هنا صبحي تكتب: فات ومعتقدات خاطئة عن الرياضة

ركن القراء

هنا صبحي
هنا صبحي


يتبادل الناس النصائح المتعلقة بالتمارين الرياضية فيما بينهم، إلا أن الكثير من الأفكار والمعلومات التي يتشاركها الناس بخصوص ممارسة التمارين الرياضية ليست بصحيحة أو على الأقل فعالة، والمشكلة أن التفرقة بين ما هو صحيح وما هو مغلوط يشكل نوعًا من التحدي، خاصة لمن أراد ممارسة الرياضة بهدف حرق الدهون والتخلص من الوزن الزائد أو زيادة الوزن.

يؤكد الخبراء على أهمية الفصل بين الحقائق والخرافات للتمكن من ممارسة التمارين الرياضية بأمان وبدون تعريض نفسك للأذى، ففي حين أن بعض تلك الخرافات لها أصلٌ صحيح أو على أسوأ الأحوال فهي غير ضارة، إلا أن بعضها قادرٌ على تعريض صحتك للخطر.

إليكم خرافاتٍ متعلقة بالرياضة وحرق الدهون 


1) ممارسة الرياضة مناسب للجميع:

“ممارسة الرياضة تعد من أهم النشاطات التي يجب على الجميع ممارستها”، أليس هذا ما يقوله الناس عادة؟، النشاط والحركة لهو أمر مهم للحفاظ على أجسامنا صحيحة، إلا أن كل فرد منا يمتلك جسداً مميزاً، يختلف عن غيره من الأجساد.

وكنتيجة منطقية، ليست كل أنواع التمارين الرياضية مفيدة للجميع. ربما 30 دقيقة من تمارين الكارديو مفيدة لصديقك ولكنها غير مفيدة لك إطلاقاً.

إذا كان العديد من الناس يمارسون نوع معين من التمارين، فهذا لا يعني بالضرورة ممارستك له أنت أيضاً، ببساطة، لكي تعثر على ما يناسبك من التمارين الرياضية اذهب لسؤال طبيبك الخاص، أو مدرب النادي، فهؤلاء الأشخاص لديهم من الخبرة ما يؤهلهم لمعرفة ما يتناسب مع وضعك، و ما يتلاءم مع أهدافك، (سواءاً حرق دهون أو زيادة الوزن).


2) يمكنك حرق دهون منطقة محددة في جسمك:
يعتقد الكثير من الناس أن مجرد قيامهم بأداء مئاتٍ من تمارين البطن سيحرق تلك الطبقة الشحمية التي تغلفها (الكرش)، وهذا أمر خاطئ، لأن التخلص من دهون البطن لن يتحقق بالتركيز على تمارين البطن وحدها، بل بالتركيز على حرق دهون الجسم بشكل عام.

لكي تحرق تلك الكرش السمينة، أنت بحاجة للقيام بذلك بالطريقة الصعبة؛ ألا وهي ممارسة التمارين الهوائية (كالجري والسباحة) وتمارين الشد والإطالات للعضلات وحمل الأثقال، ولا تهمل الاعتدال في كمية الطعام .


3) أثناء ممارسة الرياضة، إذا لم تتعرق فأنت لا تحرق أي سعرات حرارية:

تقول الخرافة أنك إن لم تتعرق أثناء ممارسة التمارين فأنت لا تبذل مجهودًا كافيًا ولا تحرق سعرات حرارية، هذا ما يدفع الناس لارتداء ثياب الساونا أو إغلاق النوافذ والمراوح بغرض إجبار الجسم عل إفراز المزيد من العرق.

نفى الخبراء تلك الخرافة، قائلين بأن التعرق ما هو إلا وسيلة الجسم لتبريد نفسه والوقاية من ارتفاع درجة حرارته، ولا علاقة له بعدد السعرات الحرارية التي تحرقها أثناء ممارسة التمارين.

في الواقع، هناك أشخاص يمارسون تمارين قاسية وعنيفة دون أن تتعرق أجسادهم.

الجزء الأسوأ من هذه الخرافة، أنها تدفعك للتركيز على التعرق بغزارة، متناسياً شرب الماء لتعويض ما افرزه الجسم من العرق، هذا التصرف قد يؤدي إلي إصابتك بالجفاف.


4) الرياضة ستحول الدهون إلى عضلات:

ربما أنت متحمسٌ للبدء في ممارسة الرياضة، كالجري مثلاً؛ ظنًا منك أن هذا وحده قادرُ على حرق دهون جسدك وجعله رياضيًا خلال بضع أيام، لكن لسوء الحظ، الأمر ليس بهذه البساطة، إن أردت جسدًا ممشوق القوام، سيتوجب عليك حرق الدهون أولًا ثم الشروع في بناء العضلات بعد ذلك.

ستساعدك تمارين الكارديو والسويدي على حرق الدهون والتخلص من الوزن الزائد، بينما حمل الأثقال سيقوم بمهمة بناء العضلات، لذلك إن رغبت بالحصول على أفضل نتيجة عليك ممارسة الاثنين معا.

بالمناسبة، إن كان جسدك يحوي كمية كبيرة من الدهون، فستحتاج لبذل جهدٍ أكبر من زملائك.


5) مادمت أمارس الرياضة يومياً، فلن يزيد وزني مهما أكلت:

تبدو هذه الخرافة هي الأكثر انتشارًا بين الناس خاصةً حين يبررون عاداتهم الخاطئة في تناول الطعام بأنهم يمارسون التمارين الرياضية، في الواقع لا أحد يحاول منعك من تناول ما تشاء من الطعام بعد ممارسة الرياضة، لكن ذلك سيجعل من تحقيق أهدافك في جسدٍ صحيٍّ ورياضيٍّ صعبة المنال.

فالطعام الصحي وممارسة الرياضة ما هما إلا مكملان لبعضهما فلا تجعل الرياضة عذرك لتناول الأطعمة الغير صحية.


6) "يريك الميزان نتيجة تمرينك ونظامك الغذائي كأفضل ما يكون":

الحقيقة: استخدام شريط القياس لقياس محيط الخصر او الصدر او الأرداف هو أفضل طريقة لمتابعة تقدمك , يمكن ان يفقد جسدك الكثير من الدهون او يكتسب المزيد من العضلات.



7) "تساعد الإطالات الـ (stretching) في تقليل ألم العضلة اثناء ممارسة التمرينات":

الحقيقة : الإطالات ضرورية لتوفير الراحة للعضلات وعدم التعرض للإصابات اثناء التدريب ولكنها لا تؤثرعلى مدي إجهاد العضلات.


8) "كلما كانت مدة تدريبك أطول كلما كانت النتائج أفضل":

الحقيقة : أهم عوامل التمرين هي جودته ومدي إستفادة الجسم وليست مدته , كما أن المبالغة في مدة التدريب يسبب إجهاد العضلات.

حسناً، في المرة المقبلة عندما يعطيك أحدهم نصيحةً في ممارسة الرياضة (أو في أي شيءٍ عموما)، لا تثق فيها ثقةً كاملة بل ابحث عن حقيقتها أسأل متخصص فى الرياضة. 

ليس كل ما ينتشر ويشاع بين الناس حقيقيٌ ويستند لأسسٌ علمية، خذ وقتك وحقك في القراءة والتعلم والبحث عن المصادر لتكون قادرًا بعد ذلك على تصحيح المعلومات الخاطئة ومشاركة الناس المعلومات المفيدة والصحيحة.