نجوى سالم.. اليهودية التي اعتنقت الإسلام.. واعترف زوجها بها بعد وفاتها

الفجر الفني

نجوى سالم
نجوى سالم


لأب لبناني وأم يونانية يدينان باليهودية ولدت نظيرة موسى شحاتة، في يوم 25 يوليو من عام 1933م بالقاهرة، بعد حصولهم على الجنسية المصرية، نشأتها الفقيرة اضطرتها للعمل مبكرًا كي تُعيل أسرتها بعد وفاة الأب، إلى أن ساعدها الفنان نجيب الريحاني في اقتحام المجال الفني من خلال فرقته المسرحية، بعد أن بدّل اسمها إلى نجوى سالم، لتخطو بعدها أكبر خطوة ممكن أن يتخذها فنان في هذه المرحلة العمرية في مساره الفني، فأنشأت فرقة مسرحية حملت اسمها، وكان من ضمن عروضها مسرحية "موزة و3 سكاكين"، لعب أمامها البطولة الفنان عماد حمدي.

 

بالرغم من قِصر عمر نجوى سالم الفنّي إلا أن حياتها حفلت بالكثير من المواقف بالغة التأثير، فبالرغم من تصنيفها كفنانة كوميدية الميلو درامية، يرصد "اليوم الجديد" أبرز تلك المشاهد  في حياتها بمناسبة ذكرى وفاتها التاسعة والعشرين.

 

اختلاف الدين يقف عائقًا أمام زواج التلميذة بالأستاذ

بتأديتها للعديد من الأدوار المسرحية، التي تم تحويلها بعد ذلك لأفلام سينمائية قدمتها نجمات أخريات، كما حدث مع "الستات ميعرفوش يكدبوا، وحسن ومرقص وكوهين".

 

اشتركت أيضًا في بعض الأعمال السينمائية، أشهرها "غرام وانتقام، وشمشون ولبلب"، بعد نجاحها الهائل في كل تلك الأعمال الكوميدية، انتشر وقتها أن مكتشفها الريحاني عرض عليها الزواج، مستغلًا وساطة الفنانة ميمي شكيب، لكن الزيجة لم تتم بسبب اختلاف الديانتين، كونه مسيحي وهي يهودية.

 

الزواج عرفيا من الناقد عبد الفتاح البارودي

عاشت نجوى محتفظة بديانتها اليهودية، ولم تغيرها إلا في عام 1960، وهذا له قصة خاصة يرويها زوجها الناقد الصحفي عبد الفتاح البارودي، الذي تزوجته عرفيًا بناء على رغبتها عام 1970، حيث يروى أنها لم تُغير ديانتها إلا عن اقتناع تام بالإسلام، فلو كانت شخصية سهل عليها تغيير الديانة لكانت قبلت على الفور تغييرها حين كانت عائقًا أمام زواجها بأستاذها الريحاني وهي مجرد ممثلة ناشئة، أو حتى خوفًا من التهجير من مصر مثل باقي اليهود، فالدولة كانت قد استثنتها من التهجير، قبل إشهار إسلامها بمدة، ويؤكد أنها لم تدخل المعبد اليهودي يومًا، ولم تكن تعرف مكانه من الأساس، وكانت مثالا للزوجة المصرية الأصيلة.

 

يضيف البارودي في حوار صحفي له، أنه لم يُشهر زواجه بها إلا بعد وفاتها عام 1988، عن عمر ناهز 63 عامًا.

 

وطنيتها.. ووفاتها

كان للفنانة الراحلة دورًا وطنيًا بعد نكسة 1967، حيث قدّمت فرقتها عروضًا على الجبهة في منطقة قناة السويس، وتبرعت بإيرادات العروض لضحايا العدوان الثلاثي، وحصلت على درع الجهاد المقدس، كما قدّمت مسرحية "ممنوع لأقل من 30" ودعت فيها أبطال نصر أكتوبر عام 1974.

 

الرئيس الراحل محمد أنور السادات كرّمها في عيد الفن عام 1978 وفازت بجائزة الدولة، وتبرعت بـ200 جنيه من قيمتها لمعهد شلل الأطفال، وجمعية الوفاء والأمل، والمثير للدهشة أنها في التكريم حرصت على ارتداء فستان فرح، وقالت عند تسلمها الجائزة: "النهاردة زفافي، أنا أتجوزت الفن، أنا ماتجوزتش لغاية دلوقتي لأني أتجوزت الفن"، رغم أن زواجها من البارودي استمر 17 عامًا.

 

عانت من المرض وابتعدت عن الأضواء في سنواتها الأخيرة وفي 12 مارس عام 1988 توفيت الفنانة "نجوى سالم"، وكان يرافقها في رحلة مرضها زوجها "البارودي" الذي كانت تخبر الأطباء بأنه "خالها".

 

يذكر أنها الفنانة الوحيدة التي وقفت إلى جوار الفنان عبد الفتاح القصري في مرضه، وهي الوحيدة أيضًا التي حضرت جنازته.