الخلاف مع قطر ينذر بزيادة تكلفة ديون الخليج

الاقتصاد

بوابة الفجر


ينذر الخلاف بين قطر وجيرانها العرب بتقويض إقبال المستثمرين على منطقة الخليج ككل وهو الأمر الذي ينعكس في احتمال ارتفاع تكاليف الديون الحكومية وربما إبطاء وتيرة الإصلاحات الاقتصادية في السعودية.

وكان من شأن ذلك إدخال المنطقة في حالة من الاضطراب الدبلوماسي تتسبب حاليا في عزوف المستثمرين.

وقالت بريجيت لوبريس رئيسة الديون الناشئة والعملات لدى ناتيكسس لإدارة الأصول في باريس، والتي تدير أصولا بنحو 350 مليار يورو (392 مليار دولار) "كنا معتادين على منطقة يعمها الهدوء نسبيا والآن الصورة تغيرت.

"لسنا مستعدين بعد لزيادة انكشافنا على المنطقة. نحتاج إلى معرفة ما إذا كانت الأزمة قاصرة على قطر أم إنها قد تمتد وتؤثر على دول أخرى أو إذا كانت الأزمة من الممكن أن تتفاقم".

ومن بين المجالات الأبرز الديون السيادية، حيث من المحتمل أن تؤدي الأزمة إلى زيادة تكاليف الاقتراض.

وبعد فرض العقوبات على الدوحة خفضت وكالة ستاندرد آند بورز تصنيف قطر بينما وضعتها فيتش على قائمة المراقبة لاحتمال تخفيض تصنيفها.

وإلى الآن يبدو أن المستثمرين الأجانب مرتاحين للاحتفاظ بحيازاتهم من الأوراق المالية القطرية بسبب حجم الاحتياطي الذي تتمتع به البلاد والأصول التي بحوزة الصندوق السيادي جهاز قطر للاستثمار.

وزاد العائد على السندات السيادية الدولارية القطرية التي تستحق في 2026 بأكثر من 40 نقطة أساس بعد إعلان العقوبات في الخامس من يونيو حزيران لكنه تعافى بنحو 20 نقطة أساس منذ ذلك الحين.

وانتاب السندات السيادية لبقية دول مجلس التعاون الخليجي بعض الضعف في أعقاب الأزمة الدبلوماسية مباشرة لكنها عادت إلى حد كبير إلى مستويات ما قبل الأزمة.

لكن مدى استمرار هذا الوضع قد يتحدد في ضوء الفترة التي ستستمر فيها الأزمة التي قد تمتد "لسنوات" وفقا لما قاله وزير إماراتي.

بيد أن ماكس ولمان مدير المحافظ لدى أبردين لإدارة الأصول في لندن قال إن الحديث في السوق يجري عن أن الأزمة الدبلوماسية سيجرى حلها عبر الوساطة السياسية.

وأضاف "لكن إذا ما قامت دول مثل البحرين وسلطنة عمان أو حتى السعودية بطرح إصدارات هذه الأيام، أعتقد أنه ستكون هناك علاوة مخاطر طفيفة تتراوح بين 10 و15 نقطة أساس في السوق الأولية إلى الثانوية بسبب الضبابية السياسية الحالية".

وقالت آشا ميهتا مديرة المحافظ لدى أكاديان لإدارة الأصول "قد ينتاب القلق المستثمرين بشأن تحميل السعودية لنفسها ما يفوق طاقتها في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في اليمن وتؤثر فيه الإصلاحات في الداخل سلبا على معنويات المستهلكين".