السيدة حواء.. "أم البشر"

الفجر الطبي

أرشيفية
أرشيفية


خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا أدم عليه السلام بكلمة كن وكانت المادة التى خلق منها هى التراب أو الطين أو الصلصال وكلها أشكال مختلفة، التراب فيها هو الأصل فان اختلط بماء سمى طينا وان حمى بعد ذلك فى النار كان صلصالًا، ولم تخلق السيدة حواء كما خلق سيدنا أدم وإنما خلقت من ضلع من أضلاعه، ولو انها خلقت كما خلق هو فى الوقت نفسه لاصبحا متساويين، ولقد كان الله تعالى قادر على ذلك ولكنها خلقت من جزء منه.

وأنى للجزء أن يتساوى مع الكل، إذا فـــ أدم هو الأصل وحواء هى الفرع لقول الله عز وجل: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [سورة الإعراف - 189] .

وعلى ذلك فان أي خطاب لهما يكون المقصود به الأصل لا الفرع كما أن كل فعل مشترك تكون مسئوليته بالدرجة الأولى على الأصل لا الفرع وعليه فان الخطيئة الأولى التى وقعت منهما بالأكل من الشجرة المحرمة وان كانا قد اشتركا فيها.

فان مسئولية ادم اكبر من مسئولية حواء بدليل قول الله عز وجل: {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)} [سورة البقرة].
 
ولم يقل فتلقيا أو فتلقى أدم وحواء، ولقد حاول اليهود القاء التبعة على السيدة حواء باتهامها بانها هى التى اغرته بالأكل بعد أن أغواها إبليس واتخذها مطية لاغواء أدم.

وحفلت بعض الكتب بالاسرائيليات التى تنسج القصص عن هذا الأغواء وكيف دخل الشيطان إلى الجنة فى صورة ثعبان، وما إلى ذلك مما جعل الأمر يستقر فى أذهان بعض الناس، واجترأ بعض الكُتاب والرسامين على أم البشر فاتهموها بانها السبب.

وحفلت المجلات بالرسومات الفكاهية وكذلك القصص المختلفة عن التفاحة التى قدمتها حواء لـــــ أدم مما يقلل من شان المراأ ويوحى بالحذر والتوجس وتوقع الشر منها.

المرأة التى أوصى بها الله تبارك وتعالى فى كتابه الكريم باعتبارها أما مشيراً إلى ما تتحمله من مشقة لا يتحملها الرجل بأى حال بقوله {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا (15)} [الأحقاف]، {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ (14)} [سورة لقمان].

وقد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من احق الناس بحسن صحابتى 
قال أمك........ قال ثم من........ قال ثم أمك ........ قال ثم من........ قال ثم أمك........ قال ثم من ........ قال ثم أبوك {رواه البخارى}.