سلسة إتفاقات تعاون في أول زيارة لرئيس وزراء هندي إلى إسرائيل

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين الهند وإسرائيل، زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تل أبيب الأربعاء. وعرض على نتانياهو سلسلة اتفاقات تعاون بين البلدين في مجالات تكنولوجيا الأقمار الصناعية والمياه والزراعة.

سعى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الهندي ناريندرا مودي الأربعاء إلى ترجمة رغبتهما في تفعيل التعاون المشترك، حيث شكلت الصفقات العسكرية أحد أبرز عناوين أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي إلى إسرائيل.

واستعرض مودي ونتانياهو سلسلة اتفاقات تعاون بين البلدين في مجالات تكنولوجيا الأقمار الصناعية والمياه والزراعة، بالإضافة إلى إنشاء صندوق ابتكار بقيمة 40 مليون دولار.

وتأتي هذه الاتفاقات في إطار الجهود التي يبذلها البلدان لتوسيع نطاق التعاون بينهما كي يشمل قطاعات مدنية. ويطغى على التعاون التجاري بين البلدين بيع إسرائيل للهند معدات عسكرية بمعدل سنوي يبلغ مليار دولار.

وفي السياق نفسه، أعلنت شركة "إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء" الحكومية توقيع اتفاقيتين خلال زيارة مودي. الأول مع مجموعة "كالياني" الهندية لبناء مركز صيانة في الهند لأنظمة الدفاع الجوي. والثاني مع مجموعة "وايبرو إنتربرايز" لإنشاء وحدة انتاج هياكل طائرات في الهند.

من جانبه، أكد مودي أن المحادثات تجاوزت المشاريع المشتركة لتتطرق إلى بحث "كيف يمكن للتعاون بيننا أن يساعد قضية السلام والاستقرار العالمي". فيما قال نتانياهو إن رئيسي الوزراء طلبا من فريقيهما العمل من أجل وضع خطط ملموسة لمزيد من التعاون في مجالات مختلفة بحلول نهاية العام.

وأعلن نتانياهو بعد محادثات أجراها مع مودي في القدس، "لدي شعور اليوم أن الهند وإسرائيل تغيران عالمنا وربما تغيران أجزاء من العالم". فيما أكد رئيس الوزراء الهندي أنه ونتانياهو "اتفقا على بذل المزيد من الجهود سوية لحماية المصالح الاستراتيحية والتعاون أيضا في مكافحة التطرف والإرهاب المتنامي، خاصة في الفضاء الإلكتروني"، مختتما بدعوة نتانياهو لزيارة الهند.

الذكرى الخامسة والعشرون

وتتزامن زيارة مودي مع الذكرى الخامسة والعشرين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين الهند والدولة العبرية.

وكررت إسرائيل التي تبحث باستمرار عن حلفاء للتصويت لصالحها في محافل الأمم المتحدة، بالإضافة إلى شركاء تجاريين، القول إن الزيارة تعد تاريخية.

وتستثمر الهند، وهي أكبر مستورد للمعدات الدفاعية في العالم، عشرات المليارات من الدولارات لتجديد معداتها العائدة إلى الحقبة السوفياتية لمواجهة التوترات مع الصين وباكستان.وبذلك فقد أصبحت إسرائيل أحد مورديها الرئيسيين.

وأبرمت في هذا السياق عددا من الاتفاقيات الدفاعية منذ وصول حزب الشعب الهندي (باراتيا جاناتا) إلى الحكم عام 2014.

من جهة أخرى، لن يلتقي مودي خلال الزيارة مسؤولين فلسطينيي.، ويجدر التذكير بأنه استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيودلهي في أيار/مايو الماضي. ولطالما دعمت الهند فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة وتفادت في البداية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وقد أعاق استمرار الاحتلال الإسرائيلي وفشل جهود السلام مع الفلسطينيين مساعي إسرائيل نحو تقوية علاقاتها مع العديد من الدول. ولكن الجليد ذاب خلال السنوات الأخيرة في ظل سعي الهند إلى إقامة علاقات دفاعية وثيقة مع إسرائيل، خاصة مع ابتعاد نيودلهي بشكل متزايد عن حليفتها التقليدية روسيا، من أجل تعزيز معداتها العسكرية.

والاقتصاد الهندي من بين أكثر الاقتصادات نموا في العالم. وهذا ما جعل مودي يأمل في تعزيزه عبر جلب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.