعضاء.

جدل بسبب مندوب قطر

وشهد الاجتماع سجالا بين رئيس الاجتماع مهدي بن غربية وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان في تونس وبين مندوب قطر الدائم بالجامعة العربية السفير سيف بن مقدم البوعينين وذلك بسبب إصرار الأخير على تجاوز دوره والتعقيب على كلمة وزير الإعلام والثقافة السعودي الدكتور عواد بن صالح العواد دون الإلتزام بجدول الكلمات والتعقيبات خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس.


إسكات صوت "الجزيرة"

وخرجت دعوة بحرينية واضحة إلى ضرورة إيقاف قناة الجزيرة وأذرعها عن سياستها التحريضية، كما أكدت الجامعة العربية في نفس الوقت على ضرورة العمل على إسكات صوت قنوات الفتنة المحرضة في الوطن العربي.
ودعا علي بن حمد الرميحي، وزير الإعلام في مملكة البحرين، إلى ضرورة العمل العربي لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وتجفيف منابعه، لافتا إلى أن تصاعد أعمال العنف والإرهاب وانتشار التنظيمات المتطرفة هي الخطر الأول الذي تواجهه دولنا العربية.

وأعرب الرميحي، الذي سلم رئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب لنظيره التونسي، عن أسفه لانتشار قنوات تلفزيونية بعيدة عن المهنية، من خلال ظهورها في مؤامرات مشبوهة لقلب الحقائق، لافتا إلى أن البحرين أكثر الدول العربية المتضررة من قنوات الجزيرة القطرية ومنصاتها، وكذلك إيران وإعلامها الذي سلطته للنيل من البحرين عبر بث الشائعات وتزوير الحقائق.

أما مكرم محمد أحمد، رئيس المكتب التنفيذي لمكتب وزراء الإعلام العرب، فأكد على ضرورة التكاتف العربي لاجتثاث جذور الارهاب التي تضرب وطننا العربي، موضحًا أن الخلاص من الإرهاب يتطلب أن يمتنع الجميع عن تمويله وإعطاءه ملازمات آمنة، وأن يمتنع أيضـا البعض عن أن يسخر له اْبواق كاذبة، تحت شعار حرية الرأي والتعبير، لأنه لا معنى لأن يفقد البعض منا كل يوم العشرات من الضحايا والشهداء، بينما يصر البعض على تقديم كل صور العون المادي والمعنوي لهذه الجامعات.

وتابع:" لا نريد في النهاية أن نعادي أحدا ولا نخاصم أحدا، فقط نريد أن نخلص أنفسنا وعالمنا من هذا الوباء المدمر، وأن نتعقب هؤلاء الذين يمولون الإرهاب إلى أن ينالوا عقابهم إما في الجامعة العربية أو في مجلس الأمن أو في المحكمة الجنائية لأن إسقاط هؤلاء من العقوبة يعني بالفعل أن كل ما تفعلوه لغو في لغو لا طائل منه".
ومن جانبه، قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن المشاهد التي يتعرض لها العالم العربي تدمي القلوب فليس للأزمة التي يواجهها العالم العربي عنوان واحد أو مصدر واحد، وتتسع لمسرح يتسع في الوطن العربي طولا وعرضا.

وقال "أبوالغيط"، في كلمته، إنه حان الوقت لتسمية الأشياء بأسمائها دون مواربة، لافتا إلى أن الإعلام العربي أصبح جزءا من الأزمة العربية الراهنة، ولعب كثير من المنابر الإعلامية دورا سلبيا في الأزمات التي شهدها عدد من البلدان العربية، وتحول لمنصات لبث سموم التجريح والتحريض وأصبحت تلك المنابر أدوات لإذكاء الفتنة ونشر البلبلة.

ومن ناحية أخرى، رد مندوب قطر سيف بن مقدم البوعينين، على وزير الإعلام البحريني، زاعمًا أن ما قاله مهاترات لايريد الدخول بها وأنه لايريد إدخال المجلس في مهاترات، مدعيًا إن "الشمس لا يغطيها الغربال، وأن الجزيرة تنقل الرأي والرأي الآخر لكن العالم العربي يخاف الحقيقة".

وزعم البوعينين أن اتهام الوزير البحريني للجزيرة بالتدليس هو التدليس نفسه.

"الجزيرة" قناة الشر
وشن وزير الإعلام والثقافة السعودي عوّاد بن صالح العواد في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية هجوما لاذعا على قناة الجزيرة قائلا إنها قناة "للشر ودعم الارهاب والتطرف..وتطبيل لقطر"، مؤكدا ضرورة التصدي للإرهاب الذي يدمر الأنفس والممتلكات.

وقال "العواد ": "على إعلامنا العربي مسؤولية كبيرة للتخلص من هذه الظاهرة الخطيرة " ، مؤكدا أن سمعة الجزيرة ليست كما يروج لها الأخوة في قطر "فهي قناة للشر ودعم الإرهاب والتطرف وتنفذ أجندة خارجية" .

وتابع:" لم نسمع هذه القناة وهي توجه انتقادات للدوحة ، بل هي قناة تطبيل لقطر، ولا ينتظر ممن يغذي الإرهاب ويرعاه أن يكف عن ممارسته هذه" مشيرا إلى أن هذه القناة "تستضيف الإرهابيين وتقدمهم على أنهم أبطال".

ودعا الوزير السعودي إلى ضرورة الكف عن الدعوة للعنف والتطرف ، مؤكدا إدانة كل الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها دول المنطقة ، وأردف قائلا " مسلسل العنف ما زال مستمرا في العديد من الدول العربية ".

رفض تعقيب مندوب قطر
وعقب انتهاء وزير الإعلام والثقافة السعودي من كلمته ، طلب مندوب دولة قطر لدى الجامعة السفير سيف بن مقدم البوعينين الرد عليه، ولكن رئيس الدورة مهدي بن غربية وزير العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني بتونس رفض منحه التعقيب قبل دوره خاصة أنه سبق له الحديث في الجلسة قبل ذلك ، وطلب من المندوب القطري الانتظار لحين الانتهاء من إلقاء الوزراء للكلمات وفقا للجدول المقرر.
وفي نهاية الجلسة، كرر الوزير التونسي رئيس الاجتماع ، رفضه تعقيب المندوب القطري، ولاسيما انه سبق له التعقيب على كلمة الوزير البحريني ، ووعد أن يمنح المندوب القطري حق التعقيب على الوزير السعودي ، على أن يكون ذلك في بداية الجلسة المغلقة.
وطلب رئيس الدورة الـ48 لمجلس وزراء الإعلام العرب من الإعلاميين مغادرة قاعة الاجتماعات لإتاحة الفرصة للتعقيبات دون وجودهم وذلك وسط اعتراضات مندوب قطر ، الذي طالب في الوقت نفسه بإبقاء الصحفيين داخل القاعة.