سيناريوهات.. ماذا يحدث لو لم تنفذ قطر المطالب الخليجية؟

تقارير وحوارات

الرئيس السيسي والملك
الرئيس السيسي والملك سلمان وتميم


حددت دول الخليج عدة مطالب، من أجل المصالحة مع قطر وإعادة العلاقات كما كانت في السابق، مما يساهم في حل الأزمة التي نشأت بين قطر وتلك الدول بسبب دعم الدوحة للإرهابيين والتنظيمات الإرهابية.
وتمثلت تلك المطالب في: إغلاق قناة الجزيرة، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد أي عنصر من الحرس الثوري الإيراني موجود على أراضيها، والامتناع عن ممارسة أي نشاط تجاري يتعارض مع العقوبات الأميركية على طهران.
وكذلك إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر وإيقاف أي تعاون عسكري مع أنقرة، قطع علاقات قطر بالإخوان المسلمين ومجموعات أخرى منها حزب الله وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش، وامتناع قطر عن تجنيس مواطنين من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وطرد من سبق أن جنستهم، وذلك كجزء من التزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول.
بالإضافة إلى تسليم قطر كل الأشخاص المطلوبين للدول الأربع بتهم إرهابية، وقف أي دعم لأي كيان تصنفه الولايات المتحدة كيانا إرهابيا، وتقديم قطر معلومات تفصيلية عن كل وجوه المعارضة، من مواطني الدول الأربع، الذين تلقوا دعما منها.

الطلاق.. حال رفض المطالب الخليجية
وفي هذا الصدد، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، إن المطالب الخليجية، التي سربتها قطر تعبر عن عمق الأزمة نتيجة الضرر، الذي سببتها سياساتها.
وأضاف قرقاش، عبر صفحته الشخصية عبر موقع التدوين القصير "تويتر"، أن التسريب يسعى إلى افشال الوساطة وهي مراهقة معتادة من قطر، مشددا علي ضرورة أن تتعامل قطر مع المطالب والمشاغل بجدية وإن لم تفعل فإن الطلاق واقع معها.
وأوضح وزير الخارجية الإماراتية، أنه لا يمكن القبول باستمرار دور قطر كمصدر تمويل ومنصة إعلامية وسياسية لأجندة التطرف، مشيرًا إلي أن على قطر أن تدرك أن الحل ليس في طهران أو بيروت أو عواصم الغرب أو وسائل الإعلام.
وتابع، أن أزمة فقدان الثقة في قطر حقيقية، مؤكدًا أن تصرفاتها تطيل من أمدها، مضيفًا بأن سنوات التآمر لها ثمن والعودة إلى "الجيرة" لها ثمن، ولفت إلى أن التآمر شمل دعمًا ممنهجًا لأجندة متطرفة ومنظمات إرهابية.
واختتم، قائلًا: "إنه كان على قطر أن تتعامل مع المطالب والمشاغل بجدية وإن لم تفعل فإن الطلاق واقع معها".

قرارات تصعيدية.. في هذه الحالة
قال الدكتور عبدالخالق عبدالله، استاذ العلوم السياسية الإماراتي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان موقفه واضح من انتقاد موقف قطر ودعمه لموقف الخليج لقطع العلاقات مع قطر ولمكافحة الإرهاب، لكن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ضد قطر كانت خفيفة، وهذا ينبأ بأن أمريكا تريد الظهور بموقف المحايد في الأزمة القطرية، وما دعم هذا الموقف هو تصريحات البنتاجون الأمريكي مؤخرًا.
وأضاف "عبدالله"، خلال مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، أن الرهان خلال هذه الفترة هو على بيان "ترامب" الأخير الذي طالب فيه قطر بالكف عن دعم الإرهاب.
وأوضح أن الفترة المقبلة من الممكن أن تشهد المزيد من القرارات من دول الخليج للتصعيد ضد قطر إذا لم تبلي مطالب دول الخليج ومصر بالكف عن دعم الإرهاب.

الشعب القطري يدفع ثمن المقاطعة
وقالت الكاتبة جيلان جبر، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن فكرة التصالح هو تصالح مع الشعب القطري وليس تصالح مع العقيدة والحكام القطريين، منوهة أن قطر الآن تدفع ثمن خطأها في التعامل السياسي والدبلوماسي لسنوات طويلة سياسيًا واقتصاديًا.
وأوضحت "جبر"، خلال اتصال هاتفي مع الإعلامية نهاوند سري ببرنامج "صباح اون" عبر فضائية "أون تي في"، اليوم الجمعة، أن استجابة قطر للمطالب الخليجية بمثابة عودة للقبيلة العربية، وحال رفضها الإستجابة فستستمر المقاطعة العربية لقطر.
وشددت، على أن قطر والشعب القطري والحكومة القطرية هى من ستدفع ثمن المقاطعة.

الرفض يؤدي إلى تدخل إيران وتركيا بالمنطقة
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قطر قد تتجاوب مع بعض المطالب التى تقدمت من قبل الدول الخليجية، متوقعًا أن تقل أو تخف الحملات التى قد تشنها وسائل الإعلام القطرية خاصة الجزيرة ضد دول الخليج بشكل كبير.
وأوضح "هريدي"، خلال اتصال هاتفي ببرنامج "الآن" عبر فضائية "أكسترا نيوز"، اليوم الجمعة، أن هناك استراتيجية وتكتيك قطري هو استيعاب أكبر قدر من المطالب الخليجية والإظهار للعالم وخاصة أمريكا انها استجابة للمطالب التى قدمت إليها، منوهًا أن الإدارة الأمريكية تحث جميع الأطراف على سرعة إنهاء الأزمة، وهناك تصريحات لمسئولين امريكيين بان تكون المطالب المقدمة قابلة للتنفيذ.
واستبعد، أن تتغير السياسية القطرية بشكل جذري، مشددًا على أن الرهان على تركيا هو أحد أهم أسباب الأزمة بين قطر ودول الخليج، منوهًا ان إيران تجد في هذه الأزمة منفذ لتجديد وضعها في دول الخليج لمواجهة السعودية، مشددًا على اننا لانتعامل مع إيران أو تركيا منفردًا، مؤكدًا أن مفتاح حل أزمات كثيرة في الشرق الاوسط هو رفض التدخلات الإقليمية سواء من إيران أو تركيا او إسرائيل في شؤون الدول العربية.
ونوه إلى أنه ليس هناك أي مبرر للتصعيد مع قطر، وحال اتخاذ قرارات أكثر فلن يكون لها أي تأثير.